تظن ان النصر معها وخرج النبي صلى الله عليه وسلم فلما نزل اشار عليه بعض اصحابه بان يقوم بالنزول او بالتقدم حتى ينزل على المياه ليشرب منها ولا يتمكن عدو الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فأرحب بكم احبتي الأعزاء في لقاء جديد تتذاكر فيه الايام الخوالي ايام محمد وصحبه يتذكر فيه تلك الايام الفاضلة الشريفة التي امرنا ان نتدبرها وان نقرأها وان نقتدي فيها بهدي محمد صلى الله عليه وسلم الوارد فيها وذلك من اسباب ان يقال لنا يوم القيامة كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم في الايام الخالية من الوقائع العظيمة التي حصلت في عهد النبوة يوم بدر اليوم العظيم الذي نصر فيه رب العزة والجلال الاسلام واهل الاسلام ذلكم اليوم الذي نادى فيه النبي صلى الله عليه وسلم ربه يا ربي انه ان تهلك هذه العصابة لن تعبد بعد اليوم ذلكم اليوم العظيم الذي وقعت فيه الامور على خلاف موازين الناس وتقديراتهم هذه الغزوة لها سبب ينبغي ان يتفطن له وله نتيجة ينبغي ان تراعى. قال تعالى ولقد نصركم الله ببدر وانتم اذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون كان النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه في مكة قبل الهجرة عندهم اموال فلما ارادوا ان يهاجروا الى المدينة جاءت قريش بكبريائها وردت هؤلاء المهاجرين وقالت لن نسمح لكم ان تخرجوا باموالكم فاستولوا على اموال المسلمين ظلما وعدوانا وحينئذ اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يعيد لهؤلاء المسلمين الذين اخذت اموالهم ما اخذ منهم اراد ان يحقق العدل فلما سمع بقافلة تجارية عائدة من الشام الى مكة يقودها ابو سفيان فيها اموال لاهل مكة اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يعيد الحقوق لاصحابها وان يرجع الاموال لاهلها. ولذا طلب من اصحابه رضوان الله عليهم ان يخرجوا معه لملاقاة العير خرج اصحابه معه بغير استعداد كبير خرجوا بقلة من العدد وقلة من العتاد والعدد ولكن القافلة انحاز بها ابو سفيان الى جهة البحر فسلمت وخرج اهل مكة من اجل ان يحموا قافلتهم فالتقى الجيشان في موقعة بدر فكان ما كان وكان وكان وكان النصر باهل الايمان وكان هناك عدد من الوقائع المتعلقة بهذه الوقعة العظيمة وقعة بدر التي وقعت في شهر رمضان المبارك من الوقائع التي وقعت قبل هذه الغزوة ما ذكره عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه عن سعد ابن معاذ سعد ابن معاذ كان صديقا لامية ابن خلف وكان امية بن خلف اذا انطلق الى الشام ومر بالمدينة نزل ضيفا على سعد ابن معاذ بس وكان سعد بن معاذ اذا مر بمكة نزل على امية بن خلف ضيفا فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة وبقي فيها انطلق سعد بن معاذ معتمرا فنزل على امية ابن خلف والد صفوان ابن امية الصحابي المعروف سعد بن معاذ اراد ان يطوف بالبيت في حال خلوة من اهل مكة فقال سعد لامية ما هي الساعة التي يخلو فيها البيت من الطائفين وانظر لي ساعة خلوة لعلي ان اطوف بالبيت فقال امية ابن خالف لسعد الا انتظر حتى اذا انتصف النهار جاء وقت الحر الشديد وغفل الناس انطلقت فطفت وآآ حينئذ تخرج معي. او قال انطلق في هذا الوقت فخرج امية ابن خلف ومعه سعد ابن معاذ قريبا من نصف النهار فبينما سعد رضي الله عنه يطوف بالبيت في هذا الوقت اذ لقيهما ابو جهل فقال ابو جهل يا ابا صفوان من هذا الذي معك يطوف بالكعبة قال امية هذا سعد وقال سعد انا سعد فقال ابو جهل الا اراك تطوف بالبيت امنا وقد اويتم محمدا واويتم اصحابه الذين صبأوا وتركوا دينهم ودين ابائهم وزعمتم انكم تنصرونهم وتعينونهم فقال نعم ما الذي حدث وما الذي وقع بين ابي جهل وبين سعد ابن معاذ لعلنا ان شاء الله ان نشير اليه بعد هذا الفاصل حياكم الله تقابل سعد بن معاذ لما كان مع امية مع ابي جهل سعد بن معاذ قد قدم من المدينة بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم معتمرا ووفد على امية ابن خلف صاحبه وطلب منه ان يطوف بالبيت في ساعة خلوة فذهب معه ليطوف في وسط النهار فقابلهم ابو جهل فقال ابو جهل من هذا الذي معك يا ابا صفوان؟ قال هذا سعد وقال سعد انا سعد فقال ابو جهل ما لي اراك تطوف بالبيت امنا وقد اويتم محمدا ومن تبعه من الصباه وزعمتم انكم تعينونهم وتنصرونهم فقال نعم فقال ابو جهل والله لولا انك مع ابي صفوان ما رجعت الى اهلك سالما فتطاول الكلام بينهم وترافعوا في الاصوات فقال له سعد ورفع صوته والله لو منعتني من الطواف بالبيت عنا كما هو اشد عليك لامنعنك من طريقك على المدينة فقال امية بن خلف لسعد يا سعد لا ترفع صوتك على ابي الحكم فانه سيد اهل الوادي فقال سعد رضي الله عنه والله لان منعتني ان اطوف بالبيت لاقطعن متجرك بالشام فجعل امية بن خلف يحاول ان يسكت سعد ويقول له لا ترفع صوتك وجعل يمسكه فحينئذ غضب سعد فقال دعنا عنك يا امية فوالله اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انه قاتلك فقال امية انا اياي؟ قال نعم قال امية يقتلني بمكة؟ قال لا ادري فقال ابية بن خلف والله ان محمدا لا يكذب. والله ما يكذب محمد اذا حدث ففزع امية ابن خلف لذلك فزعا شديدا حتى رجع الى امرأته. فلما رجع الى زوجته قال يا ام صفوان اما تعلمين ما قال اخي اليثري؟ يقصد سعد ابن معاذ الم تري ما قال لي سعد؟ قالت وماذا قال لك؟ قال زعم انه سمع محمد ان يقول ويخبر بانه قاتل فقلت له بمكة قال لا ادري قالت والله ان محمدا ما يكذب. انظر يعرفون صدقهما صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يستجيبوا لدعوته ولم ينقاد لطريقة صلى الله عليه وسلم. قالت والله ما يكذب محمد. فقال امية اذا والله لا اخرج من مكة. اذا والله لا اخرج من مكة. لما جاء يوم بدر اذ تمكن ابو سفيان ارسل ابو سفيان الى اهل مكة الصريخ يناديهم استنقذوا اموالكم يا اهل مكة فتجمع اهل مكة وصاح الصائح فيهم وبدأوا يستجمعون الخروج واستنفر ابو جهل بالناس قال ادركوا ادركوا عيركم وادركوا قافلتكم جاء الصريخ فقالت وبدأ امية يستعد قالت امرأة امية اما ذكرت ما قال لك اخوك الثربي انه قال لك ان محمدا قاتلك حينئذ كره امية ان يخرج واراد الا يخرج بدأها يستعد لذلك لكن ابا جهل علم بذلك فذهب الى امية. فقال ابو جهل يا امية انت من اشراف لاهل هذا الوادي والناس يتسامعون بك. سر معنا على الاقل يوما او يومين وبعد ذلك تعود فلم يزل به ابو جهل فقال له اما اذ غلبتني فوالله لاشترين اجود بعير ببكة فقال يا ام صفوان جهزيني قالت له يا ابا صفوان وقد نسيت ما قال لك اخوك الثربي؟ قال لا لكني لا اريد ان اصل معهم وان اجوز ما يريدون الوصول اليه وانما اريد ان اصل معهم الى مكان قريب واعود فاسير يوما او يومين فلما خرج معهم امية كان كلما نزلوا في منزل عقل بعيره على انه سيعود لكن انه بعد ذلك يذهب معهم حتى قدر الله عز وجل عليه فمات في تلك الوقعة في غزوة بدر فكان ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم واقعا. فهذا شيء مما اوقع في ذلك اليوم العظيم في يوم بدر. واذكركم بان النبي صلى الله عليه وسلم دعا دعاء كثيرا في ذلك اليوم اذكر ايضا بان النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج اهل مكة جمع اصحابه عنده وقال لهم بان قريشا قد جاءتكم واخبرهم بحقيقة الحال وقال لهم ماذا تريدون ان تفعلوا؟ فتكلم بعض المهاجرين ثم ان آآ بعض قال ظن انه يريدهم فان النبي صلى الله عليه وسلم انما بايعهم على ان ينصروه بالمدينة ولم يبايعهم على ان ينصروه والغزوة في بدر خارج المدينة حتى قام له من قام. فقالوا يا رسول الله والله لا نقول لك كما قالت بنو اسرافيل لموسى اذهب انت وربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون. ولكن امضي ونحن نقاتل معك عن يمينك وعن شمالك وبين يديك وخلفك فسري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اشرق وجهه وسرا بذلك القول العظيم. فهذا شيء مما وقع اه في ذلك اليوم في يوم بدر ولعلنا ان نتوقف قليلا في فاصل لنستعرض بعض بعده باذن الله عز وجل مرحبا بكم بعد هذا الفاصل اذكركم بان النبي صلى الله عليه وسلم كان قد خرج من المدينة يريد القافلة التجارية معه ثلاثمئة رجل وبضعة عشر لم يكن معه عتاد كثير ولا سلاح ولا عدة ولا عدد وخرجت قريش معها قرابة الالف رجل ومعها اسلحة كثيرة وعتاد وتجهيزات وقد استعدوا للقاء ذلك الموقف وللمشاركة في تلك الوقعة. خرجت بخيلائها وهو من ان يشربوا منها وامر بان تغور الابيار التي عندهم وان يجعل حوض عند المسلمين منه دعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه في ذلك الموقف ونعم من التجأ بالله. والله جل وعلا لا يخيب من رجاه ودعاء رب العزة والجلال مستجاب و كان النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه رضي الله عنهم قرابة الثلاثمائة رجل وبضعة عشر كما ذكرت قبل قليل واستعرض اصحاب ابه وكان من ضمن اصحابه البراء ابن عازب واستصغره النبي صلى الله عليه وسلم كما استاز سارة ابن عمر رضي الله عنهما ثم بعد ذلك خرجوا وآآ خرجوا قتال فما هي الا لحظات بعد ان التقى القوم وقعت بينهم مبارزة بين كبار قريش وكبار المهاجرين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثم بعد ذلك وقعت المعركة وقتها قليل لم يمض معها وقت كثير اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم اني ممدكم بالف من الملائكة مردفين وما جعله الله الا بشرى لتطمئن به قلوبكم وما النصر الا من عند الله. نعم نصرهم الله عز وجل في ذلك اليوم في لحظات قليلة ومات كبار قادة قريش منهم امية ابن خلف الذي ذكرناه ومنهم ابو جهل وعتبة شيبة وربيعة قالت له من كبار قريش قتل فيها سبعون رجلا اخرهم عقبة بن ابي معيط الذي وضع السلا على رقبة النبي صلى الله عليه وسلم وكان منه اذى كثير للنبي صلى الله عليه وسلم ولاصحابه واسر سبعون رجلا من قريش اسر سبعون رجلا من قريش. فكانت معركة عظيمة وكان يوما عظيما نصر فيه رب العزة والجلال الاسلام واهل الاسلام يقول ابن مسعود اتيت الى ابي جهل وكان به رمق في يوم بدر فصعدت عليه فقال ابو جهل هل على رجل قتلتموه؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه من ينظر ما صنع ابو جهل ابو جهل افعاله كبيرة وشنيعة. فانطلق ابن مسعود فوجده قد ظربه ابناء عفراء. حتى برد فاخذ بلحيته وقال اانت ابو جهل واخذ بلحيته فقال وهل فوق رجل قتله قومه؟ وهل فوق رجل قتله قومه وهكذا وقعت وقع ما وقع على ذلك الموقع وذلك المنزل من قتل صناديد قريش يقول علي ابن ابي طالب انا اول من يجسو يوم القيامة بين يدي الرحمن للخصومة وفينا نزلت هذه الاية هذان خصمان فاختصموا في ربهم وذلك انه قبل المعركة خرج ثلاثة من قريش هم عتبة شيبة وربيعة. وقالوا من يبارزنا انتدب لهم ثلاثة من الانصار لكنهم قالوا اخوة كرام نحن نريد احدا من قومنا فخرج حمزة وعلي اه حينئذ خرج الحارث قتل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اولئك المشركين في ذلك الموقف معركة عظيمة ما اكثر حوادثها وما اعظم اثارها قلب الله بها الموازين هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين