سلم ان يعلمه التأويل دعا له بان يفهم الكتاب وان يكون من اهل العلم لعلنا نقف يسيرا في فاصل ثم بعد ذلك نعود باذن الله جل وعلا بعد ان قلت قبل الفاصل الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فارحب بكم احبتي الاعزاء واسأل الله جل وعلا ان يصبر عليكم النعم وان يبارك لكم في جميع اموركم وان يتقبل منكم الاعمال الصالحة وان يعينكم على شكره وذكره وحسن عبادته كما اسأله سبحانه وتعالى ان يكون معكم في جميع احوالكم وجميع شؤونكم ان الناظر في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم سيرته يجد معالم عظيمة فيها تعليمات تصلح به احوال الخلق كلهم. فمن ذلك ما ورد من التوجيهات سواء كانت في القرآن او في سنة النبي صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالاولاد والصغار وساذكر لكم نماذج من ذلك مثلا فيما يتعلق امر الانسان اهله اداء الواجبات بحيث يتعودون على هذه الواجبات هي في صغرهم ليست واجبة عليهم. ولكنها مستحبة في حقهم. ومن هنا قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا قو انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون. وهكذا ايظا ما جاء فيما ذكره الله جل وعلا عن نبيه اسماعيل عليه السلام انه كان يأمر اهله بالصلاة وهكذا في قوله تعالى وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم في احاديثه القولية والفعلية مثالا يحتذى في هذا الباب. سواء بما يتعلق امر هؤلاء الصغار بالافعال الجميلة والاقوال الطيبة او فيما يتعلق بالاخذ بخواطرهم ووضع قيمة واعتبار لهم. او فيما يتعلق بالقول والفعل ومن ذلك مثلا ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤتى له بالصبيان الذين ولدوا حديثا فكان صلى الله عليه وسلم يدعو لهم وكان صلى الله عليه وسلم يحنكهم بالتمر. والتحنيك بالتمر هذا من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم فانه قد ورد انه مبارك ولم يرد في غيره انه مبارك. ولذلك لم يكن من شأن رضوان الله عليهم ان يفعلوا مثل ذلك فلم يكن هذا واردا عن ابي بكر ولا عن عمر ولا عن احد من بقية الصحابة الذين امرنا بالاقتداء بهم. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اقتدوا بالذين من بعد ابي بكر وعمر. كما قال صلى الله عليه وسلم فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ. ثم ان ذلك الذي يفعل مثل هذا الفعل انما يزكي نفسه والله تعالى يقول لا تزكوا انفسكم. وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يلاطف الصغار يقول يا ابا عمير ما فعل النوير؟ ابو عمير اخ لانس بن مالك من بأمه وكان النبي وكان عنده طير وفسأله النبي صلى الله عليه وسلم على جهة الملاطفة له ما فعل ذلك الطير. وهكذا هدي نبينا صلى الله عليه وسلم مع هؤلاء الصحابة. انس بن مالك لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كان عمره عشر سنوات. فجاءت امه ام سليم وطلبت من النبي صلى الله عليه وسلم ان يجعل انسا معه يخدمه فخدمه عشر سنين فكان يذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن له في شيء فعله لما فعلته ولا في شيء لم يفعله لما لم تفعله. وهكذا ايضا دعا له صلى الله عليه وسلم دعا له بان يطيل الله عمره ودعا له بان يكثر الله له في ولده ودعا له بان يبسط الله له في رزقه. وهكذا جاء ايضا نجد من حال النبي صلى الله عليه وسلم مع ابن عباس فان احدى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وهي ميمونة كانت خالة ابن عباس رضي الله عنهم جميعها فكان ابن عباس آآ اذا آآ جاءت ليلة ميمونة يبيت عندهم وكان يبيت في عرض الوساد فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي قام معه ابن عباس دعا له النبي صلى الله عليه شيئا من احوال النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الصبيان الذين حوله اذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعامل مع الصبيان الذين في بيته ايظا بان يلاطفهم بان يصعد بعضهم عليه كان يحمل بعض الصبيان كما حمل امامة آآ في اثناء صلاته يرفعها في اثناء الصلاة وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم انه وجد مع بعض بنيه تمرة من تمر الصدقة فامره النبي صلى الله عليه وسلم ان يخرجها من فمه وقال كخ كخ من اجل ان يخرجها وذلك ان ال محمد لا تحل لهم الصدقة كما ورد في الاحاديث عنه صلى الله عليه وسلم وهذا الشأن معه صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بمن قد ورد له شيء من المصائب او من توفي ابوه كان يلاطف النبي صلى الله عليه وسلم من كان كذلك كما ورد ان عبدا ان جعفر بن ابي طالب لما توفي ذهب النبي صلى الله عليه وسلم الى بيته بعد ثلاث ولا طفا ابناءه بحلق رؤوسهم. وهكذا ايضا كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل مع العديد من آآ آآ الصحابة الصغار ورد انه آآ كان يلاطف عبدالله بن الزبير وان ابن الزبير انا صغيرا يعني فعل بعض الافعال التي عند النبي صلى الله عليه وسلم. بعد ذلك اذا كبر هؤلاء وبلغوا سنا ومبلغا اكبر من ذلك اه يبدأ يجعل عليهم شيئا من المسؤوليات كابن سبعة عشر وثمانية عشر سنة. ولاحظوا ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يرضى ان يشارك كالصغار صغار السن معه في المعارك التي كان يخوضها. ولذلك لم يأذن للبراء. لم يأذن لابن عمر. لم يأذن لعدد من الذين استصغرهم واخرجهم من صف القتال اذا بلغ اولئك اختبرهم ونظر ما يتصفون به من صفات. وحينئذ يقوم بايكال بعض المسئوليات التي يقومون بها فمن امثلة ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث مصعب بن عمير وهو ابن ثماني عشرة سنة الى اهل المدينة انه يعلمهم ويذكرهم ويدرسهم القرآن قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم. بعث علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قاضيا يقضي بين الناس في الخصومات التي تكون بينهم. بعث معاذ بن جبل الى قوم من اهل الكتاب وهكذا بعث اسامة بن زيد في الجيش وفي حوادث ووقائع كثيرة تدل على انه اسند هذه المهام الكبيرة لاولئك الشباب الذين قد درسهم وخبرهم وعرف عنهم انهم يتمكنون من القيام بهذه المسؤوليات التي ينيط رسول الله صلى الله عليه وسلم ينيطها رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم. ولذلك فان تعويد هؤلاء على المهام والمسؤوليات لا شك انه من الامور المحمودة التي يكون لها اثارها. وهذا شاهده في كتاب الله في قوله سبحانه وابتلوا اليتامى حتى اذا انستم منهم رشدا فادفعوا اليهم اموالهم الا هذا على انهم يختبرون اه يمرنون من اجل ان يكون عندهم قدرة على التعاملات المالية وبالتالي متى انسنا الرشد منهم فاننا ندفع اليهم اموالهم وابتلوا اليتامى فان انستم منهم رشدا فادفعوا اليهم اموالهم. نعم كذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على ان يعلم هؤلاء الصحابة ما يتقنون به حياتهم وما يتقنون به الدعوة الى الله جل وعلا. ومن شواهد ذلك اولئك الصحابة الذين كانوا يفدون الى النبي صلى الله عليه وسلم فيعلمهم ويدرسهم ويذكرهم بالاحكام الشرعية التي تلزمهم وتلزم من خلفهم فقد كان يفد الى النبي صلى الله عليه وسلم العديد من هؤلاء الشباب وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدرسهم ويعلمهم ويبين لهم الاحكام الشرعية التي تتعلق بهم وباقوامهم واحاد بمثابة الدورات العلمية والمهارية والتدريبية التي تعقد لمثل هؤلاء فيتعلمون منها ومن هذا المنطلق نجد ان هناك عددا من الوقائع التي وقعت. مثلا اذا نظرت الى حال عبدالله بن مسعود لنظرت الى حال عبدالله بن عمرو بن العاص الى نظرت الى حال آآ النعمان ابن بشير ونحو هؤلاء من الصحابة الذين كانوا صغارا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لكنه حملهم سوريات وبالتالي قاموا بها حتى بعد وفاته صلى الله عليه وسلم. واذكر في هذا واقعة ذكرها لنا الجليل ما لك ابن الحويرث عندما قدموا للنبي صلى الله عليه وسلم لعلي ان اقول تفاصيلها اعداء الفاصل باذن الله عز وجل حياكم الله اخوتي الاعزاء. بعد هذا الفاصل واريد ان انفذ لكم ما وعدتكم به من ايراد قصة ما لك بن الحويرث رضي الله عنه يقول ابو قلابة رحمه الله تعالى ان قال جائنا ما لك بن الحويرث رضي الله عنه في مسجدنا هذا فقال لاصحابه الا انبئكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم اني اريد ان اصلي لكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف رأيته يصلي؟ ولم يكن ذلك في وقت صلاة قال فقام ما لك بن الحويرث فامكن القيام ثم ركع فامكن الركوع ثم وكبر عند ركوعه ثم رفع رأسه فقام وقتا يسيرا ثم انصب فسجد ثم رفع رأسه هنية فصلى قال ابو قلابة يشبه صلاة عمرو ابن سلمة شيخنا هذا وابو وايوب يقول كان يفعل بان لم ارهم يفعلونه. كان يقعد في الثالثة او الرابعة وكان يتم التكبير يعني انه يكبر في كل انتقال من انتقالاته. واذا رفع رأسه من السجدة الثانية جلس وتلك كانت جلسة الاستراحة واستوى قاعدا وقد اختلف العلماء في جلسة الاستراحة فطائفة من اهل العلم قالوا هي مستحبة في الصلاة وليست بواجبة واخرون قالوا بانها ليست من الصلاة. والنبي صلى الله عليه وسلم جلسها في اخر وقته لانه كان مجهدا تعبا فجلسها على جهة الاستراحة لا على جهة التقرب والتعبد بها لله عز وجل يقول ثم يعتمد على الارظ فينهظ. يقول وكان مالك قد حدثنا عن النبي صلى الله عليه وسلم واخبرنا بانهم اتوا الى النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من قومه وكانوا شببة متقاربين يعني في السن قال فاقمنا عند النبي صلى الله عليه وسلم عشرين يوما وليلة قال فوجدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما رقيقا فلما ظن انا قد اشتهينا اهلنا ورأى انا قد اشتقنا لهم سألنا عن من تركنا عمن تركنا بعدنا في اهلنا من ورائكم ومن هم قرابتكم فاخبروه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ارجعوا الى اهليكم قيموا فيهم وعلموهم وامروهم فليصلوا صلاة كذا في حين كذا. وصلاة كذا في حين كذا وصلوا كما رأيتموني اصلي قال مالك بن الحويرث فانصرفتم عند النبي صلى الله عليه وسلم انا وصاحب لي فقال لنا اذا انتما خرجتم وحضرت الصلاة فليؤذن لكما احدكما ثم اقيما الصلاة وليؤمكما اكبركما هذا الترغيب في الاذان والاقامة حتى ولو كان الانسان وحده ولو كان في برية وقوله وليامكما اكبركما وذلك ان هؤلاء الشببة كانوا متقاربين فيما يتعلق بمعلوماتهم وبحفظهم ولذا فانهم كانوا بالنسبة للمميزات الاخرى متساوين. فلما قال النبي صلى الله عليه وسلم ام القوم اقرأهم لكتاب الله فان كانوا في القراءة سواء فاعلمهم بالسنة كان هؤلاء متقاربين في ذلك لان اقامتهم عند النبي صلى الله عليه وسلم كانت اقامة واحدة في عشرين ليلة وبالتالي فهم ساوون في ذلك في الغالب. ولذا امرهم النبي صلى الله عليه وسلم ان يميزوا في الامامة ميزة اخرى تتعلق بالسن. ولذا قال وليامكما اكبركما. وانظر كيف امرهم النبي صلى الله عليه وسلم ان يرجعوا الى اهليهم وان يقيموا فيهم الصلاة بحيث يكونون ائمة يكونون مؤذنين ويعلمونهم الصلوات ويأمرونهم باداء الصلوات في اوقاتها وامرهم ان يقتدوا بالنبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة. فهذه الاحاديث التي قلت لكم كلها تشهد لما ذكرته من كون النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتني بصغار الصحابة وكان يليهم عنايته وكان يؤمل فيهم شيئا كثيرا وكان يلقي عليهم اه مسؤوليات ليقوموا بها بارك الله فيكم ووفقكم الله لكل خير وجعلنا الله واياكم من الهداة المهتدين هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين