منهما قال رحمه الله تعالى ما دليل المرتبة الثالثة وهي الايمان بالمشيئة؟ الان انتقل الى المرتبة الثالثة من القدر. انتهينا من دليل العلم ودليل الكتابة لان ننتقل الى دليل والمشيئة احبابي الكرام اهل السنة والجماعة يثبتون مشيئة للرب ومشيئة للعبد ومشيئة العبد تابعة لمشيئته الرب. واما الفرق الباطلة المبتدعة فبعضهم اثبت مشيئة لله ونفى مشيئة للعبد. وهؤلاء يسمون بالجبرية يقولون العبد مجبر ليس له مشيئة والطائفة المقابلة لها تماما الذين يثبتون مشيئة للعبد وينفون مشيئة الرب في افعالنا. وهؤلاء يسمون ماذا فاذا هناك طائفتان من الضلال طائفة اثبتت مشيئة للانسان ونفت مشيئة الله. وهؤلاء قدرية والطائفة اثبتت مشيئة لله ونفت مشيئة للعبد. وهؤلاء جبرية. واهل السنة والجماعة كما قال الطحاوي وسط بينهما. فيثبتون مشيئة للرب ومشيئة للعبد لكن يقولون مشيئة العبد لا تخرج عن مشيئة الرب. فانا واياك نمتلك ارادة حرة نحن جميعا نمتلك ارادة حرة. هذا التعبير كثير ما تجدونه اليوم في الكتب وفي المناقشات العلمية. خاصة مع الالحاد. انهم دائما يقولون ان هذا الانسان يمتلك ارادة حرة؟ نعم الانسان يمتلك ارادة حرة لكنها تابعة الى ما لماذا؟ بمشيئة الله لا تخرج عنه. طب ما الدليل على ذلك من القرآن وما تشاؤون الا ان يشاء الله فهذا اثبات للمشيئتين انه في مشيئة لك لكن مشيئتك يا ايها العبد لا يمكن ان تخرج عن مشيئة الله لانها اذا خرجت عن مشيئة الله فهذا نقص في الاله هذا نقص الاله ان العبد يمكن ان يفعل شيئا خارج عن مشيئة الله الكون المسيطر عليه. وهذا نقص لا يليق بجلال الله وكماله قال الله تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله ولا تقولن لشيء اني فاعله ذلك غدا الا ان يشاء الله من يشاء الله يضلله ومن يشاء يجعله على صراط مستقيم ان شاء الله ان يجعلكم امة واحدة ولو شاء الله ما اقتتلوا ولو يشاء الله لانتصر منهم فعال لما يريد. وقال تعالى انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له فهي احيانا يعبر عنها بالمشيئة واحيانا يعبر عنها بالارادة فلذلك ستجدون بعض النصوص كلمة مشيئة وبعض النصوص كلمة ارادة وكلاهما نفس الشيء المشيئة الالهية والارادة الالهية. كله يؤدي الى نفس المعنى وقال تعالى انما قولنا لشيء اذا اردناه ان اردناه يعني شئنا ان نقول له كن فيكون فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا وغير ذلك من الايات ما لا يحصى. وقال صلى الله عليه وسلم قلوب العباد بين اصبعه اصبعين من اصابع الرحمن كقلب واحد يصرفها كيف يشاء. كيف يشاء. اثبات المشيئة. نعم. وقال صلى الله عليه وسلم في نومهم في ان الله تعالى قبض ارواحكم حين شاء وردها حين شاء. لما ناموا واستيقظوا بعد صلاة بعد شروق الشمس النبي صلى الله عليه وسلم فاتته صلاة الفجر مرة واحدة لما نام في الوادي ووضع بلالا حارسا قال بلال انا خلاص احرسكم الليلة. فاخذت بلال نومة فاستيقظ الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم بعد شروق الشمس فاخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم ان الله قبض نعم ان الله تعالى قبض ارواحكم حين شاء وردها حين شاء. وقال اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان رسوله ما شاء. تؤجر وهذا كان يعني في حديث يأمر فيه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه انه اذا جاءكم سائل لتشفعوا له عندي اشفعوا له عندي. اذا جاءكم سائل محتاج وطلب منكم ان تشفعوا له عندي اشفعوا وانا انظر بين يدي اذا كان معي مال اعطيته. وان لم يكن معي مال خلاص تركته فلذلك قال اشفعوا اي والي والمحتاجين تؤجر على شفاعتكم والله يقضي على لسان رسوله ما شاءه سبحانه وتعالى. وهذا اثبات المشيئة الالهية. ويقضي الله على لسان رسوله ما شاء ما شاء الله مش ما شاء الرسول. انتبهوا ما شاء الله. نعم وقال صلى الله عليه وسلم لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله وحده. وقال صلى الله عليه وسلم من يرد الله تعالى به خيرا يفقهه في الدين. واذا اراد الله تعالى رحمة امة قبلها من يرد الله من يرد الله به خيرا اي من يشاء نعم واذا اراد الله تعالى رحمة امة قبض الله واذا اراد الله اراد يعني شاء. فهذه كلها كلمة ارادة والمشيئة تدل على اثبات اصل هذا الباب. نعم. واذا اراد الله هلكت امة عذبها ونبيها حي وغير ذلك من الاحاديث في ذكر المشيئة والارادة