قلت نعم يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ارى ان الجهد قد بلغ منك ما ارى ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم احلق رأسك الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد اعرضوا في هذا اليوم تتمات بما ابتدأت به من الكلام عن صلح الحديبية وكان صلحا عظيما سماه الله جل وعلا فتحا مبينا هذا الصلح الذي تغير به مجرى حياة الناس في ذلك العصر فانه قد دخل بعد الصلح اقوام كثير وافراد عديدون في دين الاسلام وارسل النبي صلى الله عليه وسلم ال وفودا والرسل الى ملوك اهل زمانه. وذكرت ان النبي صلى الله عليه وسلم صالحا اهل مكة ذلكم الصلح. وكان من بنود الصلح انه لا يأتي احد من المدينة الى مكة الا كان لاهل مكة الحق في قبوله. ولا يأتي احد من اهل مكة الى المدينة الا رده على اهل مكة. ولو وكان على دينه النبي صلى الله عليه وسلم وكان قد جاءهم في ذلك ابو جندل ابن سهيل ابن عمرو. وقت كتابة الصلح فرده النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك وبعد الصلح وبعد ان عاد النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة فاذا باحد المسلمين من اهل مكة ينطلق ويهرب من اهل مكة يقال له ابو بصير ابو بصير مسلم من قريش و وصل الى النبي صلى الله عليه وسلم علم به اهل مكة فارسلوا في طلبه رجلين من اجل ان يقوما بارجاعه فلما جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم سلم النبي صلى الله عليه وسلم ابا بصير هذا للرجلين. لانهم طالبوه بالعهد الذي بينهم فدفع النبي صلى الله عليه وسلم ابا بصير للرجلين. فخرجا به من المدينة حتى بلغ الميقات. فالحليفة نزلوا يأكلون من تمر كان معهم. وذهب احدهم الى قضاء حاجته فقال ابو بصير للاخر والله اني لارى سيفك هذا يا فلان جيدا فاستله فقال والله انه لجيد. لقد جربت به ثم جربت ثم جربت. فقال ابو بصير ارني انظر اليه فامكنه منه فاخذ السيف فضربه حتى برد. فكان الاخر قد اقبل فشاهد ما شاهد ابو بصير معه السيف فيه الدم يقطر والرجل الاخر قد مات ففر الاخر تجاه المدينة الى النبي صلى الله عليه وسلم فدخل المسجد يعدو كان النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد يدرسه واصحابه فلما رأها موفود قريش بتلك الحالة قال صلى الله عليه وسلم لقد رأى هذا ذعرا فلما انتهى الى النبي صلى الله عليه وسلم قال قتل والله صاحبي واني لمقتول فبينما هم كذلك اذ دخل ابو بصير والسيف معه فقال ابو بصير يا رسول الله قد اوفى الله ذمتك وسلمتني ورددتني اليهم ثم انجاني الله عز وجل منهم فلا تعدني اليهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ويل امه مسعر حرب اي مشعل للحرب لو كان له احد فلما سمع ذلك عرف ان النبي صلى الله عليه وسلم سيقوم برده اليهم حينئذ خرج من المدينة حتى اتى طرف البحر الشاطئ سيف البحر وحينئذ انفلت من اهل مكة عدد من اولئك الاسرى الذين كانوا يعذبون في دين الله. منهم ابو جندل ابن سهيل ولحقوا ابي بصير. فجعلت لا يخرج رجل من قريش قد اسلم الا لحق بهم. وحينئذ اجتمعوا جماعات كثيرة فلم يسمعوا بخبر قافلة من قوافل قريش التجارية الا ذهبوا اليها وقاموا بالاعتراض لها واخذوا اموالها وقتلوا رجالها ارسلوا ارسلت قريش الى النبي صلى الله عليه وسلم تناشده الله والرحم لما ارسل الى ابي بصيرا وابي جندل ومن معهم ان يستقبلهم في المدينة فمن اتاه فهو امن. فارسل النبي صلى الله عليه وسلم اليهم فانزل الله جل وعلا وهو الذي كف لهم عنكم وايديكم عنهم ببطن مكة من بعد ان اظفركم عليهم و ذكر الله عز وجل ان عندهم حمية الجاهلية حيث لم يرظوا بكتابة بسم الله الرحمن الرحيم. ولا بمحمد رسول الله ولم يسمحوا للنبي صلى الله عليه وسلم ان يأتي الى البيت. ثم كان النبي صلى الله عليه وسلم يبايع النساء ولم يكن يبايعهن بالمصافحة وانما كان يبايعهن بالكلام في الاية التي وردت في هذه السورة. قال صلى الله عليه وسلم انطلقنا فقد بايعتكن ولم تمس يده يدعو احدى هؤلاء النسوة اللاتي كانوا مع النبي كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في وقت المبايعة هناك رواية فيها اشارة الى بعض الوقائع التي وقعت في هذه آآ الوقعة يقول البراء بن عاجب رضي الله عنه وعن ابيه اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة في السنة السادسة وقد اعتمر اه النبي صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة سنة ست في صلح الحديبية وارسل الى مكة يستأذنهم ليدخل مكة فابى اهل مكة حتى قاظوه على ان يعتمر من السنة القادمة عمرة القضية على ان يدخلها ثلاثة ايام ولا يدخلها الا بجلبان السلاح جعلنا نستعرض هذا الحديث بعد الفاصل باذن الله عز وجل كان النبي صلى الله عليه وسلم قد كتب الصلح بينه وبين يا اهل مكة كان الذي يكتب وعلي ابن ابي طالب رضي الله عنه فلما كتبوا هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله قال سهيل والمشركون لا نقرك على هذه اللفظة وانما تكتب لو كنا نعلم انك رسول او انك رسول الله ما منعناك ولم نقاتلك ولكن اكتب هذا ما قظى عليه محمد ابن عبد الله فقال والله انا رسول الله وانا محمد ابن عبد الله وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يحسن الكتابة. فقال لعلي امح كلمة رسول الله قال علي لا امحوها ابدا. فاخذ النبي صلى الله عليه وسلم وقال ارنيها. فاراه اياها فمحاها النبي صلى الله عليه وسلم. ثم كتب علي بعد ذلك ابن عبد الله. وكان من بنود الصلح ان يعتمر النبي صلى الله عليه وسلم بعد عام. والا يدخل الى مكة بسلاح الا بالسيف في ترابه والا يخرج الا يخرج من اهل اهل مكة باحد ولو كان يريد ان اه يتبعه والا يمنع احدا من الصحابة من اهل المدينة ان يأتي الى مكة وقد رضي النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كله ولما جاءت عمرة القضية في السنة السابعة في ذي القعدة واعتمر النبي صلى الله عليه وسلم وجلس ثلاثة ايام جاءت قريش الى علي فقالوا له قل لصاحبك اخرج عنا فقد مضى الاجل فذكر ذلك علي للنبي صلى الله عليه وسلم فقال نعم فارتحل النبي صلى الله عليه وسلم فخرج فتبعتهم ابنة حمزة ابن عبد المطلب وقالت للنبي صلى الله عليه وسلم يا عمي يا عمي فاخذها علي اخذها بيدها وقال لفاطمة دونك ابنة عمك فاحمليها فاختصم فيها علي وزيد وجعفر. فقال علي انا احق بها انا اخذتها وهي ابنة عمي. وقال جعفر هي ابنة عمي وفي نفس الوقت خالتها تحت زوجتي وقال زيد بانها ابنة اخي لانه كان اخا لحمزة من الرضاعة فقضى النبي صلى الله عليه وسلم انها ابي جعفر وقال هي لخالتها وقال بان الخالة بمنزلة الام ثم قال لعلي رضي الله عنه انت مني وانا منك وقال لجعفر اشبهت خلقي وخلقي وقال لزيد انت اخونا ومولانا فانظر لذلك لفظ الجميل وعرض علي على النبي صلى الله عليه وسلم ان يتزوج ابنة حمزة فبين له ان حمزة كان اخ له من الرضاعة. من الوقائع التي وقعت في يوم الحديبية واقعة عجيبة. وقعت لكعب بن عجرة رضي الله عنه قال كعب كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في ذي الحديبية ونحن محرمون وقد منعنا مشركو مكة من الوصول الى البيت فنحن قد حصرنا حصرنا المشركون. قال كعب وكانت لي وفرة فكان هناك هوام في رأسي من القمل تتساقط وتتناثر على وجه القمل يتناثر على وجهي. فحملت الى النبي صلى الله عليه وسلم والقمل كذلك. قال وقف علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا اوقد وتحت بورمة لي ورأسي يتهافت من القمل فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلك اذاك هوامك فامره ان يحلقهم بالحديبية قبل ان يتحللوا وقبل الصلح. ولم يكن قد تبين لهم انهم سيحلون بها وكانوا يأملون ويطمعون في ان يتمكنوا من دخول مكة وان يؤدوا العمرة فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الحلاق فحلق كعب بن عجرة فانزل الله عز وجل الفدية في قوله تعالى ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله. فمن كان منكم مريضا او به اذى من رأسه ففدية من صيام او صدقة او نسك. فامره النبي صلى الله عليه وسلم ان يختار احدى هذه الخلال اما وفي دين الله افواجا. وكان هذا من اسباب انتشار الدعوة الى الله عز وجل. ومن اسباب ارسال النبي صلى الله عليه وسلم للكتب والرسائل الى اهل زمانه فكانت امور عظيمة وفوائد كثيرة نتجت من ذلك الصلح وان يطعم فرقا بين ستة او يهدي شاة او يصوم ثلاثة ايام وقال له صم ثلاثة ايام او تصدق بفرق او اطعم واطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع اون سكسات ففي كعب ابن عجرة نزلت هذه الاية فمن كان منكم مريضا او به اذى من رأسه ففدية من صيام او صدقة او نسك نزلت قال كعب نزلت في خاصة وهي لكم عامة وذلك لان العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. ولعلنا ان نأخذ فاصلا نستكمله به لبعض الحوادث المتعلقة بهذا الصلح حياكم الله. واهلا وسهلا بكم وآآ اذكركم اننا نتحدث عن صلح الحديبية والوقائع التي تأثرت بهذا الصلح كان من بنود الصلح ان يتركوا الحرب عشر سنوات ان يتركوا الحرب عشرة سنوات وحينئذ التزم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك. وكان من بنود الصلح ان من اراد ان يدخل في صلح محمد دخل فيه ومن اراد ان يدخل في صلح قريش دخل فيه فدخلت خزاعة في صلح النبي صلى الله عليه وسلم ودخلت قبيلة اتوب بكر في صلح قريش وحينئذ وقعت بعد ذلك وقائع وقامت بكر بالاعتداء على خزاعة مما يعد نقضا لذلك الصلح. فكان من اسباب فتح مكة كما ساتحدث عنه فيما يأتي يقول ابو وائل شقيق بن سلمة كنا في معركة صفين فقال رجل الم تروا الى الذين يدعون الى كتاب الله هل هناك من رفع المصاحف ودعا اليها حيلة فقال علي نعم فقام سهل بن حنيف فقال يا ايها الناس اتهموا رأيكم واتهموا انفسكم فوالله انا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ولقد رأيتنا في ذلك اليوم يوم الصلح الذي كان بين النبي صلى الله عليه وسلم والمشركين لو نرى قتالا لقاتلنا. فجاء عمر بن الخطاب فقال يا رسول الله السنا على الحق وهم على الباطل فقال بلى قال اليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال بلى. قال فعلام نعطي الدنية في ديننا يا رسول الله؟ انرجع ولا احكموا الله بيننا وبينهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا ابن الخطاب اني رسول الله ولن يضيعني الله. فرجع متغيظا فلم يصبر حتى ذهب الى ابي بكر وقال له مثل ما قال وللنبي صلى الله عليه وسلم فقال ابو بكر يا ابن الخطاب انه رسول الله ولن يضيعه الله ابدا. فنزلت سورة الفتح فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمر انا فتحنا لك فتحا مبينا يعني في صحيح الحديبية. فقال يا عمر يا رسول الله اهو فتح هو قال النبي صلى الله عليه وسلم نعم نعم فكان فتحا دخل فيه امم كثير في دين الله بعد هذا الصلح. وتمكنوا بعده من اخذ خيبر ففتحت لهم اموال كثيرة فلما قدم سهل بن حنيف من صفين جاء ابو وائل ومعه جماعة يستخبرونه ويسألونه فقال لهم سهل بن حنيف اتهموا رأيكم على دينكم. اتهموا رأيكم على دينكم. فوالله لقد رأيتني يوم ابي اليوم جاء ابو جندل سقط بين ايدي المسلمين يرفل في حديده ويطلب منهم ان ينقذوه من المشركين يقول اخاف على ديني يا ايها المسلمين اخاف ان يفتنوني. يقول سهل والله لقد رأيتني يوم ابي جندل ولو اني لاستطيع ان ارد امر رسول الله صلى الله عليه وسلم لرددته. والله ورسوله اعلم. وما وضعنا اسيافنا على عواتقنا الا لامر يفظعنا الا اسهل الله عز وجل به الى امر نعرفه قبل هذا الامر. غير امرنا هذا ما نسد منه خصما الا تفجر علينا ما هو اعظم مما قمنا سده يقصد ما يتعلق تلك الحوادث التي وقعت في زمن علي رضي الله عنه فالمقصود ان ذلكم الصلح الذي عقده النبي صلى الله عليه وسلم كان فيه وضع الحرب وكان من مقاصد الاسلام ان توضع الحرب وذلك لانه اذا وضعت الحرب اعاد الناس التفكير وتأملوا ونظروا في الحجج والبراهين والادلة. وتأملوا في عواقب الامور. فكان ذلك من اسباب هداية الناس ومن اسباب دخولهم في دين الله عز وجل. ومن هنا قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تتمنوا لقاء العدو. فاذا لقيتموه فاصبروا. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحاول ما يستطيع الا يكون هناك حرب ليكون هنا الصلح هو الغالب على الناس. ومن هنا اقسم النبي صلى الله عليه وسلم. فقال والله لا يدعونني الى خطة الا اجبتهم اليها ومن هنا عقد النبي صلى الله عليه وسلم ذلكم الصلح. ترتب عليه فوائد كثيرة. ومصالح عديدة دخل الناس ماذا ترتب على النقض ان شاء الله اتحدث فيه معكم في يوم اخر. بارك الله فيكم جميعا. ووفقكم الله لكل خير. وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين