السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد الامين وعلى اله وصحبه ومن دعا بدعوته واستن بسنته واهتدى بهديه الى يوم الدين وبعد. فهذا درس من دروس كتاب بداية المجتهد ونهاية المقتصد للامام ابن رشد المالكي رحمه الله تعالى. الباب يتعلق بابواب الجنائز قال فيما يستحب ان يفعل به عند الاحتضار وبعده. ما يستحب ان يفعل يعني بالميت عند الاحتضار وبعد الاحتضار قال ويستحب ان يلقن الميت عند الموت شهادة ان لا اله الا الله. لقول صلى الله عليه وسلم لقنوا موتاكم شهادة ان لا اله الا الله. وقوله من كان اخر قوله لا اله الا الله دخل الجنة. هذا الباب لا اعلم فيه اختلافا. لا اعلم اختلافا في انه يستحب تلقين المحتضر قول لا اله الا الله قبل موته. ودل عليه ان النبي صلى الله عليه وسلم عاد عمه ابا طالب وهو في مرض الموت وعنده ابو جهل اهل وعتبة بن ربيعة وميت بن خلف. فقال يا عمي قل لا اله الا الله فقال له ابو جهل ومات ابن خلف وعتبة ابن ربيعة وغيرهم يا ابا طالب اترغب عن ملة عبد المطلب فالشاهد من هذا ان النبي قال له يا عمي قل لا اله الا الله. وايضا عاد النبي صلى الله عليه وسلم غلاما يهوديا كان يخدمه فقال له يا غلام قل لا اله الا الله فنزر الولد الى ابيه كانه يستشير اباه. فقال ابوه يا بني اطع ابا القاسم صلى الله عليه وسلم. فقال الغلام لا اله الا الله ثم مات. فقال النبي صلى الله عليه وسلم الا ان بعضهم فقط كره الاكثار عليه حتى لا يمل. حتى لا يمل اما الاصل فثابت صحيح. فهذا اولا مسألة ليس عليها اختلاف وثمة مسائل لم يردها المصنف مثل الدعاء بخير عند انتظر فان الرسول عليه الصلاة والسلام قال اذا حضرتم الميت فقولوا خيرا فان الملائكة يؤمنون على ما تقولون. يعني تقول اللهم اغفر له. اللهم ثبته اللهم ارحمه. تكلم بطيب الكلام اترغب عن ملة عبد المطلب؟ فكان اخر ما قال هو على ملة عبدالمطلب قال النبي لاستغفرن لك ما لم انه عنك. فقال فانزل الله تعالى ما كان النبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى من بعد ما تبين لهم انهم اصحاب الجحيم الحمدلله الذي انقذه بي من النار. وايضا قال النبي لخال له يا خال قل لا اله الا الله. قال تنفعني تنفعني ان قلتها. قال تنفعك؟ فقال لا اله الا الله فتلقين الميت قبل موته قول لا اله الا الله امر لا اعلم عليه اختلافا ادعو باطيب الدعاء فالملائكة يؤمنون على قولك. فهذا شيء يسن ويستحب عند الميت فالمحتضر تحضره الملائكة. ويؤمنون على ما تقولون قال واختلفوا في استحباب توجيهه الى القبلة. فرأى ذلك قوم ولم يره واخرون وروي عن مالك انه قال في التوجيه ما هو من الامر القديم روي عن سعيد بن المسيب انه انكر ذلك. ولم يروى ذلك عن احد من الصحابة والتابعين اعني الامر توجيه ابن رشد رحمة الله تعالى عليه ما ضبط في هزه المسألة لان الامام النووي في المجموع يقول واجمعوا على استحباب توجيه المحتضر للقبلة. الا ما كان من سعيد ابن المسيب منا حديث البيت قبلتكم احياء وامواتا. بسند مقال يسير كان الشيخ ناصر رحمة الله تعالى عليه حسن هذا الاسناد. قبلتكم احياء وامواتا. واستدلوا بان رأى ابن معرور لما حضرته الوفاة اوصى بان يوجه الى القبلة فقال النبي اصاب الفطرة وسنده ضعيف. بل ضعيف وبشدة. هذا حاصل ما في الامر لكني ما علمت احدا من العلماء الاولين قال ادعية ذلك. الا ان من المتأخرين الشيخ ناصر رحمة الله عليه هو الذي ذكرها في بدع الجنائز. وعرض في ذلك هذا عن توجيه المحتضر للقبلة. هذا وقال فاذا اذا قضي الميت غمضت عيناه. غمضت عيناه. وهذا دل عليه النص قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الميت اذا قبض ان الروح اذا خرج تبعه البصر تبعه البصر. فلذا حث النبي على تغميض عين الميت الصاعدة والبصر شخص يتبعه. فامر النبي بتغميض العينين امور لم يذكرها المصنف لعلها لكونها لم يختلف فيها واشد الفم من اسفل اغلاق الفم. اغلاق الفم بشده من اسفل فهي ليس عليها نص عن رسول الله ولكن درج العلماء على ذلك. ولم يكد يحدث في ذلك اختلاف ومن عادة ابن رشد في كتابه بداية المجتهد ونهاية المقتصد ان يولد المسائل التي حصل فيها بعض الاختلاف ويبين وجهات العلماء في اختلافاتهم والله اعلم قال ويستحب تعجيل دفنه. لورود الاثار بذلك الحديث هذا الوارد في استحباب تعجيل الدفن ينبغي ان نقف عنده وقفة. اولا هنا مقامان مقام التعجيل بتغسيله وتهيئته ومن ثم الصلاة عليه ودفنه ام والمقام الساني مقام التعجيل والاسراع اذا حملناه على الاكتاف اذا حملناه على الاكتاف. فهناك حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اسرعوا وبالجنازة. فانها ان تك صالحا فخير تقدمونها اليه وان تك غير ذلك فشر تضعونه على رقابكم. ده في الامرين فيه خير لكن وهي على الرقاب محمولة. اسرعوا بالجنازة. فان انها ان تك صالحة. فخير تقدمونه اليه. وهذا يصلح في ماذا في البدايات من الاول تسرق بالتغسيل والكفن ونحوه. ومن ثم ايضا الاسراع بها بعد ان يصلى عليها وتحمل على الاكتاف. ان تكن الصالحة فخير تقدمونها اليه وان تك غير ذلك فشر تضعونه على رقابكم. لكن لقائل ان يتوقف ويقول ان قول النبي فشر تضعونه على رقابكم يفيد ان ذلك اسناء حملها. ولكن اذا اخرناها لعلة جاز. ومن العلة ان يكثر عدد المصلين عليها وادي من اقوى العلل. لتأخيرها. فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من من ميت يموت من المسلمين فيقوم عليه مائة يصلون عليه الا شفاهم الله فيه. وفي رواية اربعون لا يشركون بالله شيئا ثم ايضا ان الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن الدفن ليلا او كرهت دفن ليلا وان كان يجوز لكن مكروه في الجملة سببه الكراهية قلة حضور المصلين عليه وسبب وجه اخر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مات يوم الاثنين دفن الا مسائل اربعاء. لعلة دعت المسلمين الى ذلك. فهذه وجوه الذين ننتظر شيئا ما الى الجمعة لوجود عدد اكبر من المصلين. وفيها من المنافع ما يلي انتفاع الميت صلاة المصلين عليه انتفاع الاحياء بصلاتهم على الميت حي لا نهي ايضا. انما حملوا النهي على الاسراع وهي على الاكتاف. هذه وجهة ووجهة طيبة وهي مراعاة عدد المصلين على الميت. الحديث الذي يحتج به حديث علي ابن ابي طالب رضي الله عنه حديث ضعيف. هما حديثان كلاهما ضعيف اللذان هما صريحان في الامر بالتعجيل. حديث علي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له يا علي ثلاث لا تؤخرها. الحديث ضعيف. الصلاة اذا اتت. والجنازة اذا حضرت الصلاة اذا اتت والجنازة اذا حضرت والايم اذا وجدت لها او كفؤا والحديث ضعيف الاسناد جدا. ثم له ايضا معارضات الصلاة اذا اتت يعني في اول وقتها وردت روايتان احب العمل الى الله الصلاة لوقت اتهام الاية الاخرى الصلاة في اول وقتها. لفظة الصلاة في اول وقتها ضعيفة. انما لوقتها هي الاصح. سمف اننا نصلي السنن. وننتظر احيانا حتى يجتمع الناس. بل وننتظر اذا كان الجو حارا لقول النبي صلى الله عليه وسلم اذا اشتد الحر فابردوا بالصلاة. انتظر فان الحر من فيح جهنم. قال في الفجر اسفروا بالصبح. فانه اعظم للاجر. وقال في العشاء لما خرج انه وقتها لولا ان اشق على امتي. فهذا في صلاة اذا اتت. والجنازة اذا فحضرت ورد فيها ما ورد. والايم اذا وجدت لها كفئا يعني الايم تستأذن. ما انت الذي تزوجها اليك كان طيب التي لا زوج لها. استدل ايضا بحديث اخر ان طلحة بن البراء مرض فاتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعود فقال اني لارى طلحة. لا ارى طلحة الا قد حدث في الموت. فاذنوني به وعجلوا. يعني اخبروني اذا مات فانه لا ينبغي لجيفة مسلم ان تحبس بين دارني اهله. وهو حديث ضعيف الاسناد في سنده عزرا بن سعيد وقيل عروة بن سعيد رجل مجهول والله اعلم. هذا ما في الباب. قال الشافعية الشافعية يجنحون الى استحباب تعجيل الدفن. لورود الاسار بذلك. هذه الاثار الضعيفة سمعتموها الا الغريق. فانه يستحب في المذهب الشافعي. يعني عفوا في المزهب المالكي الذي نقرأ منه ابن عبدالله ابن رشد مالكي عفوا يستحب في المذهب تأخير دفنه. مخافة ان يكون الماء قد غمره فلم تتبين حياته يعني من وفاته. قال القاضي القاضي عياض واذا قيل هذا في الغريق فهو اولى في كثير من المرضى مثل الذين يصيبوهم انطباق العروق وغير ذلك مما هو معروف عند الاطباء. في امراض معينة قد تتوهم انه مات وهو ما زال حيا. حتى لقد قال الاطباء ان المسكوتين لا ينبغي ان يدفنوا الا بعد ثلاث في وجهة ايضا للقائلين بالتأخير حتى الاستثبات من الوفاة والله اعلم هذا باختصار اذا يتلخص لنا تلقين الميت مستحب. اما عن تلقين الميت بعد الدفن. يقف شخص في زهر القبر يا فلان ابن فلانة سيأتيك ملكان يسألانك يقولنك من ربك ابه فانهم لما جاءوا يوجهونه الى القبلة قال اوكنت على غير القبلة؟ فقوله اجمع تفيد ان الاكثرين على استحباب ذلك. نعم قد استدلوا لذلك بادلة وان كانت لا تخلو من مقال الا انها عمل بها في فضائل الاعمال اين يقولون ننظر الى عدد المصلين على الميت؟ فان كان يرجى ان يقصر عدد المصلين انتظرنا حتى يكثر العدد. فمسلا اذا مات رجل ليلا وطلع علينا ليلة الخميس ليلة الجمعة مسلا. سيطلع علينا الفجر لما لا نصلي عليه بعد الفجر؟ ومات من الليل؟ قال له قل لهم ربي الله من نبيك نبي محمد صلى الله عليه وسلم؟ ما دينك دين الاسلام حديس التلقيني بعد الدفن ضعيف. والله تعالى اعلى واعلم. هذا باختصار وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله. واياكم