قال رحمه الله تعالى ما هو الاحسان في العبادة؟ ما هو الاحسان؟ فسر في الحديث فقال فسره النبي صلى الله عليه وسلم في حديث سؤال جبريل لما قال له فاخبرني عن الاحسان قال ان تعبد الله كأنك فان لم تكن تراه فانه يراك. فبين صلى الله عليه وسلم ان الاحسان على مرتبتين متفاوتتين علاهما عبادة الله كأنك تراه وهذا مقام المشاهدة. اعلى مراتب الاحسان ان اعبد الله على انك انت تراه والمراد هنا بالتأكيد ليس الرؤية الحقيقية بالعين وانما تشاهده في قلبك تعظيما واجلالا وتفخيما له الرؤية هنا ليست بصرية وانما هي رؤية قلبية. نعم. وهو ان يعمل العبد على مقتوى مشاهدته لله تعالى بقلبه وهو ان يتنور القلب بالايمان. وتنفذ وتنفذ البصيرة في العرفان حتى يصير الغيب كالعيان يصير الغيب كالعيان. الغيب كالعيان وهذا هو حقيقة مقام الاحسان. الثاني مقام المراقبة وهو ان يعمل العبد على استحضار مشاهدة الله لم يستطع ان يحقق المقام الاول فلا اقل من المقام الثاني وهو ان تعبد الله على انه هو الذي يراك. المقام الاعلى ان تعبد الله على انك انت تراه رؤية قلب فان ضعفت عن هذا المقام فلا اقل من المقام الثاني. وهو ان تعبد الله وانت تستحضر رؤيته سبحانه وتعالى لك وهو ان يعمل العبد على استحضار مشاهدة الله واياه واطلاعه عليك وقربه منه. فاذا استحضر العبد هذا في عمله وعمل عليه وعمل عليه فهو مخلص لله تعالى. لان استحضاره ذلك في عمله يمنعه من الالتفات الى غير الله تعالى وارادته بالعمل. ويتفاوت اهل هذين المقامين بحسب نفوذ البصائر. ومن نفذت بصيرته وكان صادقا صافيا استطاع ان نشاهد الله في قلبه. واما من ضعف عن ذلك فلا اقل طبعا عندما نقول لا اقل من ذلك. والله يا احبابي الكرام انها مرتبة عظيمة. ان تعبد الله على انه يراك. يعني هي ليست سهلة او شيء يعني يلا الله المستعان. لهو شيء عظيم نحن مقصرون فيه ان نعبد الله على انه هو الذي يرانا كما قال هذا يجعلك دائما تسير على سكة وجادة صحيحة فهو ليس بالمقام السهل اصلا جعل اعلى مراتب الدين ان تصل الى مرتبة الاحسان