اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. الم ترأنا الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون ان تضلوا السبيل. والله اعلم باعدائكم كفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا. من الذين هادوا يحرفون الكلمات مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا. وراعنا ولو انهم قالوا سمعنا واطعنا لكان خيرا لهم واقوم. لكان خيرا لهم واقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون الا قليلا. يا ايها الذين اوتوا الكتاب امنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل ان نطمس من قبل ان او نلعنهم كما لعنا اصحاب السبع وكان امر الله مفعولا لا اله الا الله وحده لا شريك له يقول تعالى الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب هذا اسلوب تعجيب كأنه يقال الا تعجب او تعجب ان الذين اوتوا نصيبا من الكتاب والمراد هنا اليهود الذين كانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم اوت ونصيب من الكتاب عندهم التوراة يشترون الضلالة يؤثرون الضلالة يؤثرون الضلال على الهدى والظلام كل اعتقاد باطل او عمل باطل كله ضلال ويريدون ان تظل السبيل ايضا من خبثهم وعداوتهم يريدون للمسلمين الضلال يريدون ان يتركوا مسلكهم ويسير على طريقة ويريدون ان تضلوا السبيل ان تضلوا عن سبيل الحق الله والله اعلم باعدائكم سبحانه وتعالى اعلم بكل شيء وهو اعلم لاعداء المسلمين الذين يريدون بهم الشر والفساد وكفى بالله وليا من من كان الله وليه موفقة واصلح حاله ويسر اموره وكباب الله نصيرا كذلك من كان الله نصيره الغالب وعدوه المهزوم وفي الاية الاخرى نعم المولى ونعم النصير سبحانه وتعالى وكفى بالله وليه وكفى بالله نصيرا ثم قال تعالى مخبرا عن طائفة من اليهود من الذين هادوا يعني من الذين صاروا يهودا او قالوا ان يهود للذين هادوا يحرفون الكذب عن مواضعه يعرفون الكلمة الكلمات كلمات التوراة وكلمات القرآن يحرفونها ويغيرونها ويصفون عن وجه يفسرون بخلاف ما تدل عليه يعرفون الكلمة عن مواضعه تحريف النصوص تعليم نصوص الكتاب والسنة هذا من طرائق اليهود اليهود هم الذين وصفهم الله بتحريف الكتاب يحرمون الكلمة عن مواضع ويقولون سمعنا وعصينا والعياذ بالله تمرد وعناد يقول سمعنا وعصينا سبحان الله كان هذا مجاهرة والعياذ بالله بالكفر سمعنا وعصينا معنى هذا انهم متعمدون للكفر. متعمدون للتوحيد. متعمدون لمعصية الله ورسوله واسمع وغير مسمع كذلك هذا كلام يتضمن استخفاف للرسول صلى الله عليه وسلم. اسمع غير مسمع وراعنا كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تقولوا رأينا يقول انظرن وهؤلاء يقولون وراع علي بالسنتهم وطعنا في الدين يقولون هذه الكلمات في دين الله واستخفافا برسوله صلى الله عليه وسلم قال الله ولو انهم قالوا سمعنا واطعنا واسمع وانظرن فكان خيرا لهم واقوم لو بدلوا كلماتهم الاولى سمع وعصينا ابدلوها بسمعنا واطعنا وقولهم سمعنا واسمع غير ما اسمع ورائنا لو انهم استبدلوها بقوله سمعنا واطعنا واسمع وانظرنا فكان خيرا لهم واقوم ولكن القوم ملعونون مخذولون غير موفقين ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون الا قليلا ثم توجه الخطاب اليهم تهديء بالتهديد. يا ايها الذين اوتوا الكتاب امنوا بما نزلنا مصدقا لما معه امنوا بالقرآن الذي يصدق ما معكم من التوراة القرآن مصدق للتوراة والانجيل لها بالصدق وان عبد الله امنوا بما انزلنا وصدقا لما معكم من قبل ان نطمس وجوها فنردها على ادبارها عون العنهم كما لعنا اصحاب السبت في هذا تحذير بالغ لليهود من الاصرار على الكفر امنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل ان نطمس وجوهنا فنردها على ادبارها او نلعنهم ولعل المراد به المسخ قبل ان يمسح الله وجوههم ونلعنهم كما لعنا اصحاب السبت وكان امر الله مقبولا