وظن انه انتهى اضرب مثالين لنعرف طبيعة تعامل اصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام مع القرآن مثال الرجل من الانصار الذي اصيب باسهم ثلاثة في ظهره وهو يتلو صورة من الصور الوحي له دلالتان اعني هذا اللفظ الوحي دلالة مصدرية من وحاياحي اي عملية انزال القرآن او تنزل كلام الله من عند الله ابو رواسطة الملاك جبريل على قلب محمد عليه الصلاة هذا الحدث مصدر او معنى مصدري وهو معنى الوحي وهذا المعنى انقطع انه لا نبي ولا رسولا بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام لكن هناك معنى اخر للوحي لم ينقطع وهو المعنى الاسمي كون القرآن وحيا هذا اللفظ صفة اللون ولك ان تقول هذا القرآن هو الوحي والوحي هو القرآن فحينما قال قل انما انذركم بالوحي بالقرآن القرآن بنصوص القرآن بآياته بصوره القرآن وحي وهذا لم ينقطع ولا يمكن ان وتلقي اصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام للقرآن عن رسول الله كانوا يتلقون او كان بهذا الاعتبار كذلك تلقي كان بهذا الاعتبار اي باعتباره وحيا لنرجع الى اصل الاشكال نحن نقرأ القرآن ولكننا في غالب الاحوال الغالب الراجح ما هو مشاهد بيننا ومجرب اننا نقرأه باعتباره مصحف ويغيب عنا معنى الوحي اذا حضر فانما يحضر المعنى التاريخي الذي كان وانقطع هذا القرآن يعني كان وحيا لكن يغيب عنا انه ما يزال الآن ايضا وحيا وسيمبقى كذلك وحيا الى يوم القيامة هذا يغيب كثيرا المعنى التاريخي الذي كان لا يؤثر فينا ذلك التأثير المطلوب ولذلك نبقى حبيسي المصحف لان تسمية المصحف مصحفا انما هو من حيث كونه صحوفا وصحيفة اي ورقة وبهذا الاعتبار ينقص تأثيره في القلب بل نفقد مفتاحه الذي كان لدى اصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام اذ به كان يقع للقرآن في قلوبهم ما كان هذا المعنى العظيم الذي نحاول ان نصل اليه بحول الله الذي هو الوحي هو موجود في كتاب الله جل وعلا باق وهو نور كما قال الله سبحانه ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور والقرآن نور وهذا النور هذا النور ليس مجازا اليست تشبيها ولا تمثيلا بل هو حقيقة نور روحاني لكنه نور خفي انما يعطاه ويؤتاه من طرق باب القرآن الوحي حينئذ ينبثق له النور قطعا اما من بقي رهين الصحف او المصحف فسيبقى متبركا بتلاوة القرآن بكل حرف عشر حسنات لا اقول الف لام ميم حرف ولكن الف حرف ولام حرف وميم حرف. وهذا مقام جيد لكن القرآن الوحي الذي غير العالم كل العالم في نحو ربع قرن من الزمان في نحو ربع قرن من الزمن بل لم يكد ينتهي القرن الاول الهجري حتى كان الاسلام مستقر في الاندلس محيطا باوروبا من جميع جهاتها انما القرآن النور الوحي هو الذي استطاع ان الظلمات ولكن بسبب حمل القلوب المشتعلة وليست القلوب المنطفئة التي بقيت رهينة التاريخ او رهينة معنى كان وقد كلفه رسول الله عليه الصلاة والسلام. هو له بحراسة ثغر في غزوة من غزوات بالاحرى عند الرجوع من غزوة من الغزوات وقال الرجل لصاحبه وهما الوادي في منطقة الحراسة والصحابة مع الرسول عليه الصلاة والسلام في داخل الوادي حينما كلفهما الرسول عليه الصلاة والسلام بالحراسة بقي بعيدا في يعني مبتدأ الوادي اي في فمه يحرصان الليل وقال احدهما للآخرين اي قسم من الليل تحب ان اكفيكه اوله ام اخره يعني سيقتسمان الحراسة احدهما يحرس المسلمين اول الليل النص الأول والآخر يحرس المسلمين النصف الثاني بل اكفني اوله يعني يريد ان يتعبد ربه ويقوم بالحراسة في النص الاخر ليدرك ثلث الليل الاخر كما هو معروف لفضيلته ولكرامتي وقال اذا فقام الرجل يصلي ويحرس في اول الليل وجاء رجل من الكفار وكان له على محمد واصحابه عليه الصلاة والسلام كان عليهم قارون كان له ثأر عليم وارسل سهما الى هذا القائم يصلي بالليل قال فنزعوا النزاع السام من ظهره ووضعه اي القاه جانبا وجعل الدم يسيل وكان انئذ وهو قائم يقرأ او يرتل سورة من القرآن الكريم ثم رماه بسهم ثالث فنزعه ثم رماه بسهم ثالث وهنا على الرجل ان يبقى واقفا وركع ثم سجد وسلم وايقظ صاحبه فلما استيقظ الرجل ورأى نزيف الدم الشديد علم ان عدوا كان يرميه بالسهام الله اما احببتني اي اما ايقظتني ماذا قال قال اني كنت ما يعني تعلقهم بالقرآن كان في سورة لا نستطيع تصور حقيقتها لانه تعلق وجداني رفيع عال قال ولولا امرنيه رسول الله عليه الصلاة والسلام ان احمي صغره اتممتها او لقطع انفاسي دونها سابقى واقف اما ان اتم الصورة واما ان يقتلني واموت وانا اقرأ القرآن المثال الاخر مثال اسيد رضي الله عنه ومثال مشهور ومتداول حينما كان يقرأ القرآن وحيدا بالعين غمامة من النور ما يشبه الغمامة وكان ابن له صغير ينام قريبا من مربد فحينما كان يقرأ هذا الصحابي مشيت جعلت الفرس تجول تتحرك فخاف على ابنه ان تدوسه الفرس فلما سكت سكنت الفرس ثم عاد فقرأ ثم عاد فقرأ فجالت الفرس فسكت فسكنت هنالك رفع نظره من حيث لا يشعر الى السماء ورأى خروجا من النور جمعو مصابيح الثريا ترتفع في الفضاء بليل شيئا فشيئا فشيئا غابت في السماء