قال رحمه الله تعالى ماذا يقتضيه سبق المقادير بالشقاوة والسعادة؟ اتفقت جميع الكتب السماوية والسنن النبوية على ان القدر السابق لا يمنع لا يمنع العمل ولا يوجب الاتكال عليه بل يوجب الجد والاجتهاد والحرص على العمل الصالح فلا يجوز للانسان ان يتكئ على القدر ويقول خلص بما ان كل شيء قدر لماذا اعمل؟ هذه حجة ابليسية ان يتكل الانسان على القدر ويقول بما ان كل شيء فرغ منه. فلماذا اعمل هذا عمل العاجزين الباطلين او كلام العاجزين الباطلين الله منحك ارادة حرة لتشتغل بناء عليها. وليس لك علاقة بتفاصيل الصندوق المغلق. نعم. ولهذا لما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه بسبق قضية وجريانيها وجفوف القلم بها قال بعضهم افلا نتكل على كتابنا ونلعن العمل؟ قال لا اعملوا فكل ميسر ثم اقرأ فاما من اعطى واتقى فالله سبحانه اكملوا الاية لانه هي الشاهد في اكمالها. فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. يوفق لهذا. واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى. فهذا يدل على ان كل انسان يعمل لما يسر له الله سبحانه وتعالى قدر المقادير وهي لها اسبابا وهو الحكيم بما نصبه من الاسباب في المعاش والميعاد. وقد يسر كلا من خلقه لما خلقه له في الدنيا والاخرة. فهو مهيأ له ميسر فاذا علم العبد ان مصالح اخرته مرتبطة بالاسباب الموصلة اليها كان اشد اجتهادا في فعلها والقيام بها واعظم منه في اسبابها يعني الله اخبرنا ان لكل سبب اخبرنا ان الصلاة والزكاة وقيام الليل وما شابه ذلك. هذه اسباب لنيل رحمة الله. واخبرنا ان الزنا والخنا واطلاق البصر صوب في غضب الله فانت عليك ان تعرف الاسباب الشرعية وتعمل على موجبها لتنال الخير. وتنظر في اسباب الشر فتنكف عنها لتبتعد عن مساخط الله. هذا هو والشيء العملي الذي ينبغي ان تفكر فيه وتبذل عمرك فيه. واما ما سوى ذلك من التفكير في الاقدار والقدر والانشغال به فهذا كما قلنا عمل الباطل العاجز وقد فقه هذا كل الفقه من قال من الصحابة لما سمع حديث القدر ما كنت ما كنت ما كنت اشد اجتهادا مني الان. وقال النبي صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا اذا نصيحة النبي صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفع واستعن بالله ولا تعجز. لا تكن بطالا كسولا. اعمل. هذا هو المطلوب منك وقال صلى الله عليه وسلم لما قيل له ارأيت دواء نتداوى به ورقى نسترقيها؟ قال هل هل ترد من قدر الله شيئا؟ قال هي من قدر من قدره. هي من قدر الله. الله قدر في القدر انك تتداوى وانه بناء على تداويك سيحدث الشفاء فلا مانع. اليس كذلك؟ فانت اذا اخذت الدواء اخذك كالدواء ليس قدرا مكتوبا؟ بلى فاذا قدر الله لك ان تأخذ الدواء باذن الله يقدر ان تكتب الشفاء جاء في ذلك. فهو يقول لك هو نفسه اخذ الدواء وتعاطي الاسباب هو نفسه من الاقدار المكتوبة فاياك ان تتعاجز يعني ان الله تعالى قدر الخير والشر واسباب كل منهما. قال