قال رحمه الله وكم من امر ميؤوس منه انتقل من طي العدم الى الوجود بالصبر والمزاولة. فلا يزال راضيا طامعا في ادراك مقصوده او بعضه ساعيا سعيا لائق به حتى يرى من اثار سعيه خيرا كثيرا. وكم ان هذا المعنى ثابت في الامور وجليلها فخير ما استعمل هذا الاصل المهم في احوال المسلمين اليوم. حيث كانوا من زمان طويل والتفرق والتفرق سار فيه. والتفرق سار فيهم. والعداوة قائمة بينهم. وكثير من مصلحات في دينهم مترو من من وكثير من مصلحات دينهم متروكة حتى تفككت قواهم. لا حول ولا قوة وظاعها كأنه عن حال نعم وظعف امرهم وتملكهم اليأس والقنوط خصوصا اذا نظروا الى اعدائهم الحقيقيين وقد بلغوا من القوة مبلغا هائلة فحينئذ يستولي عليهم الكسل واليأس ويتوهمون انه كالمحال وجود قوة كافية تدفع عنهم عادية الاعداء. فضلا عن ان يكونوا في صفوف الامم القوية. ومن ومن حدث نفسه بهذا او غيره فقد حدثها بالمحال فاستولى عليهم الذل وتوهمت نفوسهم انهم طعمة لكل احد. وهذا ناش من من ظعف الايمان واستيلاء اليأس وضعف الرجاء. الناظر اليوم الى احوال المسلمين لو قلت له ان الله عز وجل سيبدل فرقتنا جمع وسيبدل ضعفنا قوة يقول انت تطلب المستحيل ما هو السبب؟ السبب راجع الى امرين الاول اه ان حسن الظن حسن الظن بالله مغيب عن كثير من اذهان المسلمين. بل هو مغيب عن اذهان طلاب العلم الامر الثاني ان كل واحد ممن له شيء من الامر ولو يسير رضي بالدون والاستسلام للواقع وعدم المجاهدة وهذا امر خطير ايها الاخوة. الواجب ان الانسان يؤدي ما عليه ولا يلتفت الى النتائج لن يسألك الله عز وجل ما هي نتيجة دعوتك؟ ولكن يسألك الله ما هي دعوتك؟ ماذا فعلت في دعوتك كم جاهدت في دعوتك؟ كم صبرت في دعوتك كم تحملت في دعوتك كم احسنت في دعوتك هذا الذي نسأل عنه نعم