جدد حياة القلب بالقرآن. كي تطمئن روحوا بالايمان. واتلوه بالاناء واستمطر به فايضة الرضا وسحائب الغفران. السلام عليكم ورحمة الله. اخوتي الكرام كثيرا ما لا يخفى علينا تفسير بعض الايات فحسب بل قد نفهمها فهما خاطئا يؤدي الى ظن غير لائق بالله تعالى او برسله عليهم الصلاة والسلام. والمسلم محاسب على هذا الظن اذ كان اولى به ان يحرص على سلامة قلبه ومعتقده. ويسأل عن معاني هذه الايات. تكلمت مرة في احد المساجد عن خطورة ان يجد المرء في صدره حرجا من شيء مما انزل الله. فجاءني بعد رجل اظنه في الخمسينات من عمره فقال لي بما انك طرحت هذا الموضوع فاريد ان اقول لك شيئا انا استغرب من حكاية الله تعالى عن لوط انه قال لقومه الشواذ هؤلاء بناتي ان كنتم فاعلين قلت له اتفهم منها وكان لوطا عليه السلام يقول لقومه ان كنتم فاعلين ولا بد. فمعصية الزنا اقل سوءا من الشذوذ قال بصراحة نعم تألمت حينها لان هذا الرجل ترك في صدره حرجا من اية لعشرات السنوات ولم يسرع الى طلب العلاج. بقي يفهم الاية فهما لا يليق بنبي ولم يسأل عن المعنى الصحيح الا عندما جاءه من يسأله الى عنده. وهذا يا اخوتي مما لا ينبغي. فعلاج القلب اولى من علاج البدن فلا تتركوا مرضا عضويا لعشرات السنوات دون علاج. فعلاج القلب من سوء الظن بالانبياء اولى. على كل فصاحبنا سأل بينما يأتيه الموت دون ان يسأل ما معنى الاية اذا ما معنى قول لوط عليه السلام لقومه هؤلاء بناتي ان كنتم فاعلين اما ان لوطا عليه السلام يقصد بقوله بناتي اي بنات قومه. فكل نبي بمنزلة الوالد لقومه. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم انما انا لكم بمنزلة الوالد اعلمكم. والحديث صححه النووي فكأن لوطا عليه السلام يقول لهم ليتزوج الذكور منكم الاناث او انه يتكلم عن بناته اللواتي من صلبه ومعنى ان كنتم فاعلين اي ان اردتم ان تقضوا اربكم وتستجيبوا لدافع الغريزة وفي الحالتين فانما يأمر لوط عليه السلام قومه ان يتزوجوا الاناث زواجا عفيفا طاهرا. يدل على ذلك قوله كما في اية اخرى يا قوم هؤلاء بناتي هن اطهر لكم هن اطهر لكم فهو يدلهم على الطهر لا يدلهم على فاحشة دون فاحشة ولا يرضاها عليه السلام لاهل بيته ولا لبنات امته خلاصة لفتة اليوم اخواني اننا ان فهمنا اية فهما لا يناسب عصمة الانبياء عليهم السلام فعلينا ان نسارع الى معرفة تفسيرها الصحيح والسلام عليكم ورحمة الله