يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس ولكن ان البر من اتقى واتوا البيوت من ابوابها السلام عليكم ورحمة الله وبركاته طيب الله اوقاتكم وعطل الله انفاسكم ايها المشاهدون والمشاهدات حجاج بيت الله الحرام افترض الله سبحانه وتعالى الحج على نبيه في السنة التاسعة من الهجرة حيث انزل الله تعالى قوله ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. ومن كفر فان الله غني عن العالمين ولكن نبينا صلى الله عليه وسلم لم يحج في العام التاسع من الهجرة وذلك لسببين ظاهرين اما احدهما فانه لما قفل بابي هو وامي من غزوة تبوك ذكر صلى الله عليه وسلم ان الناس يأتون الموسم ان الناس يأتون الموسم وفيهم المشرك وفيهم المسلم فلم يشأ صلى الله عليه وسلم وهو امام التوحيد ان يخالط المشركين وان يجتمع بهم في موطن واحد كما انه لاحظ صلى الله عليه وسلم ان من العرب من كان يطوف بالبيت عريان اذ كانت قريش تلزم الناس ان يلبسوا من نسجها فان لم يجدوا اضطروا الى ان يطوفوا بالبيت عراة وكلا الامرين لا يليق بنبي الهدى صلى الله عليه وسلم الذي جاء بالفضائل الكاملة واما السبب الثاني فقد لاحظ النبي صلى الله عليه وسلم ان قبائل العرب بعد فتح مكة تفد الى المدينة لتباين على الاسلام فلم يكن مناسبا ان يشتغل النبي صلى الله عليه وسلم بالحج ويدع الناس ولاجل ذا اخر النبي صلى الله عليه وسلم حجته الى السنة العاشرة وانتدب ابا بكر الصديق رضي الله عنه. وفي هذا ايماءة قوية الى انه هو الخليفة من بعده. ان يكون امين للحج ذاك العام ايها الكرام الا تلاحظون ان النبي ان الله سبحانه وتعالى قد قال في الاية من استطاع اليه سبيلا. مع ان الاستطاعة مطلوبة في كل واجب من الواجبات الشرعية فهل هم نصغي فهلم نصغي الى فضيلة الدكتور ناصر الهويمل ليحدثنا عن معنى الاستطاعة حكم فريضة الحج انها ركن من اركان الاسلام كما دل على ذلك حديث عبد الله ابن عمر المخرج في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام. لمن استطاع اليه سبيلا الحج الى بيت الله الحرام ركن من اركان الاسلام وفريضة افترضها الله جل وعلا على المسلمين على المستطيع منهم اما بالنسبة للرجل فلابد من وجود السلامة في البدن بالنسبة للرجل والمرأة لابد من سلامة في البدن ولابد من نفقة زائدة عن نفقة من يعولون ويشترط للمرأة ان يكون لها محرما او زوجا تحج معه فمن لم تجد محرما ولا زوجا فان الحج ليس واجبا عليها. الحج مرة فما زاد فهو تطوع ولما رفعت امرأة صبيا لها الى النبي صلى الله عليه واله وسلم فقالت يا رسول الله الهذا حج؟ قال نعم في اجر الحج مرة فما زاد فهو تطوع شكر الله لفضيلة الدكتور هذا البيان والواقع ان احكام الله سبحانه وتعالى لها شروط فان الله لا يكلف نفسا الا وسعها. ولهذا قد اشترط الله تعالى لوجوب الحج على الناس شروطا متعددة فمن شروط وجوب الحج الاسلام فلا يقبل الله تعالى عملا من مشرك ولا ينفعه في الاخرة. قال ربنا سبحانه وبحمده وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله لرسوله ومن شروط وجوب الحج البلوغ فلا يجب حج على صغير لا يجب حج على صغير. وذلك ان الصغير ليس محلا للتكليف والبلوغ ايها الكرام يحصل بعلامات متعددة وهذه العلامات تتحقق في الصبي والجارية فمنها الاحتلام والاحتلام هو خروج المني دفقا بلذة يقظة او مناما فمن وقع له ذلك فقد بلغ ومنها انبات شعر العانة. اي انبات القبل الشعر الخشن. فانه علامة فارقة بين البالغ والذي كم يبلغ ومن علامات البلوغ ايضا اكمال خمس عشرة سنة فمن اتم خمس عشرة سنة فقد بلغ وتزيد الجارية على الغلام انها تحيض او تنفس فتكون بذلك قد بلغت واما الشرط الثالث لوجوب الحج فهو الحرية فلا يجب حج على عبد رقيق وذلك انه مشغول بخدمة سيده ومن شروط وجوب الحج ايضا الاستطاعة وهي التي نص الله تعالى عليها في كتابه من استطاع اليه سبيلا ومع ان الاستطاعة والقدرة مطلوبة في كل تكليف شرعي. الا ان الحج لما كان يتطلب كلفة جرى التنصيص على فيه وحقيقة الاستطاعة والسبيل هو التمكن بالمال والبدن من بلوغ بيت الله الحرام بان يتوفر عند الانسان مال زائد عن حاجته وحاجة من يعول وزائد ايضا عن الديون الحالة التي تتطلب وفاء اما اذا كان على الانسان ديون مؤجلة وغلب على ظنه انه يجد سدادها اذا حلت فان هذا لا يمنعه من من القيام بهذه الفريضة كما انه لا يشرع للانسان ان يستجدي الاخرين ليحج لكن ان جاءه مال او عرض من غير منة فانه ينبغي له ان يسقط الواجب اما اذا ترتب على هذا نوع منا فانه لا يلزمه قبولها وبهذا يتبين لنا ان ما يفعله بعض الناس من انهم يستسمحون من دانيهم ليتمكنوا من الحج ان ذلك ليس صوابا فان قضاء الدين مقدم على الحج ذلك ان الله سبحانه وتعالى لم يكلف العباد بما لا يطيقون قضاء الديون واجب معلق بذمة الانسان. اما الحج فان الله تعالى لا يسأل العبد اذا كان مدينا عن الحج لانه لم تتحقق في حقه الاستطاعة كما ان من الشروط التي تراعى في وجوب الحج شرط مهم يتعلق بالمرأة نفسها الا وهو وجود المحرم المرأة اذا لم تجد محرما يبلغها بيت الله الحرام ويرجع بها فانه لا يجب عليها حج ولو كانت من اغنى الناس والدليل على ذلك ما رواه الامام مسلم في صحيحه من قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تسافر امرأة الا مع ذي محرم فقام رجل فقال يا رسول الله ان امرأة انطلقت حاجة وان اكتتبت في غزوة كذا وكذا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم انطلق فحج مع امرأتك فصرفه النبي صلى الله عليه وسلم عن الجهاد في سبيل الله الى ان يكون محرما لامرأته وهذا امر تستوي فيه المرأة الشابة والعجوز والجميلة والدميمة لا فرق في ذلك بين امرأة واخرى لقد جد ايها الكرام في الساحة امر اقتضته السياسة الشرعية الا وهو ضرورة الحصول على تصريح للحج فلنستمع الى اضاءة حول هذه النقطة من فضيلة الدكتور ناصر فليتفضل التصريح للحج من الامور التي وضعها ولي الامر وفقه الله تعالى لكل خير. لتنظيم امور وعملية الحج والتصريح من الامور التنظيمية التي بها تظبط امور الحج والله جل وعلا امر بطاعة ولي الامر فيما لا معصية فيه للخالق. قال الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله اطيعوا الرسول واولي الامر منكم. لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ولي الامر اذا امر بامر من امور الدنيا وكان فيها تنظيما للناس وتسهيلا لامورهم فان الواجب علينا ان نطيع ولي الامر وان نعرف ان طاعتنا لولي الامر انما هي طاعة لله جل وعلا التصريح للحج فيه من الفوائد الكثيرة العظيمة التي يحصل بها التهيؤ والاستعداد التام قبل هذه الرحلة المباركة. بعض الناس ربما تحايل ودخل وجاوز المواقيت دون ان يلبس لباس الاحرام دون ان يلبس الرداء والازار وقد ابتدأ هذا الحج وهذه العبادة بمعصية لله جل وعلا. اي بر للحج ترجى من ذلك المتحايل الذي جاوز المواقيت ولم يتأسى بالنبي صلى الله عليه واله وسلم بخلع ملابس في الدنيا ولبس لباس الاحرام شكر الله لفضيلة الدكتور هذا البيان وكما سمعتم ايها الكرام ويا ايتها الكريمات فان هذا امر اقتضته المصلحة الشرعية والسياسة الشرعية التي لا غنى للمسلمين عنها فلا يمكن للناس ان يحطم بعضهم ومن ترك الحج معتقدا التيسير على اخوانه المسلمين. فلعل الله سبحانه وتعالى ان ينيله ما ابتغاه اذا علم صدق نيته. فلا يجوز مخالفة ذلك ولا التسرب الى مواطن الحج بطريقة من الطرق الملتوية وكما عرفنا ايها الكرام ويا ايتها الكريمات شروط وجوب الحج اه انه لابد من اكتمالها فان الله سبحانه وتعالى يقبل من المرء ان يحج بيته الحرام اذا كان صغيرا او كان عبدا اذن له سيده. فقد رفعت امرأة الى النبي صلى الله عليه وسلم صبيا. وقال يا رسول الله الهذا حج؟ قال نعم ولك اجر وكما عرفنا شروط الحج فلنعرف ايضا اركانه ان للحج ايها الكرام اربعة اركان لابد من تحققها اولها الاحرام فانه بمنزلة تكبيرة الاحرام فلا ينعقد الحج الا بالاحرام وثانيها الوقوف بعرفة. لقول النبي صلى الله عليه وسلم الحج عرفة وثالثها الطواف بالبيت ولا يتم حج امرئ حتى يطوف بالبيت لقول الله تعالى وليطوفوا بالبيت العتيق وثالثها ورابعها السعي بين الصفا والمروة الامر كما قالت عائشة رضي الله عنها فلا اتم الله لمن لم يسعى بين الصفا والمروة هذه اركان ولا يمكن ان تتم عبادة الا بتحقق اركانها وكما ان في الحج اركانا فهناك واجبات لابد من توافرها ايضا من تلكم الواجبات ان يكون الاحرام من الميقات فلا يجوز لاحد ان يؤخر الاحرام بعد الميقات. فان فعل فانه يجبر هذا النقص بدم يذبحه تقربا الى الله تعالى وجبرانا لهذا النقص ومن الواجبات ايضا ان يمكث في عرفة حتى تغيب الشمس. كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم فان خرج من عرفة قبل غياب الشمس لزمه دم عند الفقهاء جبرا لهذا النقص وثالثها المبيت بالمزدلفة فان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال خذوا عني مناسككم. وقد بات صلى الله عليه وسلم بالمزدلفة فيتعين على كل كل حاج ان يكون في المزدلفة اكثر الليل نصفه فصاعدا ورابعها رمي الجمار وذلك يتناول رمي جمرة العقبة يوم العيد وكذلك ايضا رمي الجمار الثلاث في ايام التشريق وخامسها المبيت بمنى ليالي ايام منى سواء تعجل او تأخر فانه يجب عليه ان يبيت اتباعا لامر النبي صلى الله عليه وسلم في قوله خذوا عني مناسككم كذلك ايضا كذلك ايضا من من الواجبات التي لابد للحاج منها طواف الوداع فلا ينفر من البيت الا وقد طاف به طواف الوداع ان المؤمن ايها الكرام اذا حرص على تكبير نسكه باداء الاركان وفعل الواجبات فانه حري باذن الله تعالى ان يقبل منه وينبغي ان يتمم ذلك بفعل السنن والمستحبات التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم والله المسئول وحده ان يتمم العمل بالقبول. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر بان تأتوا البيوت من ظهورها ان البر من اتقى واتوا البيوت من ابوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون