الحمد لله رب العالمين احمده على نعمه الكثيرة خيراته المتوالية ومنها ان جعلنا من اهل الاسلام ومنها انه جعلنا من اتباع محمد صلى الله عليه وسلم وذلك ان هذا الدين قد امرنا بالخيرات وحثنا على الفضائل ومعالي الامور وجعلنا على طريقة مستقيمة اما من خير الا وقد اشتمل عليه ديننا القويم كما وصف الله جل وعلا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بقوله يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ووصفه بقوله وما ارسلناك الا رحمة للعالمين. ووصفه بقوله وانك لعلى خلق عظيم وكان مما جاء به ديننا القويم ان امر بالطهارات بانواعها وامر بالطهارة المعنوية بحيث تكون القلوب خالصة لله على التوحيد وبحيث تبتعد القلوب من الغل والحقد والحسد وامراض القلوب لا يشتمل قلب على مكر سيء ولا كيد دنيء وانما تكون القلوب مشتملة على محبة فائضة وعلى رغبة في وصول الخير للاخرين. لا تظمروا شرا ولا سوءا وهكذا مما جاء به ديننا القويم الطهارة الطهارة الحسية في مناحي الحياة كلها ومن ذلك ما امر به شرعنا من الوضوء للصلوات والاغتسال كما في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين وان كنتم جنبا فاطهروا واستعمال الماء لا شك انه من اسباب الطهارة والنظافة لكن في بعض الاحوال يعجز الناس عن استعمال الماء اما لفقده واما لمرض او لغير ذلك ولذا اوجد الله عز وجل رخصة للعباد في ان يضربوا على الصعيد الطيب مما صعد على الارظ فيكون ذلك سببا من اسباب استباحتهم لاداء ما يشترط له الوضوء من صلاة او قراءة او مس للمصحف او نحو ذلك من العبادات كما قال تعالى وان كنتم جنبا فاطهروا. وان كنتم مرضا او على سفر او جاء احد منكم من الغائط او لامستم النساء فلم ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وايديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون فهذه نعمة عظيمة على العباد وقد جاء في السنة النبوية بعض الوقائع المتعلقة بهذا الامر فمن تلك الوقائع ان عمرو بن العاص رضي الله عنه خرج بمجموعة من اصحابه و كان ذلك بامر النبي صلى الله عليه وسلم. وقد امره عليهم فلما جاءوا في البرية كان هناك برد شديد وخشي عمرو على نفسه اذا اغتسل ان يؤثر عليه ذلك البرد الشديد فصلى باصحابه بدون ان يغتسل بعد ان تيمم فلما رجعوا الى النبي صلى الله عليه وسلم اخبروه بذلك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم سائلا لعمرو لم فعلت ذلك؟ فقال عمرو اني سمعت الله عز وجل يقول ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما. واني خشيت ان اغتسلت ان اقتل نفسي فاقره النبي صلى الله عليه وسلم على اجتهاده وهكذا جاء في حديث اخر ان اثنين من الصحابة خرجا فكان عليهما جنابة ولم يجدوا ماء. فحينئذ غيرت اجتهاداتهم في الواجب عليهم. فقال احدهما اما انا فسأصلي لان الله عز وجل قال لا يكلف الله نفسا الا وسعها. واما الاخر فانه تمرد كما تتمرد الدابة بالتراب وذلك انه رأى ان التيمم يكون لاعضاء الوضوء فظن ان التيمم الذي عن الجنابة يكون لجميع اعضاء البدن. كما ان الاغتسال يكون لجميع اعضاء البدن فلما رجعوا الى النبي صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم انما يكفيك هذا وضرب بكفيه على الصعيد الطيب ثم مسح وجهه ويديه صلى الله عليه وسلم وهكذا في وقائع عديدة كان النبي صلى الله عليه وسلم اما تيمم واما اقر اصحابه على التيمم لكن لبدء مشروعية التيمم قصة جميلة لعلي اذكرها لكم بعد الفاصل اهلا وسهلا حياكم الله بعد هذا اصل واذكر لكم باذن الله عز وجل قصة وردت فيها اسباب مشروعية التيمم اول ما شرع للناس تقول عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض اسفاره حتى اذا كنا بمنطقة يقال لها البيداء او بذات الجيش وهي قريبة من المدينة تقول ونحن داخلون المدينة انقطع عقد لي نوع من انواع الفلج يوضع على الرقبة كنت استعرته من اسماء بنت ابي بكر اختها قال فهلكت القلادة واصبحوا يبحثون عنها فاناح النبي صلى الله عليه وسلم ونزل فاقام يبحث عنه ويلتمسه واقام الناس معه و اصبحوا يبحثون عنه وليس معهم ماء فادركتهم الصلاة وحينئذ يريدنا ان يتوضأوا من اجل الصلاة وليس معهم ماء فشكوا ذلك الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتى الناس الى ابي بكر الصديق رضي الله عنه. وعائشة ابنته فقالوا الم تر ما صنعت عائشة بالناس اقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلته يجلس من اجل عقد واقام الناس معه وليس معهم ما لشربهم ولا لوضوئهم فجاء ابو بكر الصديق رضي الله عنه الى مكان عائشة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وضع رأسه على فخذ عائشة ونام. تقول عائشة جاء ابو بكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع رأسه على فخذي قد نام فلكزني ابو بكر لكسة شديدة فقال حبستي رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس على ماء وليس معهم ماء في قلادة قالت عائشة فعاتبني ابو بكر وقال لي كلاما كثيرا ما شاء الله ان يقول وجعل يطعنني في بيده في خاصرتي وقد اوجعني فبى الموت اتألم من ضرباتي ابي بكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي اخاف ان اوقظ او ان اؤثر عليه ولا اريد ان يتحرك جزء بدني الثاني بمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اصبح واذا به على غير ماء ما طلع الفجر وحضرت صلاة الفجر فالتمسوا الماء وبحثوا عن الماء فلم يوجد ماء فانزل الله عز وجل هذه الاية يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق وامسحوا برؤوسكم وارجلكم من الكعبين وان كنتم جنبا فاطهروا وان كنتم مرضا او على سفر او جاء احد منكم من الغائط او لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صح عيدا طيبا فنزلت اية التيمم الشافعي واحمد يقولون هو التراب ومالك يقول هو ما على على الارض من جنسها كالترا كالرمل والحجارة وابو حنيفة يقول كل ما صعد على الارض من جنسها ومن غير جنسها وحينئذ استبشر الناس وكانت رخصة لهم ستكون سببا من اسباب التسهيل عليهم في بقية حياتهم قال اسيد بن حظير بعد ذلك لعائشة رضي الله عنها هذا من بركتكم يا ال ابي بكر. لقد بارك الله فيكم يا ال ابي بكر. وما هي باول بركتكم؟ جزاك الله خيرا والله ما نزل بك امر تكرهينه الا جعل الله لك منه مخرجا وجعل للمسلمين فيه خيرا وبركة وفي هذا اشارة الى قصة الافك ولعلي ان شاء الله ان اخصص لها لقاء قادما وحلقة المستقبل بلا قالت عائشة رضي الله عنها فلما اردنا الذهاب بعثنا البعير واقمناه الذي كانت عائشة عليه قالت فوجدنا العقد تحت ذلك البعير و كان النبي صلى الله عليه وسلم قد بعث ناسا من اصحابه في طلب ذلك العقد او في طلب شيء من من الحوائج فادركتهم الصلاة وليسوا على ما ولا على وضوء. ولم يجدوا الماء فصلوا بغير وضوء وجدوا القلادة فلما اتوا النبي صلى الله عليه وسلم شكوا ذلك اليه فانزل الله عز وجل اية التيمم فهذه قصة عظيمة فيها فضيلة ال ابي بكر الصديق رضي الله عنه حيث الرخصة بسبب قصة لعائشة رضي الله عنها وحينئذ انزل الله عز وجل الرخصة والفرج للناس جميعا بسبب هذه الواقعة التي وقعت النبي صلى الله عليه وسلم قاعة لعائشة رضي الله عنها قد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بان هذا من الاسباب التي هي تفضيل لهذه الامة وكما قال صلى الله عليه وسلم اعطيت خمسا لم يعطهن احد من الانبياء قبلي وذكر منها انه جعلت لي الارض مسجدا وطهو يعني انه اذا لم يجد الانسان الماء فانه يتيمم في قصة اخرى ذكرها الصحابي الجليل عمران ابن حصين رضي الله عنه في ذهابه مع النبي صلى الله عليه وسلم. فيها ايضا شيء من آآ الحوادث التي وقعت وآآ القصص التي وردت في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم تماثل الحديث السابق. ما هي هذه القصة وما تفاصيلها؟ لعلنا ان نترك ذلك لما بعد الفاصل حياكم الله وبارك الله فيكم وارحب بكم في ذكر القصة التي وعدتكم ايرادها الا وهي ما ذكره الصحابي الجليل عمران الحسين رضي الله عنه يقول عمران كنا في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم واننا سرنا في الليل وادلجنا ومشينا مشيا طويلا حتى اذا كان اخر الليل وكان وجه الصبح حينئذ نزلنا على جانب الطريق نزلنا على جانب الطريق. يقول وكنا قد تعبنا فوقعنا وقعة لا وقعة احلى عند المسافر منها. يعني ناموا بسرعة لانهم كانوا مجهدين بسبب هذه السفرة لكنهم لم يستغيظوا الا باعداء طلوع الفجر وكان اول من استيقظ ابو بكر الصديق سم فلان سم فلان سم الرابع عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا نام هو الذي يستيقظ للصلاة بنفسه وكانوا لا يوقظونه بل اذا نام لا يوقظ حتى يكون هو من يستيقظ يقولون لا ندري ما الذي يحدث له في نومه فجاءني ابو بكر الصديق عند رأس النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يكبر الله اكبر الله اكبر يرفع صوته عمر سمع صوت ابي بكر فاستيقظ ورأى ما اصاب الناس وكان رجلا جلدا فكبر تكبيرا اشد من تكبير ابي بكر الصديق ورفع صوته بالتكبير فما زال يكبر ويرفع صوته بالتكبير حتى استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم بصوت عمر فلما استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم اخبروه بما وقع؟ وما هي الحال؟ وشكوا اليه ما اصابهم من كونهم قد ناموا نومة جعلتهم تفوتهم اوقات الصلاة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا ظير لا ضرر عليكم في ذلك ارتحلوا فان النوم ليس فيه تفريط فارتحلا صلى الله عليه وسلم وسار باصحابه وانتقل والى مكان اخر غير بعيد من المكان الاول ثم نزل صلى الله عليه وسلم لعله اراد ان يترك المقام الاول الذي جاءهم فيه ما اشغلهم عن اه الصلاة. ثم ونزل فدعا بالماء ليتوضأ. فتوضأ صلى الله عليه وسلم فامر المنادي ينادي الى الصلاة ينادي بالاذان فصلى بالناس صلاة الفجر. والظاهر ان صلاته بالفجر في ذلك اليوم تماثل صلاته في بغيره وقد ورد في بعض الروايات انه صلى سنة الفجر قبل ذلك. فلما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من صلاته فاذا به يشاهد رجلا معتزلا عن الناس لم يصلي معهم فناداه النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا فلان ما منعك ان تصلي مع القوم فقال الرجل اصابتني جنابة ولا ماء فقال النبي صلى الله عليه وسلم عليك بالصعيد فانه يكفيك عليك بالصعيد. ما هو الصعيد المقصود ان النبي صلى الله عليه وسلم امر هذا الرجل ان يتيمم عن الجنابة. وقال له عليك بالصعيد فانه يكفيك قال ثم سار النبي صلى الله عليه وسلم وجعلني في ركوب بين يديه ولم يكن معهم ماء ولذلك عطشوا عطشا شديدا فاشتكى الناس الى النبي صلى الله عليه وسلم من العطش فنزل فدعا بعض اصحابه فلان وفلان وعلي بن ابي طالب دعا رجلين قال اذهبا فابتغي الماء انطلق الرجلان وهما في الطريق فاذا بامرأة واذا بها قد جلست على بعير وعليه مزادتان وسطيحتان من ماء فقال لها اين الماء فقالت هذه المرأة عهدي بالماء امس. مثل هذه الساعة وقالت لهم ان جماعتنا او نفرنا آآ خلوف قلنا كم بين اهلك وبين الماء؟ قالت يوم وليلة وقد ارسلوها من اجل ان تأتي لهم بالماء فقال لها انطلقي اذا اذهبي معنا. قالت الى اين فقال الرجلان الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت وما رسول الله؟ اتقصدون هذا الصابئ قال هو الذي تعني فانطلقي قال علي لم نملكها من امرها شيئا حتى اخذناها معنا واستقبلنا بها النبي صلى الله عليه وسلم. فلما وصلوا الى النبي صلى الله عليه وسلم اخبروا بخبر المرأة وحدثوه بحديثها وحدثت المرأة النبي صلى الله عليه وسلم بمثل الحديث الذي حدثته به يرى انها ذكرت انها مؤتمة وعندها اه اطفال وايتام. قال استنزلوها من بعيرها ودعا النبي صلى الله عليه وسلم باناء فافرغ من افواه المزادتين و قام واوكأ المزادتين بعد ذلك سقى وملأ ما عند الناس من اواني ثم انهم قال لاصحابه اجمعوا لهذه المرأة طعاما فكان لم ينقص من تلك القربة شيء فقال لها انا تعلمين اننا لم ننقص من مائك شيئا ومع ذلك اعطاها النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الخيرات وقال لصاحب الجنابة اذهب فافرغه عليك ثم اه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر اصحابه ان يغيروا على من حول قبيلة هذه المرأة فجاءت هذه المرأة بقومها الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسلموا جميعا واخبرتهم بما رأته من البركة منه صلى الله عليه وسلم بارك الله فيكم وصلى الله على نبيه محمد