الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم احسن الله اليكم قال حفظه الله تعالى ترقب وكن ذا حكمة وحصافة فرق الاتي زين بكل تأكد هذه وصيتان الوصية بالرفقة والوصية بالتعقل والحكمة. فاما الرفق فنقول اعلموا رحمكم الله ان الرفق من الاخلاق العظيمة التي عمل بها النبي صلى الله عليه وسلم وحث عليها ورغب فيها. ومن محبة الله عز وجل للترفق والرفق فقد آآ سمى نفسه بالرفيق ومن صفاته عز وجل الرفق بعباده فالله عز وجل يحب الرفق في الامر كله. فعن عائشة رضي الله تعالى عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لها انه من اعطي حظه من الرفق فقد اعطي الحظ كله. وفي رواية فقد اعطي حظه من خير والاخرة. وقد عظم النبي صلى الله عليه وسلم شأن الرفق في نصوص في نصوص كثيرة. وقد اخبر عليه الصلاة والسلام ان الرفق ما كان في شيء الا زانه وما نزع من شيء الا شانه. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه اذا بعثهم بالدعوة الى بعض البقاع يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفر فراء فان قلت وما المقصود بالرفق اصلا؟ فاقول المقصود به لين الجانب المقصود به لين الجانب والحلم وعدم العجلة في اصدار الاحكام على الامور. فالرفق يجمع بين اخلاقا كثيرة فهو يجمع التعقل والتؤدة وحسن النظر في العواقب وعدم الاستعجال في قبول الاخبار وغيرها يقول النبي صلى الله عليه وسلم يا عائشة ان الله يحب الرفق في الامر كله ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف في قصة معروفة. وقال صلى الله عليه وسلم من يحرم افقأ يحرم الخير. فالخير كله في الرفق. وان الرفق ليجمل في اطباء القلوب من الدعاة والعلماء فان الرفق اذا صدر منهم فما احلاه وما اجمله واعذبه على القلوب. فينبغي للداعية والعالم ان يترفق بمن يعلمه وان يحسن تعامله معهم وان يصبر على ما يصدر عليه منهم من الاذى وان يعاملهم لهم بالحسنى والا يقابل الاساءة بالاساءة. فاذا الرفق مطلوب من المسلم على وجه العموم والاجمال ومطلوب من اطباء القلوب من والعلماء على وجه على وجه الخصوص على وجه الخصوص. ولذلك يقول الله عز وجل ولو كنت فالظن غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعفوا عنهم واستغفر لهم وشاورهم وشاورهم في الامر والكلام على الرفق يطول. الوصية الثانية في هذا البيت الوصية بالحكمة. الوصية بالحكمة. وقد اخبر الله عز وجل ان من يؤتى الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا فاعظم فالحكمة من اعظم نعم الله عز وجل على العبد. والمراد بالحكمة حسن النظر في الامور. واعطاء كل ذي ام مما يناسبه؟ الحكمة هي حسن النظر في الامور واعطاء كل امر ما يناسبه. فقد تكون الحكمة في حلم كما حلم النبي صلى الله عليه وسلم بالاعرابي الذي بال في مسجده. وقد تكون الحكمة بالقوة والشدة كما خلع النبي صلى الله عليه وسلم الخاتم خاتم الذهب من يد ذلك الصحابي بقوة وشدة. كما هو معلوم لديكم. فاذا الحكمة لا تأخذ صفة واحدة وانما الحكمة هي ان تعطي كل موقف ما ما يناسبه من الشدة او الحلم ومن القوة او لين ومن رفع الصوت او انزال الصوت. ومن سرعة الاستجابة او البطء في الاستجابة. فمن اعطى كل موقف ما يناسبه فهو الحكيم الممدوح في قوله عز وجل يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا. وفي حديث وفي في حين من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حسد الا في اثنتين رجل اتاه الله مالا فسلط على هلكته في الحق. ورجل اتاه الله الحكمة. الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها وان الحكمة تكتسب من جهتين. الجهة الاولى جهة الطلب جهة الطلب والمعاشرة جهة الطلب والمعاشرة. الطلب يعني ان تدعو الله عز وجل وان تسأله وكذلك تطلبها في مظانها من كلام العلما وقراءة سير الحكما. والمعاشرة اي من معاشرة الحكماء من من اهل زمانك ان تنظر الى من هو حكيم من اهل زمانك حتى ولو لم يكن طالب علم. فان الحكمة شيء ليس مرتبطا بالعلم فقد نجد انسانا حكيما في بعض المجالات وليس عنده كثير كثير علم. والجهة الثانية الفطرة بعض الناس يكون حكيما بالفطرة وهي اعظم الحكمة على الاطلاق. فاذا قول الله عز وجل ومن يؤتى الحكمة اما ان يؤتاها فطرة واما ان يؤتى بالمعاشرة والطلب. وقد عانينا من حمقنا كثيرا وقد عانيت انا من حمقي كثيرا وعانى منها من حمقي كذلك طلابي. ولكن ما تقدم السن وجد الانسان ان فيه من الحكمة مع تقدم السن ما لم يكن متحليا به في فيما سبق. فاذا الحمق تصدر من من طلبة العلم في بداياتهم. لكن لا ينبغي للانسان ان يترك الطريق من اول الامر فانه مع مرور السنين واتساع دائرة العلم تعظم الرحمة بالخلق. ولذلك يقولون ارحم الناس بالخلق اوسعهم علما. فلما كان الله عز وجل موصوفا بالعلم الكامل المطلق صار هو الحكيم اسما وذو الحكمة المطلقة المتناهية صفة. قال الله عز وجل وسعت كل شيء رحمة وعلما. فطالب العلم في بداياته ضيق العلم فتضيق حكمته وحلمه على الناس. لكن كلما اتسع علم الانسان كلما اتسع دائرة حكمته ورحمته والله اعلم