من خير ثم من كان في قلبه وازن ضرة من خير الى ان يخرجوا منها في يخرجوا منها من في قلبه وزن ذرة من خير الادنى من مثقال ذرة الى ان يقول الشفعاء ربنا قال رحمه الله تعالى ما حكم من مات من الموحدين مصرا على كبيرة؟ هذه المسألة انما يبحثها علماء العقيدة لان هناك من خالف فيها فالفرق الوعيدية وعلى رأسهم الخوارج والمعتزلة يرون ان فاعلة الكبيرة من اهل الاسلام مخلد في النار لا يخرج منها وهذا كلام مخالف لما اجمع عليه اهل السنة والجماعة. ولما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة ان كل معصية ما عدا الشرك فصاحبها لا يخلد في النار وصاحبها حتى لو دخل النار لا يخلد فيها. فلذلك يبحث اهل السنة هذه المسألة هل فاعل الكبير مخلد في النار فنقول اجمع اهل السنة والجماعة على ان فاعلي الكبيرة حتى ولو دخل النار فانه يخرج منها ولو بعد حين. واما القول بالخلود في النار فهذا من قول اهل البدع نسأل الله السلامة والعافية قال الله عز وجل ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفسه شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين. وقال تعالى يومئذ الحق ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون. وقال تعالى يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء. وقال تعالى يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس مما عملت وهم لا يظلمون. وقال تعالى واتقوا يوم ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون. وقال تعالى يومئذ يصدر الناس اشتاتا ليروا اعمالهم. فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وغير ذلك من الايات وقال النبي صلى الله عليه وسلم من نوقش الحساب عذب فقالت له عائشة رضي الله عنها اليس يقول الله فسوف يحاسب حسابا يسيرا؟ قال بلى وانما ذلك العرض ولكن من نوقش الحساب عذب. وقد قدمنا من النصوص في الحشر واحوال الموقف والميزان ونشر الصحف والعرض والحساب والصراط والشفاعة وغيرها ما يعلم به تفاوت مراتب الناس. وتباين احوالهم في الاخرة بحسب تفاوتهم في الدار في طاعة ربهم وضدها من سابق ومقتصد وظالم لنفسه. اذا عرفت هذا اذا كل النصوص السابقة التي من بداية المسألة الى هنا هو الغرض منها بل هو ليس لم يتطرق للمسألة كل النصوص السابقة اراد ان يبين فيها ان المؤمنين يتفاوتون عند الله سبحانه وتعالى. فمنهم المقربون ومنهم السابقون ومنهم اصحاب اليمين ومنهم من يسقط في النار ممن هو ظالم لنفسه فهذه الايات السابقة والاحاديث انما الغرض منها ابتداء اثبات تفاوت حال اهل الايمان فمنهم من يكون في اعلى درجات الجنة ابتداء ومنهم آآ من يكون في ادناها ومنهم من يدخل النار ثم يخرج منها. فنحن نثبت ابتداء تفاوت احوال اهل الايمان فليسوا جميعا على حال واحدة وليسوا جميعا سيدخلون الجنة ابتداء. فلابد وان يدخل النار بعض عصاة الموحدين. فهذا اثبات لاصل قال رحمه الله تعالى اذا عرفت هذا فاعلم ان الذي اثبتته الايات القرآنية والسنن النبوية ودرج عليه السلف الصالح والصدر الاول من الصحابة والتابعين لهم باحسان من ائمة التفسير من ائمة التفسير والحديث والسنة ان العصاة من اهل التوحيد على ثلاث طبقات. الاول قوم رجحت حسناتهم بسيئاتهم. فاولئك يدخلون الجنة ولا تمسهم النار ابدا قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم فخصرت بهم سيئاتهم عن الجنة وتجاوزت بهم حسناتهم عن النار وهؤلاء هم اصحاب الاعراف ان يجعل هؤلاء هم اصحاب الاعراف هذا محل بين اهل العلم فبعض اهل العلم ذكر ان اصحاب الاعراف هم الذين استوت حسناتهم وسيئاتهم فهؤلاء يؤخرون عن دخول الجنة ابتداء ثم يعفو الله عنهم الجنة ولكن جعل هؤلاء هم اهل الاعراف لا يوجد فيه دليل صريح قوي وثابت يعتمد عليه. وانما هو من كلام بعض الصحابة رضوان الله تعالى عليهم. وفي اصحاب الاعراف اقوال كثيرة عند علماء التفسير تجدونها. وانما اردت ان ابين بذلك ان تعريف اصحاب الاعراف بانهم من استوعت حسناتهم وسيئاتهم هذا قول من اقوال اهل العلم. وليس هو الوحيد في المسألة وهؤلاء هم اصحاب الاعراف الذين ذكر الله تعالى عنهم انهم يقفون بين الجنة والنار بين الجنة والنار ما شاء الله ان يقفوا ثم يؤذن لهم في دخول الجنة كما قال الله تعالى بعد ان واخبر بدخول اهل الجنة واهل النار وتناديهم فيها وتناديهم فيها. قال ان اهل الجنة ينادون اهل النار. هل وجدتم فوعد ربكم حقا واهل النار ينادي اهل الجنة ان افيضوا علينا من الماء. فبعد ذلك يقول سبحانه وبينهما نعم. وبينهما حجابه على الاعراف رجال يعرفون كل البس ايماهم ونادوا اصحاب الجنة ان سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون. الى قوله ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا انتم تحزنون. الطبقة الثالثة قوم لقوا الله تعالى مصرين على كبائر الاثم ومصرين على كبائر الاثم والفواحش معهم اصل التوحيد والايمان. وهذا الذي يهمنا هذا موطن الشاهد من لقي الله عنده اصل التوحيد والايمان لكن عنده كبائر وخطايا وذنوب لم يتب منها توبة نصوحة لم يتب منها توبة نصوحة. فهذا ما حاله عند الله فرجحت سيئاتهم بحسناتهم فهؤلاء هم الذين يدخلون النار بقدر ذنوبهم ومنهم من تأخذه الى كعبيه ومنهم من ظاهر فمنهم. الظاهر انا لسة الاولى ليست فمنهم لانها فاء تفريعية فمنهم من تأخذه الى كعبيه ومنهم من تأخذه الى انصاف ساقيه ومنهم من تأخذه الى ركبتيه حتى ان منهم من لم من لم يحرم الله منه على النار الا اثر السجود. يعني بعضهم لم يحرم الله منه على النار الا السجود وما سوى ذلك فكله يمتحش في نار جهنم وهذه الطبقة هم الذين يأذن الله تعالى في الشفاعة فيهم لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولغيره من بعده من الانبياء والاولياء والملائكة. ومن شاء الله ان يكرمه قد ذكرنا ان هؤلاء يقع فيه من الانبياء والصالحون كما ذكرنا البارح. نعم ايحد لهم حدا فيخرجونهم ثم يحد لهم حدا فيخرجونهم وهكذا فيخرجون من كان في قلبه وزن وزن دينار من خير. ثم من كان في قلبه وزن نصف دينار نصف دينار النظر فيها خيرا حتى يصل الشفعاء ويقول ربنا لم نذر انسانا خيرا لكن الله سبحانه وتعالى بل يقول يعني يخرج اقواما عندهم لا اله الا الله وهذا من كرمه سبحانه وتعالى. ولن يخلد في النار احد ممن مات على التوحيد ولو عمل عمل هذه القاعدة العامة لن يخلد في النار احد ممن مات على التوحيد ولو عمل اي عمل من الذنوب والمعاصي. لا يخلد ابدا. هذه عقيدة اهل السنة والجماعة ولكن كل من كان منهم اعظم ايمانا واخف ذنبا كان اخف عذابا في النار واقل مكثا فيها واسرع خروجا منها وكل من كان اعظم ذنبا واضعف ايمانا كان بضد ذلك ولا حديث في هذا الباب لا تحصى كثرة والى ذلك اشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله من قال لا اله الا الله نفعته يوما من الدهر يصيبه قبل ذلك ما اصابه حتى لو قتلة الى قل لا اله الا الله فانها في النهاية تنفعك في يوم من الدهر عند الله سبحانه وتعالى ذلك ما جاء في الحديث في اخر الزمان انه يبقى اقوام يقولون لا اله الا الله لا يعرفون غيرها. فقال رجل لحذيفة ابن اليمان ما تنفعهم لا اله الا الله. اذا كانوا لا يصلون ولا يعرفون الزكاة ولا الصيام. فقال له كيف تنقذه من النار؟ يعني انت لا تعرف قد تنفع فدعا لله سبحانه وتعالى. نعم وهذا مقام ضلت فيه الافهام وزلت فيه الاقدام واختلفوا فيه اختلافا كثيرا. فهدى الله الذين امنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه. والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. يقصد ان المبتدعة خالفت في هذا المقام فزعمت ان فاعلة الكبيرة يخلد في النار. وهذا مقام خاطئ لعدم فهمهم الصحيح. لنصوص والسنة خاصة الخوارج لان مشكلة الخوارج عموما ليست في تأثرهم باصول فلسفية وانما مشكلة بدعتهم عدم فهمهم الصحيح لنصوص الكتاب والسنة لعدم تلقيهم ذلك عن العلماء الراسخين في العلم من الصحابة ومن بعدهم. هذه كانت اشكاليتهم. فلذلك قضوا ان المفاعل الكبير مخلد في النار وليس هذا من عقائد اهل الحق