وهو قادر على ان ينصره اذله الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة ومن الامور التي نؤكد عليها في هذا الباب ان هناك عددا من الاسباب التي تجعل المؤمن يحب فيه نصرته وما من امرئ ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته الا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته وهكذا ورد في حديث اخر اخرجه الامام احمد من من اذل عنده مؤمن فلم ينصره سيرة عن المجتمع فان الناس متى علموا بالظالم ولم يأخذوا عليه او شكا ولم يأخذ على يديه اوشك الله ان يعمهم بعقاب من عنده كما اخبر النبي صلى الله عليه بتي للذين يتناصرون في او من اجلي وحقت محبتي للذين يتصادقون من اجل ومن الامور التي اه نكررها في هذا الباب ان نصرة المسلم من اسباب رفعة درجة العبد وخذلانه تتنافى مع حق الاخوة تحتاج للاخلاق لنرضي ربنا لتعلو درجاتنا في الجنة وليزيد تماسكنا وتعاوننا. اخلاقنا صلاح امرك للاخلاق مرجعه فقوي من نفسه بالاخلاق تستقيم اخلاقنا. لتهنأ نفوسنا كان برنامج اخلاقنا. اخلاقنا مع معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشترى. اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت. اخلاقنا. يأتيكم شرطا الثلاثاء عند الثانية ظهرا. تستمعون الان الى اعادة لهذا البرنامج. مستمعينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تأتوه اهلا ومرحبا بكم معنا دائما عبر اثير اذاعة نداء الاسلام. نحن واياكم ايها الاحبة في البرنامج المباشر اخلاقنا وفيه نتقصى الاخلاق الاسلامية السمحة. يسرنا ويطيب لنا دائما في كل حلقة من حلقات هذا البرنامج ان يكون معنا ضيفنا الدائم ضيفنا الكريم معالي الشيخ الدكتور سعد ابن ناصر الشثري المستشار بالديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء الذين انسوا وانا سعدوا بالحديث معه حول مواضيع بهذا البرنامج. السلام عليكم يا شيخ سعد وحياكم الله وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حياك الله واهلا وسهلا ارحب بك وارحب باحبتي المستمعين الكرام واسأل الله جل وعلا لهم التوفيق لخيري الدنيا والاخرة. الله اكبر. كما اسأله سبحانه ان يجعل هذا اللقاء لقاء طيبا نافعا مباركا. اللهم امين جزاكم الله كل خير يا شيخ انا على تفضلكم بهذه الدروس المتوالية فيما يتصل بالاخلاق وتعزيزها في المجتمع ايضا ارحب بكم انا محمد القرني واخي لؤي الحلبي من الاخراج وكما قرر شيخنا في هذا الدرس ان يكون الموضوع عن التناصر. كيف يكون هذا التناصر خلقا ساميا من اخلاق الانسان المسلم. وما هي النصوص والاثار الدالة على فضله وما هي ثمراته في المجتمع. تفضلوا شيخنا فتح الله عليكم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فقد جعل الله جل وعلا سنة كونية قايمة في هذه الحياة الى يوم القيامة بوجود بعض انواع الاعتداء سواء كان اعتداء قوليا او اعتداء بدنيا ومن ثم رغب الله جل وعلا بدفع هذا الظلم والاعتداء على الاخرين من خلال تقرير مبدأ التناصر على الحق وذلك ان الله جل وعلا قد جعل الناس اذا تعاونوا حققوا الخير والصلاح والعدل ومن ثم كان التناصر طريقا صحيحا دفع الظلم وازالة اتهامات الباطلة والكلمات الفاسدة ولذا قال الله تعالى في مواطن من كتابه مؤيدا المؤمنين في تناصرهم وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر ومن هذا قد جاءت النصوص بالترغيب في نصرة المؤمن لاخوانه المؤمنين في دفع ما يكون عليهم من انواع الاذى وانواع الظلم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى وقد وعد الله جل وعلا المؤمنين عند تناصر بعضهم مع بعضهم الاخر ان ينصرهم الله الله وان يكون معهم فان من نصر اخوانه فقد نصر الحق ونصر الهدى ولذا قال تعالى وليعلم الله من ينصره. فمن ناصر اخوانه في الحق ووقف معهم في درء الاتهامات الفاسدة والكلمات السيئة فانه يكون قد نصر رب العزة والجلال ومن الله جل وعلا فان الله قد وعده بالنصر كما قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا ان تنصروا ينصركم ويثبت اقدامكم وقد جاءت النصوص ببيان ان من حق المسلم على المسلم آآ اعانة المظلوم ومن هنا قال صلى الله عليه وسلم انصر اخاك ظالما او مظلوما ونحن نجد في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم عندما اذاه قومه ووقفوا في وجهه لو الناس عن الاستجابة له ايده الله جل وعلا بالانصار من اهل المدينة الذين جاءت النصوص بالثناء عليهم وبيان مكانتهم منزلتهم فهم الذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة. ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون وقد حث الله جل وعلا المؤمنين على نصرة الحق والقيام معه كما في قوله جل وعلا الا تنصروه فقد نصره الله اذا اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين الظهر السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم وقد اخذ الله جل وعلا ميثاق الانبياء على ان يكون بينهم التناصر في الحق كما في قوله تعالى واذا خذا الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرن قال اقررتم واخذتم على ذلكم اصري؟ قالوا واقررنا قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين ان التناصر على الحق من اسباب نصر الله جل وعلا للمؤمنين ومن اسباب زوال الباطل ومن من اسباب ابتعاد المجتمعات عن الظلم والاعتداء. ومن هنا فان مناصرة الحق واهله من القربات التي يتقرب بها الى الله جل وعلا ومن اعظم ما اه يشرح لنا معنى التناصر ان نبين ان التناصر تعاون على نصر الحق واهله وبالتالي يكون هذا من اسباب احتساب الانسان الاجر في نصرة اخوانه لدفع الظلم وانواع الاذى عنهم وقد جاء في الخبر كل المسلم على المسلم حرام. اخواني نصيران اي انهما ينصر بعضهم بعضهم الاخر. وقد جاء في الحديث آآ بالنسبة للضيف قال فان نصره حق على كل مسلم وآآ مسلمة ولذا فان التناصر من الاعمال الصالحة والاخلاق الفاضلة ومما يدرأ الله به شرورا وسلم ومن هنا فان نصر الله جل وعلا بالتمكين في الارض انقماع الاعداء وعدم تمكنهم يكون بتناصرهم على الحق. فنصر المسلم لاخيه من اعظم القربات. ومن نصره ان يقدم له انواع العون ليرد عنه آآ السوء ومكايد اهل الشر ومن ثم تنتشر ما اخلاق جميلة في مجتمعاتنا من احترام الحقوق ومن التزام الواجبات ومن انتشار التعاون الالفة بين افراد المجتمع ومن ثم فان التناصر اه يكون على مستويات عدة طرائق مختلفة كلها تدخل في هذه النصوص التي وردت اه في الترغيب في التناصر. وعندما يعلم العبد انه كان نصر اخوانه فان الله سينصره ويقف معه ويكون مانعا للشر من الوصول اليه ان ذلك من اسباب دخول الانسان في باب التناصر. فالله هو مولانا وهو خير الناصرين سبحانه وتعالى. وكما تقدم من قوله وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر الا على قوم بينكم وبين لهم ميثاقا ان من الامور التي ينبغي ان نؤكد عليها ان هذا المظلوم الذي وقع عليه الظلم فان الله جل وعلا فسينصره وسيجعل له اسبابا من اسباب الانتصار. ومن ثم فكون المؤمن يسعى لان يكون من اسباب بنصر الله جل وعلا للمظلوم لا شك انه من الامور المطلوبة المستحسنة. ولذا قال تعالى ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله ان الله لعفو آآ غفور نذكر في هذا قصة موسى عليه السلام حينما آآ خرج على آآ اهل المدينة في حين غفلة من اهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه وقد ظلمه فاغاثه موسى عليه السلام فوكزه حتى قضى اه عليه ومن الامور التي نقررها في هذا الباب ان يعلم بان الله جل وعلا ينصر من نصر اخوانه. لان الجزاء من جنس العمل كما ورد في النصوص الشرعية وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتطلع الى من ينصره في نشر دعوته التي يدعو بها لله جل وعلا. فقد ورد في مسند الامام احمد من حديث جابر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم لبث عشر سنين يتبع الناس في منازلهم في الموسم وفي منى يقول لهم من يؤويني من ينصرني حتى ابلغ رسالات ربي فله الجنة. فلا ايجد احدا ينصره ولا يؤويه حتى ان الرجل ليرحل من مصر او من اليمن الى ذي رحمه فيأتيه يحذرونه من هذا النبي فيقولون احذر غلام قريش لا يفتننك ويمشي بين رحالهم يدعوهم الى الله وهم يشيرون اليه بالاصابع ويحذرون منه صلى الله عليه وسلم حتى ارسل الله جل وعلا الانصار لنصرته فبايعوه على نصرته في دين الاسلام ولذا رفع الله شأنهم واعلى منزلتهم بسبب نصرهم للحق بنصرتهم لرسول الله صلى الله عليه سلم حيث قابلوا النبي صلى الله عليه وسلم وعلموا ما هو عليه من الحق فبايعوه على والطاعة في النشاط والكسل وعلى النفقة في العسر واليسر وعلى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر اه ونحو ذلك وبايعوه على ان ينصروه اذا قدم اليهم وان يمنعوه مما يمنعوا منه وانفسهم وازواجهم وابنائهم ويكون لهم بذلك الجنة فبايعه الانصار. وقد جاءت النصوص تترى بالثناء على الانصار ورفع مكانتهم. قال الله تعالى والسابقون الاولون من الانصار من والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا وهكذا في قوله تعالى لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة فلا زالت في النصوص تترى بالثناء على الانصار لكونهم ناصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحق وجاء في الحديث ان رجلا جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم يستصرخه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ويحك. قال ما لك؟ قال شر. قال ابصر هذا رجل ابصر لسيده جارية له فغار فقام السيد بجدي مذاكيره. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بالرجل ثم قال اذهب فانت حر. فقال يا رسول الله على من نصرة اي من يناصرني؟ قال كل مؤمن. ومن هنا فان من شأن المؤمن ان ينصر اخوانه. وكما تقدم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يوصي بنصرة المظلوم. فقد جاء في حديث البراء بن عازب قال امرنا رسول الله صلى الله عليه سلم بسبع بعيادة المريض واتباع الجنائز وتشميت العاطس وابرار المقسم ونصر المظلوم اجابة الداعي وافشاء السلام كما اخرج ذلك الشيخان ومن الامور التي اه جاءت في النصوص ان النبي صلى الله عليه وسلم قال حقت ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا آآ تخذله ومعنى لا يخذله يعني انه لا يترك نصرته في المواطن التي يحتاج فيها الى النصرة وقد جاء في الحديث الذي اخرجه آآ اهل السنن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من امرئ يخذل مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وتنتهك حرمته الا خذله الله في تروا اخوانه ويسعى في نصرتهم. فمن ذلك مبدأ الاخاء والاخوة الايمانية ان المؤمنون فان المؤمنين اخوة كما في قوله تعالى انما المؤمنون اخوة ومن مقتضى هذه الاخوة ان يناصر اخوانه في الحق ومن الامور التي تجعل الانسان اه ينطلق في تحقيق التناصر ما جاء به الشرع حنيف من مبدأ التعاون على البر والتقوى كما في قوله سبحانه اهون على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ومن التعاون على البر والتقوى ان يكون هناك تناصر على الحق وهكذا من المبادئ التي جاء بها شرعنا الحنيف تفريج الكربات كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن انواع بتفريج الكربات ان يكون هناك نصر من المؤمن لاخوانه وهكذا من المبادئ الشرعية التي جاء بها ديننا الحنيف الامر بالمعروف والنهي عن المنكر و آآ من آآ وسائل تطبيق هذا المبدأ ان يكون هناك تناصر بين اهل الايمان وقد قال الله تعالى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ومن هنا فان تمسك الانسان بمبدأ الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يجعله ممن يناصر اخوانه ويقف معهم هكذا مما جاءت به الشريعة المباركة امر اهل الايمان بالاجتماع. ومن مقتضى الاجتماع ان يتناثروا على حق فان الظلم يفرق الجماعات وينشئ العداوات. وقد قال الله تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا وفي ذكر الالفة اشارة الى مبدأ التناصر الذي اه امرت به الشريعة ها وهكذا عندما يستشعر الانسان مبدأ المحبة الايمانية التي امر اهل الايمان بان يكونوا من اهلها فان ذلك فيحتم عليهم التناصر فيما بينهم. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لن تدخلوا حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا. وقال صلى الله عليه وسلم المتحابون في الله على منابر من نور يوم القيامة يغبطهم النبيون والشهداء. ومن هنا نعلم ان صفة التخاذل صفة مذمومة غير محمودة في شرع رب العزة والجلال بل هي من اسباب في نزول العقوبات بمن خذل اخوانه فان من خذل اخوانه فان الله جل وعلا يجعل لهم من المواقف ما يكون سببا لخذلانهم وعدم تناصرهم. ومن هنا فان من المبادئ التي جاء بها ديننا القويم ان يرتفع ان ترتفع صفة التخاذل عنهم بان يكون بعضهم مؤيدا لبعضهم الاخر قائما معه ناصرا له. ان التناصر في الحق يجعل الانسان يقدم على دفع الظلم وازالة اه الظلم عن المجتمعات. ومتى زال الظلم عن المجتمعات؟ كان من اسباب صلاح احوال الناس واستقامة امورهم. ومن هنا فان اه دافعوا الظلم بجعل الناس اه يتعاونون فيما بينهم ويسيرون على ان ينصر بعضهم بعضهم الاخر فان هذا ينقي المجتمع ويصفي القلوب ويجعل الناس يتعاونون على ما فيه صلاحهم واستقامة واستقامة احوالهم ان من الاخلاق التي نهى عنها شرعنا الحنيف خلق آآ ان من الاخلاق التي نهى عنها شرعنا الحنيف خلق الاثرة التي تكون سببا من اسباب جعل لانسان لا يفكر الا في نفسه ولا يفكر في ما يعود بالخير على اخوانه ومن هنا فان العبد يتقرب الى الله جل وعلا بان يكون مناصرا لاخوانه بالا يكون من اهلي اه الاثرة التي يبغضها الله جل وعلا ان من ان من الاخلاق التي جاء بها ديننا القويم وحث عليها ان رغب ديننا في اه صفة الاغاثة وغوث من كان محتاجا. وهذا هو معنى التناصر الذي جاء به ديننا الكريم. كما ان ديننا قد رغب في صفات تجعل المؤمن من اهل التناصر. من ذلك المروءة وصفة الرجولة وصفة الهمة العالية وصفة الشهامة وصفة الشجاعة صفة العزيمة فكل هذه الاخلاق تجعل الانسان قائما بخلق التناصر ساعيا اه فيه اه من الامور التي نؤكد عليها في هذا الباب ما ورد في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي امر الله وهم على ذلك. مما يدل على ان خذلان اهل الحق ليس مما يضر اهل الايمان وبالتالي انما يتضرر منه صاحب الخذلاني ومن الامور التي نؤكد عليها في هذا الباب ما ورد في الحديث ان النبي صلى الله عليه سلم اه قال في الحديث المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه اي لا يتركه ولا يترك مناصرته في الحق من كان في حاجة اخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله فهو عنه كربة من كربي يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله جل وعلا وهكذا ايضا نذكر بما ورد في النصوص من التحذير من صفات اهل النفاق الذين آآ يؤذون المؤمنين بجعل آآ جعلهم يتخاذلوا وبعضهم آآ عن نصرة بعضهم الاخر. ولذا قال وفيكم سماعون آآ لهم. ومن الامور اه نؤكد عليها في هذا الباب ان تناصر اهل الحق لا يعني ان يتجاوز اهل الحق ما جعله الله جل وعلا لهم من الحقوق. بل على الانسان ان يتقي الله جل وعلا في هذا التناصر بحيث يكون على وفق ما جاء في شرع رب العزة جلال والتناصر على الحق على انواع متعددة يتحقق بمجالات كثيرة مختلفة ولعلي اشير الى بعض اوجه التناصر اه فمن ذلك رفع الظلم من الى لنصيحة الظالم وارشاده وتخويفه من الله جل وعلا. ولا شك ان التناصح من افضل العبادات والقربات. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة. قالوا لمن يا رسول الله؟ قال لله ولكتابه ولائمة المسلمين قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم وهكذا ايضا من مجالات التناصر الرد عن عرض اخوانك المسلمين فاذا اسمعت بمن يتكلم باخوانك ينسب اليهم ما لا يصح ان ينسب اليهم فتتقرب الى الله جل وعلا برد تلك الفراء وبيان كذبها وبطلانها وعدم صحة فيها فلا يصح لاحد ان يتهم الاخرين بمجرد ادعاءات لا تستند الى ادلة ومن هنا ايضا نعلم نعلم ان دخول بعض الناس او الهيئات او آآ المؤسسات في اتهام الاخرين والحكم عليهم بدون ان يكون عندهم من المستند والدليل ما يؤيد دعواهم لا شك ان هذا من الباطل الذي يحث ديننا على رده وبيان بطلانه يجعل من التناصر في حق اه رد هذه المقالات الفاسدة الباطلة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من رد عن عرض لاخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة واذكر في هذا ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن صحابته برد الدعاوى والاتهامات الباطلة التي تقال ما بين وقت واخر من مما اه جعل من اسباب مما كان من اسباب نزول قوله تعالى يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين. ومثلها ما ورد من الايات في هذا فالمقصود ان من مجالات التناصر ان ترد عن اخوانك تلك الادعاءات الكاذبة والاتهامات الباطلة التي لم تبنى على دليل وبيان زيف هذه الادعاءات خصوصا اذا نسب الى الشخص كذبا وزورا ما ليس فيه وانما ينسب اليه ذلك على جهة الرصاة والظنون الكاذبات. ومن هنا نعلم ان اولئك الذين يريدون اتهام الاخرين مستند فان من الواجب الشرعي نصرة اولئك المتهمين ورد هذه الاتهامات وعدم القبول بها حتى يكون ذلك من اسباب صلاح احوال الناس واستقامة امورهم ورد للظالم عن ظلمه وعدم تمكينه من ان يتهم الاخرين الاتهامات الباطلة بدون ان يكون هناك فما يستند اليه. ان رغبة اه البعظ في ابتزاز الاخرين او طيلة شيء من المطالب من خلال اتهامهم بالاتهامات الباطلة لا شك ان هذا يوجب علينا ان نتناصر فيما بيننا وان نرد تلك الاتهامات والا نقبل بها والا نسلم لها وان نكون ممن افا عن من اتهم بهذه الاتهامات الباطلة نرجو ما عند الله جل وعلا. خصوصا اذا كان هذه الاتهامات بما يتنافى مع مقتضيات شرعنا من حفظ الضرورات من حفظ الدين والنفس والمال والعرظ فان السعي في حفظ هذه الاشياء من الامور المطلوبة في شرع ان مثل هذه الادعاءات الكاذبة التي يراد بها الزعزعة وتيسير بامر الفوضى لابد ان نقف في وجهها موقفا صريحا لا مواربة فيه ولا مجاملة لان هذا من لاسباب صلاح احوال الناس واستقامة امورهم فلو فتح للناس باب الدعاوى الكاذبة لكان هذا من اسباب حصول الفوضى فيما بينهم ومن اسباب زوال الحق. ومن هنا على الانسان ان يستشعر ان مثل هذه المقالات الباطلة انما يراد بها مقاصد واهداف فاسدة وبالتالي لابد ان نقف في وجهها والا نسلم لها. ومثل هؤلاء عندما يبيتون ما لا يرضى الله من القول فان هذا لا يجعل الانسان اه يسكت عن باطلهم او يجاملهم بل الواجب على الجميع التقرب الى الله جل وعلا بنصرة اهل الحق وردي مثل هذه بقالات الباطلة نستذكر في ذلك النصوص الواردة بمشروعية التناصر والقيام على رد الظلم والاتهامات الباطلة لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يناصر اهل الحق ويسعى في رد مثل هذه الاتهامات الباطلة. فالسعي على طريقته صلى الله عليه وسلم مما يرضي رب العزة والجلال واذكر في هذا مشاركة النبي صلى الله عليه وسلم في حلف المتطيبين واذا تقرر هذا الامر فاننا ينبغي بنا ان نستشعر ما كان من اهل الاسلام في عصر نبوة وعصر الصحابة وعصر من بعدهم من تناصر على الحق مما جعل اه الحق يسود ويندفع ما يحاول به بعضهم تشويه سمعة اهل الحق ويكون سببا من اسباب رواج الباطل على الناس. واذكر في هذا قصة عبد الله ابن رضي الله عنه فان النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم الى آآ المدينة في الهجرة جاءه عبدالله بن سلام اسلم وشهد شهادة الحق ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم ان اليهود قوم بهت وانهم ان يعلموا باسلامي يبهتوني ولكن استدعهم يا رسول الله واسألهم عني فاستدعاهم النبي صلى الله عليه وسلم اه دخل عبد الله بن سلام فلما جاءوا قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم اي رجل عبد الله ابن سلام فيكم فقالوا هو خيرنا وابن خيرنا وهو افضلنا وابن افضلنا وهو معلمنا وابن معلمنا. فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ارأيتم ان قالوا حاشاه ان يسلم. فخرج عبدالله بن سلام فقال اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله فقالوا هو شرنا وابن شرنا وهو اسوأنا وابن اسوأنا الى ما ذكروه من البهت عنه عليه السلام. فالمقصود ان مثل هذه المقالات الباطلة والبهتان لن يبقى على زمان وانه وسيستمر من يدخل فيه وبالتالي فان من التناصر بين اهل الايمان ان يردوا هذه المقالات الباطلة وان يبينوا زيفها وعدم بنائها على مستندات صحيحة. كيف؟ واذا كان الامر اه ان تصدر مثل هذه الاتهامات الباطلة ممن ثبت قيامه بافعال تماثل ما رمى به الاخرين من الباطل. وفي مرات عديدة وفي وقائع كثيرة فان هذا يجعلنا نجزم ان هذه الاتهامات الباطلة انما يراد بها تحقيق مقاصد فاسدة واجندات باطلة ومن ثم لا بد من الوقوف في وجهها نتقرب بذلك لله جل وعلا. ومن المعلوم ان النصر بيد رب العزة والجلال. ولو اراد الله جل وعلا انتصار الحق بدون ان يكون له من يناصره فعل ذلك فان ازمة الامور بيده جل وعلا كما قال سبحانه واصفا نفسه يؤيد قصره من يشاء. الله اكبر. وكما قال جل وعلا ان ينصركم الله فلا غالب لكم. وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصره كن من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون وفي نصوص كثيرة وقد وعد الله جل وعلا بنصر اهل الايمان في نصوص متعددة. قال تعالى وكان حقا علينا نصر المؤمنين. وقال سبحانه انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم فيقوم الاشهاد. وقال جل وعلا ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين انهم لهم المنصورون وان جندنا لهم الغالبون. فقد جعل الله جل وعلا اقامة شعائر الدين والامر بالمعروف والنهي عن المنكر من اسباب نصرته للمؤمنين كما قال سبحانه ولينصرن الله من ينصره. ان الله لقوي عزيز. الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور. ومن هنا فان من فيما بيننا ان يوصي بعضنا بعضا بالحق والهدى وان نكون على احسن الامور وان نكون تجيبين لامر الله جل وعلا. فالتناصر يرضي رب العزة والجلال. ويكون من اسباب نزول رحمتك فيه بالعباد وفي التناصر رفع للظلم عن الناس واعطاء الحق مجاله ليكون آآ ايران فيما بين الناس وبذا تقوى شوكة اهل الحق ويكون لهم مكانهم ويمتنعون من اعدائهم ويتكون بذلك مجتمع مسلم متعاون فيما بين افراده. ومن ثم تفشوا المحبة بين الناس ويكون من اخلاقهم الالفة والتآلف ويكون ذلك من اسباب نجاة المؤمنين يوم القيامة فان الله جل وعلا ينصرهم في ذلك الموقف العظيم. ومن هنا فالوصية للجميع ان نتقرب لله جل وعلا بالتخلق بهذا الخلق الفاضل الا وهو التناصر مما يكون سببا من اسباب انتشار الحق ومن اسباب رد اهل الباطل واننا في عصرنا الحاضر لنجد من مقالات السوء حول كثير من اهل الفضل نتقرب الى الله عز وجل برد هذه المقالات الفاسدة الشائنة التي لا تبنى على دليل وانما تستخرج من استنتاجات لا صحة لها ولا طريقة مقبولة في استخراج هذه الاستنتاج ليكون رد هذه المقالات من اسباب نصر الله جل وعلا لنا. فان من نصر واخوانه في الحق نصره الله جل وعلا. وكان ذلك من اسباب صلاح احوال الناس ولا يستقل الانسان اي مناصرة للحق ولو بالكلمة او بالكتابة او تبليغ الحق وردي الباطل كل في مجاله سواء كان عمله في مجال آآ الكتابة والتأليف او في الصحافة والاعلام او في آآ الوظائف القظائية والعدلية او في غيرها من الوظائف كالوظائف الدبلوماسية والسياسية فان مشاركة الجميع وتعاونهم في مناصرة في الحق من اسباب رد الباطل وعدم انتشاره. خصوصا اذا علمنا ان المتكلم بالباطل انما هذا تحقيق مقاصد له ومخالفة للحق والهدى واراد ان يكون له من آآ القدرة على التدخل في شؤون الاخرين ومحاولة فرض ما لا يرظى من التصرفات والاقوال والاعمال مما يكون له الاثر السيء على احوال الناس. فالمقصود ان الواجب علينا جميعا ان نتقرب الى الله جل وعلا اه بالتناصر بحيث يناصر بعضنا اعضاء ليكون الله جل وعلا ممن ليكون الله جل وعلا مناصرا لنا رادا لكيد اعدائنا عنا فانه متى جاءنا نصر رب العزة والجلال لا شك ان منصورون وان نصر الله هو الغالب ومن نصر الله فان الله جل وعلا ينصره. ان معونة اخواننا بتقديم ما فطيعه من نصرهم من اعظم اسباب تحقيق العدل في الدنيا. وقد قال الله جل وعلا في في كتابه العزيز من كان يظن ان لن ينصره الله فقد نصره من كان يظن ان ينصره الله في الدنيا والاخرة فقد نصره الله من كان يظن ان لن ينصره الله في الدنيا او الاخرة فليمدد بسبب الى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ وكذلك ايات بينات وان الله يهدي من يريد. ان مناصرة الاخرين في الحق من اعظم القربات ومن افضل الاعمال الصالحات ومن اسباب رضا رب العزة والجلال ومن اسباب تهيئة الله جل وعلا ليناصروك في الحق فانك متى خذلت اخوانك فانه يخشى عليك ان تخذل في مثل هذا كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم. ومتى وجد نصر من المسلم لاخوانه تقديم العون برفع الظلم كان من اسباب فلاح احوال المجتمع المسلم وثوب وثبات آآ دعائمه وبالتالي يكون ذلك من اسباب آآ رفعة درجة الناس وآآ اه جلب اه خيرات الدنيا والاخرة وكما ان هذا الذي ذكرته ينطبق على الافراد آآ كذلك ينطبق على ما يتعلق مؤسسات وما يتعلق اه الدول ومن ثم فان مساعدة ومعاونة من يقع عليه شيء من الظلم سواء كان باتهامات باطلة او باعتداءات في مال او في ارض او في غيرها فان الواجب ان يناصروا بالحق ليكون ذلك من اسباب نصر الله جل وعلا. وقد قال الله جل وعلا وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله فان فاؤوا فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين بارك الله في الجميع واصلح الله الاحوال ورد الله جل وعلا آآ ظلم الظالمين نصر الله اهل الحق وكفى الله المؤمنين شر كل من اراد بهم شرا في ختام هذا اللقاء سلوا الله سبحانه وتعالى ان يصلح الاحوال وان يبارك في جهود الجميع ممن يعملون على مبدأ بالحق كما اسأله جل وعلا لك استاذ محمد التوفيق لكل خير ولاخوتي الذين يعملون معنا في ترتيب هذه اللقاءات فجزاكم الله خيرا جزاك فان هذا من التناصر على الحق ومن التعاون عليه كما اسأل الله جل وعلا لاخوة الذين يستمعون لهذا اللقاء ان يبارك لهم وان يوفقوا وان يكونوا من المتناصرين على الحق واسأل الله جل وعلا لعموم المسلمين في مشارق الارض ومغاربها ان يكونوا على الحق وان يتناصروا فيما بينهم. اللهم عليه كما اسأله جل وعلا لولاة امور المسلمين ان يكونوا من اسباب الخير والهدى ومن اسباب نصرة الاسلام والمسلمين واسأله جل وعلا لولاة هذه البلاد وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده التوفيق لكل خير. الله. وان يجعلهم من اهل الهدى والحق وان يكفيهم شر اعدائهم. يا رب. ممن يشيعون حولهم الاشاعات الكاذبة. اسأل الله جل وعلا ان يرد على هؤلاء الكائدين كيدهم. هذا والله اعلم. وصلى الله وعلى نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا شكر الله لكم معالي الشيخ الدكتور سعد ابن ناصر الشثري المستشار بالديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء تفضلكم بهذا الدرس حول هذا الخلق القويم هذا الخلق القوي الذي يكون فيه من الخير الشيء الكثير الا وهو التناصر. جعلنا الله جميعا من اتباع هذا الخلق المبارك. شكر الله لكم يا شيخنا وانتم ايضا مستمعينا الكرام الشكر موصول لكم على طيب المتابعة والانصات. موعد جناية تجدد واياكم باذن الله في مثل هذا الوقت من الاسبوع القادم. حتى ذلكم الحين هذه اطيب تحية مني محمد القرني واخي لؤي الحلبي من لاخراجه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخلاقنا تحتاج للاخلاق لنرضي ربنا لتعلو درجاتنا في الجنة وليزيد تماسكنا وتعاوننا. اخلاقنا صلاح امرك للاخلاق مرجعه. فقوي من نفسه بالاخلاق تستقيم اخلاقنا. لتهنأ نفوسنا كان برنامج اخلاقنا. اخلاقنا مع معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري. اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت. اخلاقنا. يأتيكم شرطا الثلاثاء عند الثانية ظهرا