قال رحمه الله تعالى بماذا تكفر جميع الصغائر والكبائر؟ نعم. قال تكفر جميعها بالتوبة النصوح. قال تعالى يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحا عسى توبة نصوح تستطيع ان تكفر الكبائر والصغائر وسيأتي بعد قليل تعريف التوبة النصوح. نعم عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار. وهنا كلمة السيئات في الاية بمعنى مطلق الذنوب الصغائر والكبائر وليست السيئات في هذه الاية بمعنى الصغائر فقط وعسى من الله محققة. نعم. وقال تعالى الا معك ربنا سبحانه وتعالى لقد عسى ربكم ان يفعل بكم عسى هذا شيء يحقق وليس فقط رجاء. عسى من الله وعد محقق لا شك فيه نعم. وقال تعالى الا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات. وقال تعالى والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله كفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون اولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الانهار. وقال النبي صلى الله عليه وسلم التوبة تجب ما قبلها. وقال صلى الله عليه وسلم الله افرح بتوبة عبده من رجل نزل منزلا وبه مهلك ومعه راحلته عليها طعامه عليها طعامه وشرابه فضع رأسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته قد حتى اشتد عليه الحر والحر والعطش او ما شاء الله قال ارجع الى مكاني فنام نومة ثم رفع رأسه فاذا راحلته عنده. وهذا مقام شريف وهو سر عظيم من اسرار حب الله لعباده. كيف ان الله يفرح بتوبتك ايها العبد كيف ان الله سبحانه وتعالى يفرح بتوبة العبد؟ مع انه سبحانه وتعالى غني عنا لكنه سبحانه وتعالى ذو الجلال والاكرام يفرح بتوبتك ورجوعك اليه فهذا يدل على انه عز وجل لا يريد ان يعذبك لكن انت من تقرر لنفسك العذاب وتسير في طريق العذاب والا فهو سبحانه وتعالى رحمته سبقت غضبه وسبحانه وتعالى يفرح فرحا كبيرا حتى قورن بفرح الانسان الذي يكون في مهلكة اي في صحراء وضاعت راحلته الان تخيلوا انسان في صحراء ضاعت راحلته وما بقي بينه وبين الموت الا اشبارا. ثم نام نومة فاستيقظ فوجد راحلته عنده. كيف يكون فرحه؟ يكاد يخشى عليه من الفرح. اليس كذلك هذا حال العبد في هذا الفرح. يقول الله اشد فرحا هذا العبد بتوبتك ايها الانسان. فانتم تتعبدون ربا كريما جوادا رحيما. فعليكم ان تقدروه قدره سبحانه وتعالى