يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس الحج وليس البر بان تأتوا البيوت من ظهورها ولكن ان البر من اتقى واتوا البيوت من ابوابها الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد. معلم الناس الخير وعلى اله وصحبه اجمعين ايها المشاهدون الكرام، ايتها المشاهدات الكريمات حجاج بيت الله الحرام قدم نبينا صلى الله عليه وسلم مكة يوم رابع ذي الحجة وطاف وسعى ثم بقي على احرامه اما اصحابه الذين لم يسوقوا الهدي فانهم قد حلوا الحل كله فلما كان في اليوم الثامن احرم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الابطح ثم خرجوا جميعا الى منى فصلى النبي صلى الله عليه وسلم بمنى الظهر والعصر والمغرب والعشاء ذلكم اليوم هو اول ايام الحج وهو يوم التروية وبه ينقطع التمتع على القول الراجح لان الله سبحانه وتعالى قد قال فمن تمتع بالعمرة الى الحج ما يشرع للانسان اذا بدأ اليوم الثامن ان يبدأ باعمال الحج وكثير من الناس يستثقل الاحرام ذلك اليوم ويؤجل ويؤجل فلربما لم يحرم ضحى يوم الثامن بالحج بل اخره الى اخر النهار. بل ان منهم من لا يحرم الا ليلا. ومنهم من لا يحرم الا يوم عرفة والواقع ان في ذلك حرمان من فضل عظيم اذ ان المرء كلما كان اسبق الى العبادة كتب له من الاجر بمقدار سبقه ثم هناك ملحظ لطيف اخر وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم قد نبه على ان من مات وهو محرم فانه يبعث يوم القيامة ملبيا ارأيت لو ان انسانا جرى له اه شيء من هذه الاقدار فمات فرق بين ان يموت محرما وبين ان يموت خلاف ذلك هذا لكم اليوم يسمى يوم التروية. فيا ترى ما سبب تسميته بهذا الاسم؟ هذا ما سيجيب عليه فضيلة الدكتور ناصر الهويمل في هذه النافعات يوم التروية هو اليوم الثامن من من من ذي الحجة وهو اليوم الذي يسميه اهل العلم بيوم التروية وكان مكان مزدلفة وكان يوم التروية وهو في منى لا يوجد فيها ماء في السابق فكان الناس يجلبون الماء الى منى فسمي بذلك يوم التروية. وقيل في ذلك اسباب اخرى منها ان ادم عليه السلام رأى في ذلك اليوم حواء وقيل ان الله جل وعلا امر ابراهيم بذبح ابنه اسماعيل اراه ذبح ابنه اسماعيل في ذلك المكان فسمي يوم التروية. وقيل غير ذلك من التسميات ولكن لا يهمني التسمية ولكن يهمنا ان نعلم ان يوم التروية هو اليوم الثامن وان المبيت في ليلة عرفة الدخول في الانساك سواء كان متمتعا سواء كان متمتعا فاحرم بالحج في اليوم الثامن فان المشروع في حقه ان يبقى في منى وان يصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصرا دون جمع كما فعل النبي صلى الله عليه واله وسلم وان يبيت بها ليلة عرفة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم شكر الله لفضيلة الدكتور هذا البيان اذا هذا هو سبب تسمية يوم التروية بهذا الاسم وما من يوم من ايام الحج الا وله اسم اليوم الثامن يسمى يوم التروية ويوم التاسع يقال له يوم عرفة ويوم العاشر يقال له يوم النحر واما الحادي عشر فانه يقال له يوم القرن واما الثاني عشر فيقال له يوم النثر الاول. واما الثالث عشر فيقال له يوم النفر الثاني وهي كما ترون وتسمعون اسماء مطابقة للواقع ويختلف الناس في احرامهم فمن كان قارنا فانه لا يحتاج الى احرام من كان قارنا او مفردا لا يحتاج الى احرام لانه باق على احرامه والا ان يكون قادما في ذلك اليوم من خارج مكة فيحرم حينئذ من الميقات الذي مر به واما المتمتع فانه يحرم من مكة او الموضع الذي نزل فيه ولو قدر ان المتمتع خرج الى منى قبل يوم الثامن فانه يحرم يوم الثامن من مخيمه الذي هو فيه. فالامر فيه سعة بحمد الله تعالى والخروج الى منى يوم الثامن من الامور المستحبة لا الواجبة ولا الاركان كما ان المبيت في منى ليلة التاسع من الامور المستحبة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لتأخذوا عني مناسككم لا ينبغي للانسان ان يترسم هدي النبي صلى الله عليه وسلم في هذا وفي كل شيء ولهذا ينبغي لاخواننا حجاج بيت الله الحرام ان يغتنموا ذلك اليوم الذي لا يكون فيه كبير عمل بان تأملوا فيما هم مقبلون عليه من هذا النسك العظيم. ويتذكر ما جرى في هذه البطاح والمواطن الشريفة. من افعال فعلها النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعون والتابعون لهم باحسان الى يومنا هذا فان هذه مواطن اجتمع فيها شرف الزمان وشرف المكان. بل وشرف الصحبة شرف الزمان فانها ايام العشر التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم ما من ايام العمل الصالح فيهن احب الى الله احب الى الله من هذه الايام العشر وقالوا ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله. الا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء واما شرف المكان فان هذه المواطن الطاهرة والبقاع الفاضلة هي احب البقاع الى الله تعالى. مكة وما جاورها وقد وقف النبي صلى الله عليه وسلم حين اراد الهجرة وقف على الحزورة في مكة وقال وهو ينظر اليها قال والله لانت احب ارض الله الى الله. ولا انت احب ارض الله الي. ولولا ان قومي ما خرجت فهي مواطن شريفة. منى شرفها الله هي من من الحرم وفيها مسجد الخيف الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم في حديث حسنه بعض اهل العلم صلى فيه سبعون نبيا وكان نبينا صلى الله عليه وسلم يصلي في مسجد الخيف واما شرف الصحبة فان هؤلاء الحجاج هم وفد الرحمن الذين بذلوا اموالهم وفارقوا الاهل والحب والاوطان ليصلوا الى هذه البقاع ابتغاء وجه الله تعالى فهذا هو الشرف بعينه فينبغي للحجاج جميعا ان يتأملوا في هذه المعاني وان يتكيفوا نفسيا فيما هم مقبلون عليه ليس المقصود ايها الكرام ان يأتي المرء باعمال الية ونقلة حركية فارغة من المضمون كلا عليه ان يقيم في قلبه معنى اقامة ذكر الله وان يقيم في قلبه معنى تعظيم شعائر الله تعالى ولا يكتفي فقط في الحركة البدنية. ان هذا امر تعبدي على المرء ان يستشعر امتثال امر الله تعالى. وان هدي نبيه صلى الله عليه وسلم فينبغي له في ذلك اليوم يوم التروية ان يبادر بالخروج الى منى ان كان آآ في مكة وان يبادر ايضا الى الدخول في النسك بان يفعل كما فعل في الميقات من التجرد والتنظف والتطيب ثم لبس اه رداء وازار ابيظين نظيفين ونعلين هذا للرجال وللمرأة ما تقدم ان تلبس ما شاءت من لباس الحشمة غير متبرجة بزينة ثم يرعى محظورات الاحرام التي رعاها واجتنبها بعد من خرج من الميقات يقيم ذلك كله ويحرص ايضا في ذلك اليوم ان يتفقه في دين الله ويعلم ما هو مقبل عليه. فيقتني من هذه الكتيبات وهذه الرسائل التي تشرح المناسك لكي يصدر عن امر الله تعالى وامر نبيه صلى الله عليه وسلم فيما يأتي وما يذر وان يصلي في منى الظهر والعصر والمغرب والعشاء يقصر الصلاة الرباعية الى اثنتين ولا يجمع هذا هديه صلى الله عليه وسلم في منى وفي كل مكان ينزل فيه نزولا متصلا اثناء سفره ونستمع يرعاكم الله الى هذا التقرير اه من فضيلة الدكتور ناصر مرة اخرى اوصي اخواني الحجاج بتقوى الله جل وعلا وان يستشعروا انهم سيصبحون على يوم عظيم على اعظم يوم طلعت فيه الشمس يصبحون على يوم تستجاب فيه الدعوات وتقال فيه العثرات وتسكب فيه العبرات يصبحون على يوم هو خير ايام الدنيا يصبحون على يوم هو الحج كما قال النبي صلى الله عليه اله وسلم الحج عرفة يصبحون على يوم قال عنه النبي صلى الله عليه واله وسلم عنه خير الدعاء دعاء عرفة وخير ما قلت انا والنبيون قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. كما رواه الترمذي في جامعه وحسنه الامام الالباني يوم عرفة ينبغي لنا ان نتهيأ له غاية التهيؤ. بالنوم المبكر في ليلة عرفة. وان نجتهد غاية الاجتهاد في هذا اليوم العظيم ان نجتهد في الدعاء وان نسأل الله جل وعلا من واسع فضله وعطائه فان الله جل وعلا يباهي في هذا اليوم اهل السماء يقول انظروا الى عبادي اتوني شعثا غبرا يرجون رحمتي ويخشى عذابي اشهدكم اني قد غفرت لهم. فيا له من موقف عظيم. ويا لها من ساعات مباركة. ينبغي لنا ان نستشعر فضل الله علينا وما خصنا به من وجودنا في هذه الاماكن الطيبة المباركة شكر الله لفضيلة الدكتور هذه الاضافة المفيدة ونعود الى ما كنا بصدده وهو ان مع الحجاج في اليوم الثامن في منى وقد حلوا في مخيماتهم ينتظرون حدثا عظيما وهو الانتقال الى عرفة في اليوم التالي ها هم الحجاج قد صلوا الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصرا دون جمع فالمبيت بمنى ليلة التاسع هي من مستحبات النسك ومما ينبغي ان يذكر الحاج فيه نفسه في ذلك اليوم لكي يتهيأ لبقية ايامه ان يحفظ نسكه من كل ما يثلمه وينقصه ومن ذلك ما دل عليه قول الله تعالى فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وقد تقدم معنا في محظورات الاحرام انه الجماع ومقدماته فيجب على الحاج ان يتجنب بجميع صوره من ضم او لمس او تقبيل او استدامة نظر ومن هذا ايها الكرام ان يطلق الانسان بصره في المحارم فينظر الى النساء الاجنبيات. فان هذا يثلم اجر حجته وكذلك ايضا يتجنب الجماع لما يترتب عليه من فساد النسك لا سيما وان ذلك قبل التحلل الاول ولا فسوق الفسوق معناه في اللغة الخروج والمراد به ها هنا عموم معصية الله. لان معصية الله خروج عن طاعته وبناء عليه فعل الحاج التقي ان يجتنب الغيبة والنميمة والسخرية والاساءة بجميع صورها ما احوج الحجاج الى ان يتحلوا بالاخلاق الكريمة فان هذا المجتمع الذي يكتظ بالناس وينشأ عنه نوع احتكاك وازدحام قد يثير لدى بعض الناس انفعالا وقد يحمله ذلك الانفعال على التلفظ بالفاظ نابية. او ان يأتي يحكي لاصحابه ما جرى له فيقع في غيبة او ان اه يقع منه اي نوع من انواع المعاصي المختلفة فهي فرصة عظيمة ليزرع الحاج في نفسه التقوى. تقوى الله عز وجل بحيث ينصب واعظ الله تعالى في قلبه فيحجزه عن ان يتلبس بشيء من معاصي الله عز وجل فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وهذه من حكمة الله البالغة ان الله تعالى نهى عن الجدال. ذلك ان طبيعة الحج تفرض ان ينشأ بين الناس مساجلات كلامية وربما ملاسنات. فلهذا ادب الله تعالى عباده المؤمنين بهذا الادب فقال ولا جدال في الحج وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم مبينا ما يكون من ثمرة ذلك من الجزاء العظيم فقال من حج فلم يرفث ولم يفسق. راجع من ذنوبه كيوم ولدته امه. الله اكبر تأملوا يا كرام حين يحمل احدنا ربيعا بين يديه نتأمل في براءة وجهه وعينيه اللتين تزهوران. هل عليه خطيئة؟ هل بدأ منه معصية؟ لا شيء. صفحته بيضاء ان الحاج لو اعتصم بالله واتقاه فلم يرفث ولم يفسق عاد كمثل هذا الطفل الرضيع ليس في صحيفته خطيئة من حج فلم يرفث ولم يفسق. راجع من ذنوبه كيوم ولدته امه. قاله من لا ينطق عن الهوى وقال بابي هو وامي صلى الله عليه وسلم والحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة الحج المبرور هو ان يمتثل الانسان امر النبي صلى الله عليه وسلم. وان يخلص النية لربه. فاذا هيأ الحاج نفسه بهذه المعاني العظيمة عظيمة وهذه المقاصد الشريفة واستقبل بقية ايامه بهذا الروح كان حريا وحقيقا ان ينال هذا الجزاء الموعود فيوم التروية في الواقع وان كان فيه تروية للماء في القرب لكن فيه ايضا تروية للقلوب بهذه المعاني لكي يقبل الانسان وعلى هذا النسك العظيم وهو في غاية ما يكون من الاستعداد والتهيؤ النفسي ايها الكرام علينا ان نستشعر ان هذه البطاح الشريفة وهذه الجبال قد تردد بين اصدائها تلبية النبي صلى الله عليه وسلم وتلبية المؤمنين فنعظم شعائر الله ونحرص على نفع عباد الله وهذا ايضا من الامور التي ينبغي لنا ان نتنبه وان نتفطن لها الا وهي اعانة المسلمين فان فيهم الضعيف وفيهم المسن فيهم العاجز فيهم الاعجمي فيه من يحتاج الى تعليم فيه من يحتاج الى سقيا فيه من يحتاج الى اطعام كل هذا ينبغي ان يستحظره الحاج في ذلك اليوم الشريف لكي يدخل في هذا النسك على اكمل وجه ظاهرا وباطنا والحمد لله رب العالمين يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت الناس والحج وليس البر بان تأتوا البيوت من ظهورها. ولا ان البر من اتقى واتوا البيوت من ابوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون