وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه. ومن كان في حاجة اخيه كان الله في حاجته. ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله اخلاقنا. نحتاج للاخلاق لنرضي ربنا لتعلو درجاتنا في الجنة وليزيد تماسكنا وتعاوننا. اخلاقنا صلاح امرك للاخلاق مرجعه فقوم النفس بالاخلاق تستقيم اخلاقنا. لتهنأ نفوسنا كان برنامج اخلاقنا اخلاقنا مع معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري. اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت. اخلاقنا. يأتيكم شرطا الثلاثاء عند الثانية ظهرا اذاعة نداء الاسلام من مكة المكرمة اصلها ثابت وفرعها في السماء تستمعون الان الى اعادة لهذا البرنامج. مستمعينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اهلا ومرحبا بكم معنا دائما عبر اثير اذاعة نداء الاسلام. نحن واياكم ايها الاحبة في البرنامج اخلاقنا. وفيه نتقصى الاخلاق الاسلامية السمحة. يسرنا في كل ومن حلقات هذا البرنامج ان يكون معنا ضيفنا الدائم متفضلا علينا في كل درس من هذه الدروس الاسبوعية المتصلة بالاخلاق معالي الشيخ الدكتور سعد ابن ناصر الشثري المستشار بالديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء الذين انسوا ونسعدوا بالحديث معه حول طبيعي هذا البرنامج السلام عليكم يا شيخ سعد وحياكم الله. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. اهلا وسهلا ارحب بك وارحب باحبتي المستمعين الكرام. احبكم الله اسألوا الله جل وعلا ان يجعل هذا اللقاء لقاءا نافعا مباركا. اللهم امين. ايضا ارحب بكم انا محمد القرني واخي مصطفى الصحفي من الاخراج وعنوان هذا الدرس ايها الاحبة كما قرره شيخنا انذار المعسر. كيف للمسلم ان ينذر اخاه المعسر وما هي ايضا آآ احوال هذا المعسر اذا ما آآ تزاحمت عليه الامور وكيف كان رسولنا صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم اجمعين يسيرون على هذا النهج ما هي النصوص والاثار الدالة على فضله؟ وما هي ثمراته وفي مجتمعنا المسلم. تفضل شيخنا فتح الله عليكم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين. اما بعد فقد جاءت الشريعة المباركة بتنظيم حياة المسلمين لتكون على اكمل الامور واتمها ومما جاء في الشريعة بتنظيم تنظيم العلاقات المالية التي تكون بين الناس فقد رتبت الشريعة العديد من الاحكام الشرعية التي تؤدي الى تصافي الناس وتوادهم وتؤدي الى مراعاة حوائجهم. ومما جاءت به الشريعة هذا الباب ان امرت بانظار المعسرين فاذا كان للانسان دين على غيره وكان المدين عاجزا عن السداد فقد جاءت الشريعة في الامر بانظار من كان معسرا عاجزا عن سداد الدين الذي في ذمته. ورتبت الشريعة على ذلك اجورا. وثوابا كثيرا اه وجعل ذلك من اسباب رفعة درجة العبد ومن اسباب زيادة درجته عند رب العزة والجلال ومن هذا المنطلق جاءت الشريعة بالامر بانظار المعسرين كما في قوله تعالى وان كان ذو عسرة فنظرة الى ميسرة وان تصدقوا خير لكم ان كنتم تعلمون فهذه الاية قد جاءت بمضادة احوال المشركين قبل دين الاسلام فانهم في الجاهلية كان المدين المعسر اذا عجز عن سداد الدين قيل له اما ان تسدد واما ان تزيد في الدين ونؤجل وقت السداد فجاءت الشريعة بضد هذا. وجعلت الامر بانظار المعسرين امرا لازما واجبا متى كان المعسر عاجزا عن السداد واذا علم العبد ان هناك اخلاقا عديدة جاءت بها الشريعة تؤكد على هذا المعنى فمن تلك الاخلاق التي جاءت بها الشريعة التذكير بان المسلمين كاللحمة الواحدة ينصر بعضهم بعضا ويعين بعضهم بعضهم الاخر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا. المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد وبعضه بعض فاذا كان الامر كذلك فان المؤمن يستشعر هذه الاخوة الايمانية ومن ثم يجعل ذلك يسعى الى مراعاة احوال اخوانه. وهكذا جاءت الشريعة ببيان ان من كان في عون اخيه كان الله في عونه ولذا فصاحبوا الدين اذا انظر المعسر ولم يطالبه بالسداد فان هذا سيكون من اسباب انظار الله عز وجل له في الاخرة. فانظار المعسر دليل على ان الله جل وعلا سينظر صاحب الدين الذي انظر ذلك معسر. ولا يعني هذا ان العبد يسارع الى الاستدانة ويسعى الى ان يكون مدينا وبالتالي يحرج اصحاب الاموال بطلبه الانذار مرارا متعددة لان الاصل الا يستدين الانسان والا يجعل في ذمته شيئا من امور الدين لان لا يكون ذلك من اسباب بعقوبته لكونه لم يعطي اصحاب الحقوق حقوقهم. وانما يستدين الانسان فكان عنده قدرة على الوفاء يغلب على ظنه انه سيتمكن من سداد تلك الديون ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم من اخذ اموال الناس يريد ادائها ادى الله عنه ومن اخذ اموال الناس يريد اتلافها اتلفه الله كما روى ذلك الامام بخاري رحمه الله تعالى. ومن هنا على الانسان ان يتحرز في امر الدين. وهكذا فجاء في حديث ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤتى اليه بالرجل المتوفى عليه الدين فيسأل هل ترك لدينه فضلا يعني زيادة يمكن ان يسدد الدين بها فان حدث انه ترك ولدينه وفاء صلى عليه وان قيل له بانه لم يترك لدينه وفاء قال للمسلمين صلوا على صاحبكم مما يدلك على ان شأن الدين عظيم. وهكذا جاء في الحديث الاخر بما يشهد لهذا المعنى كما في حديث سلمة بن الاكوع قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم اذ اوتي اليه بصلاة بجنازة ليصلي عليها قالوا صلي عليها يا رسول الله. قال هل عليه دين؟ قالوا لا. قال فهل ترك شيئا؟ قالوا لا صلى عليه ثم اوتي بجنازة اخرى فقالوا يا رسول الله صلي عليها قال هل عليها من دين؟ قيل نعم قال هل ترك شيئا لسداد دينه؟ قالوا ثلاثة دنانير فصلى عليها ثم اوتي بالجنازة الثالثة فقالوا صلي عليها يا رسول الله. قال هل ترك شيئا؟ قالوا لا. قال هل عليه من دين؟ قالوا نعم ثلاثة فاء ثلاثة دنانير. فقال النبي صلى الله عليه وسلم صلوا على صاحبكم. حتى قام ابو قتادة رضي الله عنه فقال يا رسول الله صلي عليه وعلي دينه فصلى علي كما ورد في البخاري وجاء في الحديث الاخر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يغفر للشهيد كل شيء الا الدين فان جبريل قد اتاني انفا ولذا من كان عليه دين وعنده قدرة على السداد وجب عليه ان يبادر لسداد دينه ومن انواع الظلم عدم سداد الدين مع مع القدرة على سداده. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ما طول الغني ظلم نطل الغني يعني تأخير الغني سداد الدين الواجب عليه. فان هذا من انواع اه الظلم ولذلك فلا يجوز للانسان ان يترك دينا في رقبته قد حل عليه اجله وهو لم يقم تدى به ومما يشعر بهذا المعنى ان الشريعة جاءت بمنع ان يغدر والانسان والا يفي بالعهود التي يعقدها على نفسه. كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا اوفوا بالعقود. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة انا خصمهم يوم القيامة رجل اعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فاكل ثمنه ورجل استأجر اجيرا فاستوفى منه ولم يعطه اجره ولم يعطه اجره. ومن المعاني التي تجعل صاحب الدين انظر المدين ويؤجله ولا يطالبه بدينه ما جاءت به الشريعة من حسن في التعامل مع الاخرين. فان من احسن في التعامل مع غيره كان ذلك من اسباب رضا ورب العزة والجلال عنه ومن اسباب امهال الله عز وجل عليه في اموره وقد جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ان رجلا آآ اوتي به يوم القيامة فقال الله عز وجل بان عبدي كان يداين الناس فكان ينظر سيرهم ويعفو انا احق بالعفو فعفا الله جل وعلا عنه فان المؤمن يتقرب الى الله جل وعلا انظار المعسرين وعدم مطالبتهم. والناظر في احوال من تكون عليهم الديون يجد انهم قد يأتي عليهم من الظروف والاحوال ما يعجزهم عن السداد للديون التي تكون في رقابهم ومن ثم يكون من الامور المشروعة للانسان ان يتقرب الى الله جل وعلا بانظار المعسر وعنه كربة من كربات القيامة. ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة كما ورد ذلك في الصحيحين ومن الامور التي تجعل الانسان ينظر المعسرين ان اجعل الانسان نفسه مكان ذلك المعسر. ومتى استشعر الانسان حاجة اخوانه بتصوير نفس به في امكنتهم. كان ذلك من اسباب كان ذلك من اسباب آآ انظار الله عز جل لهم ومن اسباب اقدام الانسان على انظار المعسرين. فان الانسان متى استشعر ترى هذا المعنى واستشعر انه يمكن ان يقف مثل موقف ذلك الشخص الذي اه آآ عليه الدين كان هذا من اسباب جعله آآ يقوم بانظار المعسر. ولا شك كان للمسلم حقوقا على اخوانه. ومن تلك الحقوق ان يستشعر حاجة اخوانه ان يتقرب الى الله جل وعلا بسداد تلك الحاجة يتقربوا بذلك الى الله راغبا في اجره وثوابه مؤملا في ان يحصل على لثواب من عند رب العزة والجلال. فالمقصود ان الانسان عندما يستشعر هذا المعنى وهو ان العباد ترد عليهم ظروف واحوال. ويقدر الله عز وجل عليهم من الاقدار. ما يجعلهم يعجزون عن الوفاء بالعهود التي يعقدونها على انفسهم. ومن ذلك سداد الديون التي تكون اليهم علم العبد ان هذه الوقائع والمصائب كما حدثت لغيره قد تحدث له وبالتالي وبالتالي يأمل من الله جل وعلا تيسيرا لامره كما يسر بعد ذلك المعسر بانذاره. ونحن نعيش ما بين وقت واخر جوائز تجتاح الناس وتمنعهم من ان يتمكنوا من الاتجار في اموالهم. وتمنعهم من ان يحصل لهم اسم الذي كانوا يأملونه وحينئذ يستشعر الانسان ان مثل هذا الامر يجعل العبد يقدم على العمل الجليل بانظار المعسرين وانتم تشاهدون به الجائحة التي وردت على الناس فاقعدتهم عن كثير من اعمالهم التجارية ولم يستطيعوا ان يزاولوا اعمالهم ولا تجاراتهم وبالتالي اه يتقرب المؤمن الى الله جل وعلا بالوقوف وفي مع اخوانه الذين تضرروا بهذه الجائحة فيكون ذلك من اسباب جعله ممن ينذر المعسرين ولا يطالبهم ما عليهم من الديون متى كانوا عاجزين عن سدادها. وبعض الناس قد يطالب الجهاز القضائي بايقاف اولئك الاشخاص الذين عليهم حقوق مالية وديون. وبالتالي يعجزهم عن الاكتساب فيكون سببا من اسباب عدم قدرة ذلك المدين على سداد الدين الذي في رقبته. ومن هنا فمن الخير بهم تجعلك يا ايها الانسان ممن ينظر المعسرين وانظر مثلا لقصة الرجل الذي آآ اشتد به العطش وثم وجد كلبا قد اشتد به العطش فرحمه فكان من اسباب رحمة الله به لصاحب الدين الا يبعد المدين عن الاكتساب بادخاله في السجون ونحوها. ومتى كان حرا طليقا تمكن من الاكتساب وتمكن من مزاولة الاعمال وكان ذلك من اسباب جعله بسداد الدين الواجب في رقبته. ومن الامور التي نؤكد عليها في هذا الباب ان العبد المؤمن يعلم ان الرزق بيد رب العزة والجلال وانه سبحانه يعطي من يشاء ويمنع من من يشاء لحكم يراها سبحانه وتعالى. كما قال جل وعلا وما من دابة في الارض الا لا على الله رزقها. وكما قال سبحانه آآ وربك يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر. ومن هنا افإن العبد يستشعر هذه المعاني وان الله هو المتصرف في الكون وانه هو الرزاق فيجعله ذلك يستشعر انه اه عندما ينذر المعسر اه يكون ممن ساعد اخوانه على التغلب على ما يعرض لهم من امور قد تعجزهم عن سداد الديون التي تكون اه عليهم ومن الامور التي تجعل الانسان يوقن بان الرزق بيد رب العزة والجلال نظره في احوال العباد فكم من عاجز رزق باموال كثيرة وكم من صاحب صحة وبدن لم يرزق انما كان على جانب الفقر. وبالتالي فان امر الرزق آآ لما كان بيد الله عز وجل تقرب العبد الى الله بالاعمال الصالحة لان الرزق بيده جل وعلا ومن ثم لم يجبر ولم يشق على ذلك المدين المعسر. لانه يعلم ان الارزاق بيد لرب العزة والجلال سبحانه وتعالى ومن الامور التي تجعل الانسان ينظر المعسر ان يستشعر ان هذا المعسر عنده من حوائج وعنده من الذراري وعنده من آآ التابعين. الشيء الكثير. فاذا لم ينظره هو ادى به ان يضر به وبمن تحت يده ومن ثم يكون قد الحق الضرر والاذى في بعض اخوانه المسلمين فيكون ذلك من اسباب لحوق الظرر بهم والمؤمن حريص على الا يلحق الاذى والضرر باخوانه المسلمين. يتقرب بذلك لله سبحانه وتعالى ومن الامور التي تجعل الانسان يتقرب الى الله بانظار المعسر ان يستشعر الانسان ان من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه فصاحب الدين لما ترك المطالبة والالحاح على المدين بسداد الدين. واجل مطالبته بالدين كان هذا من اسباب ان يعوضه الله خيرا مما تركه من اجل الله جل وعلا فان الرزق بيد الله. والله جل وعلا وعد من ترك شيئا له بان يخلفه خيرا مما اه تركه لله جل وعلا وهكذا من الاخلاق الفاضلة التي جاءت بها شريعتنا المباركة خلقوا الرفق ومن انواع الرفق ان يرفقا صاحب الدين بالمدين بحيث لا يشق به ولا يعسر عليه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ما كان الرفق في شيء الا زانه فنزع الرفق من شيء الا شانه. وقال صلى الله عليه وسلم اللهم من ولي من امر امتي شيئا فشق اليهم فاشقق عليه ومن ولي من امر امتي شيئا فرفق بهم فارفق به في نصوص كثيرة تدل على الترغيب في الرفق. وقال صلى الله عليه وسلم من يحرم الرزق يحرم الخير وفيه لفظ من اعطي حظه من الرزق فقد اعطي حظه من الخير ومن حرم حظه من الرفق حرم حظه من آآ الخير. وقال صلى الله عليه وسلم ان الله اذا اراد باهل بيت خيرا دله هم على باب الرفق. في نصوص كثيرة تدل على تفضيل وفضيلة اه الرفق بالاخرين ومن انواع الرفق الا يشق الانسان على المدين بالمطالبة بمطالبته بالسداد مع كونه عاجزا عن سداد دينه الذي يكون عليه. واذا استشعر المؤمن من ان من صفات اهل الايمان السهولة والتيسير كان ذلك مما يدفع المؤمن الى انظار بالمعسر قال صلى الله عليه وسلم يعني الا اخبركم بمن يحرم على النار وبمن تحرم عليه النار على كل قريب هين سهل وقال صلى الله عليه وسلم انما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين. وقال صلى الله عليه وسلم اهل الجنة ثلاثة ذو سلطان مقسط متصدق موفق ورجل رحيم رفيق القلب لكل ذي قربى ومسلم وعفيف متعفف ذو عيال كما ورد ذلك في صحيح الامام مسلم ومن الامور التي تجعل الانسان يسعى الى انظار المعسرين ان الشريعة المباركة جاءت بترغيب الانسان في التخفيف على غير كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من ام قوما فليخفف فان فيهم الكبير وان فيهم المريض ان فيهم الضعيف وان فيهم للحاجة. واذا صلى احدكم وحده فليصلي كيف شاء ومن الامور التي تجعل الانسان رحيما مشفقا على غيره ان يستشعر ان هذه المعاني ترفع درجته عند الله. وهذه المعاني من الرحمة بالاخرين والشفق كما ورد في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل يمشي طريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج فاذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطب فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي. فنزل الرجل البئر فملأ خفه ثم امسكه بفيه فصعد فسقى الكلب فالله له فغفر له. نعم. قالوا يا رسول الله وان لنا في البهائم اجرا قال في كل ذات كبد رطبة اجرى في كل ذات كبد رطبة اجرا فاذا كان هذا في الكلاب فكيف بالرجال المؤمنين الذين لحقتهم العسرى والشدة في امورهم وقد جاء في حديث اخر اه من حديث حذيفة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم فقالوا اعملت من الخير شيئا؟ قال لا ما عملت خيرا فقالوا له تذكر فقال نعم كنت اداين الناس فامر فتياني ان ينظروا المعسر يتجوز عن الموسر قال فقال الله جل وعلا تجوزوا عنه. تجوزوا عنه وهكذا قال صلى الله عليه وسلم يسروا ولا تعسروا. ومن التيسير انظار المعسرين وعدم الاغلاظ عليهم جافي حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اتاه رجل يتقاضاه يعني يطلب منه دينا. فاغلظ ذلك الرجل فهم الصحابة به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوه فان لصاحب الحق مقالة ثم قال اعطوه سنا مثله فقالوا فقالوا يا رسول الله لا نجد الا امثل من سنه. فقال صلى الله عليه وسلم اعطوه فان من خيركم احسنكم قضاءات ومن الامور التي نؤكد عليها في هذا الباب ان المؤمن يتقرب الى الله سبحانه وتعالى بسد حاجة المحتاجين فان في سد حاجة المحتاجين اجرا عظيما. ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم من كان في حاجة اخيه الله في حاجته ومن آآ الامور التي تجعل الانسان في حاجة اخوانه ان يكون منظرا لمعسرهم في ديون التي تكون اه عليه. وبالتالي يكون قد حاز ما رتب على هذا الخلق الفاضل من الاجر والثواب فالمقصود ان العبد يتقرب الى الله سبحانه وتعالى لانظار المعسرين وعدم عليهم ليكونوا سمحا في التعامل. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم رحم الله امرءا سمحا اذا سمحا اذا اشترى سمحا اذا قضى سمحا اذا اقتضى جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اسمح يسمح لك سبحانه اسمه يسمح لك وجاء عند الطبراني ان النبي صلى الله عليه وسلم قال افضل المؤمنين رجل سمح البيع الشراء سمح القضاء سمح الاكتظاء في لفظ دخل رجل الجنة بسماحته قاضيا ومتقاضيا. رواه الامام احمد رحمة الله على الجميع وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الايمان فقال الصبر والسماحة وسئل عن الاسلام فقال من سلم المسلمون من لسانه ويده قال قلت اي الاعمال افضل؟ قال خلق حسن الحديث ومن الامور التي اه جاءت في الحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كان رجل يداين الناس فكان يقول لفتاة اذا اتيت معسرا فتجاوز عنه لعل الله يتجاوز عنا. قال فلقي الله فتجاوز عنه فلقي الله فتجاوز عنه. وانظر للحديث الاخر الذي رواه الامامان البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت خصوم بالباب عالية اصواتهم واذا احدهما يستوضع الاخر ويسترفقه في شيء والاخر يقول والله لا افعل فخرج عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اين المتألي على الله لا يفعل المعروف على الله يعني من يقسم ويحلف اين المتألي على الله لا يفعل المعروف فقال انا يا رسول الله فله ان ذلك احب وهكذا في احاديث آآ اخرى قال ابو مسعود رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير شيء الا انه كان يخالط الناس وكان موسرا فكان يأمر غلمانه ان يتجاوزوا عن المعسر فقال الله جل وعلا نحن احق بذلك منه. الله اكبر. تجاوزوا عنه. تجاوزوا عنه واذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد وعد بالاجر الكبير على من على انظار المعسرين فحينئذ سيكون ذلك دافعا لنا في انظار المعسرين. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من لانظر معسرا او وظع له اظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله وقد اخبر رواه الترمذي وقال بان هذا هذا المعنى قد ورد فيه احاديث من حديث ابي اليسر وابي قتادة وحذيفة وابن مسعود وعبادة وجابر وغيرهم ومن هنا فان المؤمن لا يتشدد في باب سداد الاقساط والديون في فلو تأجلت التأجل اليسير او كان صاحبه معسرا فاخره وانذره فان مثل ذلك لا يسروا عليه بل يزيده رفعة عند الله جل وعلا. وقد قال وقد ورد مرفوعا وموقوفا اقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم فما آآ يعثر منهم عاثر الا ويده بيد الله يرفعه وآآ جاء في احاديث او في اثار عن الصحابة العديد من الكلمات التي تدفع اصحاب بالديون الى التجاوز والانذار في ابواب الديون التي تكون آآ عليهم ان المؤمن عندما يكون ممن ينذر المعسرين يكون من اهل خلق الرحمة التي يرحم الله اصحابها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء وكما قال صلى الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم الرحمن واذا كانت الشريعة قد وردت بالترغيب في الاقراض بل وردت في الترغيب في آآ الصدقة فان هذا يجعل الانسان ينظر المعسر لانه متى كان العبد راغبا في اجر الصدقة كان انظاره للمعسرين من الاعمال التي يترتب عليها الاجر والثواب من عند رب العزة والجلال سبحانه وتعالى ومن الامور التي نؤكد عليها في هذا الباب ان العبد يتقرب الى الله جل وعلا مراعاة بشعوري اخوانه فان مراعاة شعور الاخرين فيها اجر عظيم وثواب جزيل. ولذا عن كل ما يكدر صفو العلاقة بين اهل الاسلام. ومن هنا منع الشرع من الخمر كما قال تعالى يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن بسم الله وعن الصلاة. فهل انتم منتهون بالتالي فان هذا الخلق وهو انظار المعسر يقطع الطريق على الشيطان الرجيم الذي يرغب في ايقاظ بين اهل الايمان ومن الامور التي يتقرب بها لله سبحانه وتعالى ان يراعي الانسان تجنبه صفتي قسوة القلب التي جاءت النصوص بذمها وذم اصحابها. وبيان لان هذا الخلق الذميم يؤثر على درجة العبد في دنياه وفي اخرته ان انذار المعسر كما يكون من المؤسسات يكون من الافراد ويكون من الشركات ويكون من المصارف ومن ثم فاننا نرغب في ان يطلع اصحاب الديون على حال من يكون عليه الدين وينظر متاع مدى حاجته ومدى فقره وبالتالي يتقرب الى الله جل وعلا انظاره في دينه وعدم مطالبته والتشديد به والتشديد عليه في سداد ذلك الدين في وقته مهما كان على الانسان من الاحوال فان انظار المعسر خير من التشدد في طلبته بما قد يؤدي الى سجنه او الى تعطيله او الى اه منعه من مزاولة بعض الاعمال لا يتمكن من سداد الديون التي تكون عليه ومن الامور التي اؤكد عليها في هذا الجانب انه ينبغي ان يكون هناك تواصل بين اصحاب بالديون بحيث يعلم من يكون متلاعبا ولا يقوم بسداد ما عليه من الدين ومن لا كونوا كذلك فانا بعض الناس قد تدعوه نفسه الضعيفة ويسول له شيطانه في ان يكثر على نفسه من الديون والقروض. وبالتالي يعجز عن سدادها وعن الوفاء بها فمتى كان هناك تواصل من خلال الشركات التي تعتمد هذا الباب كاسمة وغيرها كان ذلك من اسباب الاطلاع على احوال من يريد الدين فكان هذا من اسباب عدم تراكم ديون على الانسان ومن ثم لا يعجز عن سداد ما عليه من دين ولو قدر عن السداد للدين اليسير فان هذا خير من عجزه عن السداد للديون الكثيرة التي تكون ولجهات متعددة ولاشخاص اه مختلفين ومن الامور التي اؤكد عليها في هذا الباب ايضا الا يتوسع اصحاب الدخول اليسيرة في انواع الترف والكماليات التي يستدينون لها. فكون الانسان يترك بعظ فماليات من اجل ان يتمكن من قضاء حوائجه الاصلية خير من ان يلحق بذمته آآ الديون الكثيرة والعديدة. وهكذا على الانسان ان يتقرب الى الله جل وعلا بالاقتصاد في تعاملاته سواء فيما يتعلق بما يحتاج اليه من انواع الحوائج الدنيوية فيقتصد فيها بما يتناسب فينفق بما يتناسب مع قدرته وامكانياته به ويترك الاسراف والتبذير الذي جاءت الشريعة بالنهي عنه وقد قال النبي وقد قال الله جل وعلا ولا تبذر تبذيرا ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين وقال جل وعلا الا وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين. وهكذا في بقية انواع الحيوان ايدي الانسان يجتنب الانسان ان اه يقدم على افعال تكون مبذرا لماله وبالتالي تتراكم عليه الديون التي تحوجه الى مطالبة اصحاب الديون بان يؤجلوا وان يؤخروا وان لا يطالبوه بالسداد في الحال ومن الامور التي تتعلق بهذا الباب ان يتقرب الى الله سبحانه وتعالى ترتيب امر ديون بحيث لا يستدين الانسان الا اذا كان عنده اصول يتمكن من السداد للديون بواسطة هذه اه الاصول بان لا يكون ظالما معتديا في حق صاحب اه الدين ومن الامور التي اؤكد عليها في هذا الباب ايضا ان لا يبذل الانسان من جهده في المرافق والخدمات العامة بما يرهق على نفسه فمثلا في الكهرباء ومثلا في الهاتف وهكذا في المياه يقتصد الانسان في صرفياته وبالتالي فليكون هذا من اسباب عدم تحمله للديون الكثيرة. ان هذه الخدمات التي يستعملها الانسان ويترتب عليها مطالبات هي نوع من انواع الديون وبالتالي على الانسان ان لا يقوم باستعمال هذه الخدمات الا بقدر ظرورته او حاجته وبالتالي يكون هذا من اسباب تقليل قيمة هذه الخدمات التي تلحق به وهكذا ايضا على الانسان ان يتقرب الى الله جل وعلا بترك الاعمال المؤدية الى لحوق واجب مالية في ذمته. فمثلا الاعمال المخالفة التي يترتب عليها تعزيرات مالية نجتنبها لان لا يكون ذلك مؤديا الى لحوق الديون في ذممنا. وبالتالي اعجز عن سدادها فمثلا لا حاجة لان تسرع في سيرك في الطريق بما يجعل مراقب بما يجعل آآ مراقبة تلاحظ عليك تجاوز السرعة او آآ عدم ربط الحزام او غير ذلك من انواع مخالفات التي يترتب عليها غرامات مالية وبالتالي قد تعجز عن سدادها وهكذا ايضا في سائر التعاملات سواء كانت تعاملات تجارية او غيرها. فلا يخالف لانسان تلك المخالفات المؤدية الى لحوب وترتب الغرامات المالية على تصرفاته وبالتالي يكون هذا من اسباب عدم لحوم الديون بذمة الانسان ومن ثم لا يحتاج الى مطالبة اصحاب الديون بانذارة في سداد هذه اه الديون ومن الامور التي ينبغي بالانسان ايضا ان آآ يؤكد عليها في هذا الجانب مراعاة من تحت يده من الاطفال والصغار سواء في تربيتهم سواء في تعاملهم او في غير ذلك من اه انواع ما دونه بحيس لا يلحقون على انفسهم غرامات مالية بسبب تجاوزات ومخالفات فيكون هذا من اسباب لحوق الديون التي قد يحتاجون معها الى انذار وهكذا ايضا فيما يتعلق بالايجاب الشرعي الخارج عن اصل الواجبات كما في النذور ونحوها فان الشارع قد نهى عن النذر واخبر بانه لا آآ بانه انما خرجوا به من البخيل. ومن ثم فلا حاجة لان يوجب الانسان على نفسه مثل هذه الواجبات ومن ثم يكون هذا من اسباب لحوق واجبات في ذمته قد يحتاج معها الى استدانة سنتين ومطالبة للدائنين بانظاره في دينه. ومن هنا نهى النبي صلى الله عليه سلم عن النذر وقد قال الله تعالى ومنهم من عاهد الله لان اتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من صالحين. فلما اتاهم من فظله بقلوبه وآآ الى ان ذكرها الله جل وعلا العقوبة عليهم فقال فاعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما اخلفوا الله ما وعدوك وبما كانوا يكذبون. فالمقصود ان الانسان يسعى الى تخليص ذمته من الديون والواجبات لان لا يحتاج الى انظاره فيما يتعلق بهذه آآ بهذه الديون التي تكون اه في ذمته. ومن الامور التي جاءت بها الشريعة واكدت عليها تفريج الكربات. فاذا كان على احد من اخوانك كرب استحب لك ان تقف معه. ومن انواع الكروب الديون التي تكون في ذمة الاخرين. اه فان مثل ذلك الدين كرب كرب بعد كرب. وبالتالي على الانسان ان يتقرب الى الله جل وعلا بالوقوف مع اخوانه هي في تفريج كربتهم. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من سره ان ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر او يضع عنه كما ورد ذلك في الحديث الذي اخرجه الامام مسلم رحمه الله تعالى ومن الامور التي نؤكد عليها في هذا الباب ايضا ان يتقرب الانسان الى ربه جل وعلا بالوقوف مع اخوانه في الديون التي تكون عليهم. فاذا علمت ان على احد اخوانك دينها فتقرب الى الله جل وعلا بالوقوف معه. واستشعر قوله سبحانه وتعاونوا على البر والتقوى لا تعاونوا على الاثم والعدوان. واعلم بان ما انفقته في سداد دين على اخوانك. فان الله جل وعلا سيخلفه لك بالخلف الجميل. كما قال تعالى وما انفقتم من شيء فهو يخلفه. وهو خير الراجين وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من صباح الا وينادي فيه مناديان يقول احدهما الله ثم اعطي منفقا خلفا ويقول الاخر اللهم اعط ممسكا تلفا لا اله ومن ثم طبيب الانسان ان يستشعر انه متى وقف مع هذا المسكين المعسر فان الله جل وعلا سيقف معه خصوصا في تلك المواقف العظيمة في مواقف يوم القيامة. ومن فرج عن اخيه كربة من كرب الدنيا رضي الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. بارك الله فيك. جزاك الله شكرا على انصاتك واستماعك حفظك واشكر اخوتي المستمعين الكرام على انصاتهم واستماعهم جزاك الله خير ولا شك ان هذا الموظوع موضوع انذار المعسر موظوع له اهميته. صدقت. وخصوصا في مثل هذه الاوقات التي ترد على الناس فيها مثل هذه الجوارح التي قد تعجزهم عن القيام باعمالهم. الله المستعان. فهنيئا لمن انظر معسرا وما عظم اجره وما اكثر ثوابه. كما اسأله سبحانه ان يقضي الدين عن المدينين. اللهم امين. اللهم اقضي الدين عن المدينين واسأله جل وعلا ان يدر على المسلمين ارزاقهم. اللهم وان ينزل عليهم من بركات السماء. الله. وان يوجد هم من كنوز الارض. يا رب. فما اسأله جل وعلا لجميع المسلمين صلاحا لاحوالهم. الله اكبر. واستقامة لامورهم. واسألوا جل وعلا لولاة امرنا التوفيق لكل خير. الله. اللهم اجزهم خير الجزاء. اللهم انهم قد احسنوا الينا فاحسن اليهم فبفظلك واحسانك يا ارحم الراحمين. اللهم امين. واسأله جل وعلا لاخوتي الذين يرتبون هذا اللقاء من اه فني ومخرج بارك الله فيهم هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين شكر الله لكم تفضلكم معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري المستشار بالديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء على ما افضتم وافدتم في ثناء هذا الدرس حول هذا العنوان الذي قررتموه فيه الا وهو انذار المعسر. ايضا انتم مستمعينا الكرام الشكر موصول لكم على طيب المتابعة والانصات موعدنا يتجدد واياكم باذن الله في مثل هذا الوقت من الاسبوع القادم. حتى ذلكم الحين هذه اطيب تحية مني محدثكم محمد القرني واخي مصطفى الصحفي من الاخراج والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخلاقنا. نحتاج للاخلاق لنرضي ربنا لتعلو درجاتنا في الجنة وليزيد تماسكنا وتعاوننا. اخلاقنا صلاح امرك للاخلاق مرجعه. فقو من نفسه بالاخلاق تستقيم اخلاقنا. لتهنأ نفوسنا كان برنامج اخلاقنا. اخلاقنا مع معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري. اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت. اخلاقنا. يأتيكم شرطا الثلاثاء عند الثانية ظهرا اذاعة نداء الاسلام من مكة المكرمة اصلها ثابت وفرعها في السماء