من السماء اهون عليه من ان ينطق به فاستنكار العبد لهذه الوساوس واستفزاعه اياها ومقاومته لها ومحاربته لها ذلك صريح الايمان. بتوصيف النبي صلى الله عليه واله وسلم لان ايمانه الصادق بالله وبكمال اسمائه وصفاته وانه لا شبيه له ولا ند له وانه الخلاق العليم الحكيم الخبير يقتضي منه انكار هذه الشوهة والوساوس ومحرمة اخرج الامام مسلم الحديث بلفظ اخر نعم قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يزال الناس يتسائلون حتى يقال نادى الله خلق الخلق فمن خلق الله لا يزال الناس يتسائلون حتى يقال هذا الله خلق الخلق فمن فمن خلق الله. فمن وجد شيئا فليقل امنت بالله ورسله امنت بالله ورسله يعني يقطع الوساوس من مبادئها ولا يسترسل معها وليقل امنت بالله ورسوله. يعني استعظام الكلام بهذه الوساوس وشدة الخوف منها ومن النطق بها فضلا عن اعتقادها انما يكون ممن استكمل الايمان استكمالا محققا وانتفت عنه الريبة والشكوك يبقى في رواية فليستعذ بالله ولينتهي اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ويكف عن الاسترسال مع هذه الوساوس. معنى هذا الاعراب عن هذه الخواطر الباطلة والالتجاء الى الله جل جلاله في اذهابها يقول المازري رحمه الله ظاهر الحديث انه امرهم ان يدفعوا الخواطر بالاعراض عنها والرد لها من غير استدلال ولا نظر في ابطالها. قال والذي يقال في هذا المعنى ان الخواطر على قسمين فاما التي ليست بمستقرة ونجتنبتها شبهة طرأت فهي التي تدفع بالاعراض عنها. وعلى هذا يحمل الحديث وعلى مثلها يعني كاني لما كان امرا طارئا بغير اصل دفع بغير نظر في دليل اذ لا اصل له ينظر فيه اما الخواطر المستقرة التي اوجبتها الشبهة فانها لا تدفع الا بالاستدلال والنظر في ابطالها بيفرق بين خطر عابر عارض فقط يقول اعوذ بالله ينتهي يقطع مبادئها يكف نفسه عن استرسال معها. لو انا اشوفها استقرت وتوطنت وتلح عليه هي بعينها وتعاوده هذه تحتاج الى نظر وتحتاج الى ابطال وتحتاج الى استدلال لابطالها اسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد والرشاد