ولهذا قال واتبع السيئة الحسنة في اشارة الى المبادرة التوبة الى الله عز وجل وازالة اثار السيئات لان السيئات اذا استمرت على القلوب وطال امدها فربما يتشبع بها القلب ولا قوة الا بالله ثم يصعب على الانسان ان يتوب منها وكم من انسان يمني نفسه بالتوبة ويسوف يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر وسنة بعد سنة حتى تطول به المدة ثم يصعب عليه ان يرجع لان للسيئة كما ورد في اثر ظلمة في القلب وضيقا في الصدر وبغضا عند الحب خلق كما ان للحسنة نورا في القلب انشراحا في الصدر ومحبة عند الخلق قال تعالى انما التوبة على الله للذين يعملون السيئات حتى اذا قال وليست التوبة للذين امنوا ان السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان ولا الذين يموتون وهم كفار وقال قوله انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فاولئك يتوب الله عليه التوبة من قريب لا شك اسرعوا الى ازالة موجب الذنب واثره. وانشط للانسان في الرجوع والتوبة الى ربه سبحانه وتعالى. لكنه اذا اخر وتأخر وربما تتأخر التوبة الى ان يغلق بابها وتكون حينئذ توبة اضطرار لا تنفع صاحبها والا فقد قال فرعون لما عاين الموت قال امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين فقال الله الان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين هذي توبة ما تنفع صاحبها وكل انسان اذا تعرض لمثل هذه الاشياء لكن ما ينفعه ان يتوب اذا هو عاين عذاب الله عز وجل لما رأوا بأسنا قالوا امنا بالله وحده ثم قال بعد ذلك فلم يك ينفعهم ايمانهم لما رأوا بأسنا