السلام عليكم ورحمة الله. اخوتي الكرام احيانا ونحن نقرأ القرآن نتساءل. لماذا لا نتأثر كما تأثر الصحابة؟ لماذا لا نبكي كما كان الصحابة يبكون اتعرفون الجواب؟ لان الصحابة كانوا يستمعون القرآن بنفسية غير نفسيتنا ونية غير نيتنا كانوا يستمعونه بنفسية الجندي الذي ينتظر الاوامر للتنفيذ الفوري محبة وخشية ورجاء. كانوا يفهمون جيدا قوله تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم فالاختيار بين طاعة الله ومعصيته ليس واردا عندهم كانوا ينتظرون الايات مشاعل تهديهم في الظلمات كانت نفوسهم ارضا عطشى تنتظر كلام الله انتظار المطر لتتشربه فيثمر من بذور الايمان فيها ابهى الثمر كان جهدهم كله منصبا فيه كيف ننفذ امر الله كما يحب الله نفسية طيبة كهذه ما ان يمسها الوحي حتى يتسارع القلب ويتهدج الصوت وتنهمر العينان. ماذا عنا نحن؟ لنكن صريحين يقرأ كثير منا القرآن بنفسية كسلى تريد ان تتفلت من الاوامر وتؤثر اللذة الفانية اذا مرت باية فيها امر او نهي لا يوافق الهوى حشدت جيشا من الاعذار كي تتملص من التنفيذ. لعل تفسير الاية على غير ظاهرها ربما في الامر خلاف. زماننا اختلف لا ننفذ هذا الامر لكن الله غفور رحيم. وهكذا هناك نداء في اعماق النفس يلومها يقول لها استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم فنتردد. نحس بالذنب ثم نتجاهل هذا النداء ونكبته ونتابع القراءة وننتظر بعد ذلك ان يؤثر القرآن فينا كما كان يؤثر في الصحابة. اذا اردت ان تتأثر وبالقرآن كالصحابة فاتخذ القرار الشجاع انك لن تختار بين طاعة الله ومعصيته. بل الطاعة هي خيارك الاوحد هذا القرار صعب لكنه يسهل جدا اذا وثقت بحكمة الله ورحمته وانه لا يأمرك بامر الا وفيه نفعك والتيسير عليك والرفق بك في الدنيا والاخرة. في الحلقات القادمة باذن الله سنتأمل نماذج من استجابة الصحابة رضي الله عنهم لامر الله في القرآن حتى نقتدي بهم لعل الله عز وجل يحيي قلوبنا كما احيا قلوبهم. لكن يا اخي ويا اختي قبل ذلك لابد من اتخاذ القرار لا خيارة غير الطاعة فانت مؤمن وانت مؤمنة وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم خيارة من امرهم. والسلام عليكم ورحمة الله