اثنى عشر شهرا منها اربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان. ثم قال لهم صلى الله عليه وسلم اتدرون اي يوم هذا فقالوا الله ورسوله اعلم فسكت صلى الله عليه وسلم حتى ظن انهم سيسمون ذلك او حتى ظنوا انه يسمي ذلك اليوم بغير اسمه. فقال صلى الله عليه وسلم اليس يوم النحر؟ قالوا بلى الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان ييسر لي ولكم القيام بشعائر الاسلام واداء النسك العظيم نسك حج بيت الله الحرام وبعد كان من المواقف العظيمة في الايام الخالية في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الحجة العظيمة التي حجها صلى الله عليه وسلم وقد حج في السنة العاشرة. اما في السنة التاسعة فان النبي صلى الله عليه وسلم قد ارسل ابا بكر الصديق رضي الله ان يحج بالناس وامره ان يبين للناس انه قد منع العراة من الطواف بالبيت كما منع اهل الشرك من حج بيت الله الحرام بعد ذلك العام فكان ذلك النداء من اسباب تطهير تلك المواطن الشريفة فلما جاءت السنة العاشرة واراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يحج قدماء اناس كثير من بلدان شتى الى المدينة ليحجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم. وقد قيل بانه قدم مائة الف من الناس ليحجوا معه في تلك السنة فآآ كان من المواقف العظيمة في تلك الحجة ما كان في يوم عرفة فان النبي صلى الله عليه وسلم خطب في الناس تلك الخطبة العظيمة ونزلت عليه الايات اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. ولذلك فانه لما جاء رجل من اليهود الى عمر فقال يا امير المؤمنين اية في كتابكم تقرأونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا فقال عمر اي اية؟ فقال اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا قال عمر قد عرفنا ذلك اليوم وعرفنا ذلك المكان الذي نزلت فيه هذه الاية على رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلت عليه وهو قائم بعرفة في يوم جمعة. وانا والله بعرفة ومن خطب النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الموطن ما ذكره ابو بكر ابو بكرة رضي الله اخوان. قال خطب النبي صلى الله عليه وسلم الناس في يوم النحر يوم العيد فقعد على بعيره وكان هناك رجل قد امسك بخطام البعير فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق الله السماوات والارض السنة قال فاي شهر هذا؟ قالوا الله ورسوله اعلم. قال فسكت حتى ظننت انه سيسميه بغير اسمه. ثم قال اليس بذي الحجة وقلنا بلى. قال اي بلد هذا فقالوا الله ورسوله اعلم فسكت حتى ظنوا انه سيسميه بغير اسمه. فقال اليس البلد الحرام او البلدة فقالوا نعم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم في بيان تلك الوثيقة العظيمة والخطاب العظيم في ذلك اليوم عظيم ان دمائكم واموالكم واعراضكم وابشاركم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا في بلدكم هذا الى يوم وتلقون ربكم وانكم ستلقون ربكم وسيسألكم عن اعمالكم الا هل بلغت قالوا نعم بلغت. قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم فاشهد الا فليبلغ الشاهد منكم الغائب. فرب مبلغ ان اوعى من سامع ثم قال لهم الا الا فلا ترجعوا بعدي كفارا. وفي رواية فلا ترجعوا بعدي ضلالا يضرب بعضكم رقابا بعضا قال لما كان ذلك اليوم الذي حرق او حرق ابن الحظرمي حين حرقه جارية ابن قدامة اشرف على ابي بكرة فقالوا هذا ابو بكر يراك فقال ابو بكرة والله لو دخلوا علي ما بهشت بقصبة هي لم اتعرض لهم من الروايات التي وردت في هذا الباب ما ذكره عبدالله بن عمرو بن العاص قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على ناقته يخطب يوم النحر في حجة الوداع بمنى عند الجمرة الناس فجعلوا يسألونه جاه رجل فقال يا رسول الله لم اشعر احسب كذا وكذا قبل ان اذبح. فقال صلى الله عليه وسلم اذبح ولا حرج. وجاء الاخر فقال يا رسول الله لم اشعر كنت احسبك كذا وكذا فنحرت قبل ان ارمي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ارمي ولا حرج فما سئل صلى الله عليه وسلم يومئذ عن شيء قدم او اخر الا قال لصاحبه افعل ولا حرج يعني في التقديم والتأخير قل باذن الله عز وجل حياكم الله يا اخوتي وكنا قد ذكرنا في حجة النبي صلى الله عليه وسلم انه امر من لم يسق الهدي وكان قد قدم حاجا مفردا ولعلنا نقف على فاصل يسير نواصل الحديث بعده باذن الله جل وعلا حي الله بعد هذا الفاصل واذكر عددا من الوقائع التي وقعت في حجة الوداع مع النبي صلى الله عليه وسلم. سئل النبي صلى الله عليه وسلم في حجته يوم النحر بمنى فقال رجل زرت يعني طف بالبيت قبل ان ارمي فقال صلى الله عليه وسلم لا حرج وسئل سأله سائل فقال ذبحت قبل ان ارمي قال فاومى بيده وقال لا حرج وقال اخر حلقت قبل ان اذبح. فقال قال فاوما بيده صلى الله عليه وسلم لا حرج وقال اخر رميت بعد ما امسيت فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا حرج و من الاحاديث التي تروي لنا جانبا كثيرا من قصة حجة الوداع ما ذكرته عائشة رضي الله عنها قالت خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع من المدينة في يوم خمس وعشرين من ذي القعدة او قال لخمس بقينا من ذي القعدة كنا لا نرى ان ذهبنا الا للحج ولا نعرف الا الحج وكنا قد وفينا هلال ذي الحجة في اشهر الحج وليال الحج و فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من احب ان يهل بعمرة فليهل فلولا اني اهديت لاهللت بعمرة وكان يرغب في اصحابه في نقل نسكهم من الافراد الى التمتع قال فلما سمع بعضهم ما دعا له النبي صلى الله عليه وسلم اهلوا بعمرة بينما اهل اخرون بالحج فعائشة رضي الله عنها اهللت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت فيمن تمتع لكنها لم تسق الهدي قالت فاهللت بعمرة قالت فلما كنا بسرف منطقة قريبة من مكة حرزتوا فخرج النبي صلى الله عليه وسلم الى اصحابه فقال من لم يكن معه هدي فاحب ان يجعلها عمرة فليفعل ومن كان معه الهدي فانه يبقى على احرامه ولا يتحلل من نسك القران الى نسك التمتع قالت فهذا الكلام من النبي صلى الله عليه وسلم بتحويل النسك بالنسبة لمن لم يسق الهدي من الافراد الى التمتع او من القران الى التمتع كان هناك طائفة يأخذ بها وهناك طائفة اخرون يتركونها ولا يأخذون بها قالت عائشة فاما رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجال من اصحابه فكانوا اهل قوة عندهم قدرة شرائية ولذلك كان معهم الهدي وبالتالي لم يحق لهم ان يحولوا النسك من الافراد او القران الى التمتع لانهم قد ساقوا الهدي. ولذلك لم يقدروا على العمرة قالت عائشة فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا ابكيه فقال لها ما لك تبكين؟ ما الذي يبكيك يا هنتاه فقلت سمعت قولك لاصحابك بتحويل النسك من الافراد الى التمتع ولكنني انا منعت العمرة. قال وما شأنك؟ قلت لا اصلي يعني تقصد انها حاضت ثم قالت لو وددت اني لما حج العام فقال لها صلى الله عليه وسلم لعلك نفست. قالت نعم. قال لا يضرك ان هذا شيء قد كتبه الله عز وجل على بنات ادم وحينئذ فافعلي مثل ما يفعله الحاج غير ان لا تطوفي بالبيت حتى تطهري وبالتالي ينقلب نسكي ينقلب نسكك من التمتع والافراد الى القران وفكوني في حجتك فعسى ان يرزقكها قالت لما قدمنا مكة تطوف الناس بالبيت وامر النبي صلى الله عليه وسلم من لم يسق الهدي بان يحول نسكه من القران والافراد الى التمتع قالت فمن احرم بعمرة متمتعا ولم يهدف فليحلل. ومن احرم بعمرة ومعه هدي فلا يحل حتى يحل بنحر هديه قال ومن اهل بحج فليتم حجه يعني افراد فمن لم يسق الهدي حل احرامه وقلب نسكه الى التمتع اما نساء النبي صلى الله عليه وسلم فكن لم يسقن الهدي والنبي صلى الله عليه وسلم تحسف على سوق الهدي وقال لو استقبلت من امري ما استدبرت لما سقت الهدي ولما حللت مع الناس حين حلوا يعني قبل يوم عرفة بعد اكمالهم للعمرة قالت عائشة فقدمت مكة وانا حائض وحينئذ لا حق لها في الطواف بالبيت ولا بالصفا والمروة وبقيت على حالها حتى ايام منى في يوم التروية قالت فخرجنا في يوم التروية حتى قدمنا منى ولكني لم اطهر ودخلت ليلة عرفة فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذه ليلة عرفة وانك كنت تمتعت بعمرة فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم انقظي رأسك وامتشطي وامسكي عن عمرتك وهل لي بحج ففعلت عائشة وحينئذ نقلت نسكها من كونه تمتعا الى كونه قرانا بامر النبي صلى الله عليه وسلم ان لم وان شاء الله نأتي لسياق حجة النبي صلى الله عليه وسلم كما روتها عائشة بعد الفاصل ان يقلب نسكه ليكون تمتعا وعائشة رضي الله عنها فعلت ذلك لكنها حاظت قبل ان تدخل مكة وبالتالي منعت من الطواف بالبيت واستمر حيضها الى ليلة العيد وبالتالي امرت ان تنقظ شعرها وان تمتشط وان تقلب النسك الى قران وبالتالي تهل باهلال الحج ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسائه في ذلك اليوم بالبقر فدخلا على النساء في يوم النحر بلحم بقر وقالت عائشة ما هذا؟ قالوا نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ازواجه بالبقر قالت فافظت بالبيت وهذا فيه دلالة على ان القارن عليه الهدي كالمتمتع قالت عائشة فعفطت بالبيت ثم خرجت معه في النثر الاخر يعني في يوم ثلطعشر حتى نزل المحصب حتى نزل المحصب ومكان في اطراف مكة ونزلنا معه وقالت صفية رضي الله عنها ما اراني الا حابستهم. وذلك انها قد جاءها الحيض فكانت على باب خبائها كئيبة فاراد النبي فجاءها النبي صلى الله عليه وسلم واراد منها ما يريد الرجل من اهله قالت عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم ان صفية بنت حيي قد حاضت فقال النبي صلى الله عليه وسلم على جهة التحسر والتأسف انها ستحبسهم وسيبقون ظن انها لم تطف طواف الافاضة فقال عقرة حلقا لعلها تحبسنا ثم سأل الم تطف قبل ذلك طواف الافاضة. الم تكن طافت معكن فقلنا بلى قد طافت وقال لها اوما طفتي يوم النحر؟ فقالت بلى فقال النبي صلى الله عليه وسلم حينئذ لا بأس انفري يعني اخرجي من مكة بدون حاجة الى طواف الوداع قال فلما قضيت الحج وكانت ليلة الحصبة تقوله عائشة قلت يا رسول الله الناس يرجعون بعمرة وحج وانا لا ارجع الا بحج فقط فقال النبي صلى الله عليه وسلم اوما طفت ليلة الليالي قدمن مكة؟ فقالت لا لانها كانت حائض ظن انها متمتعة فلما منعت من العمرة معناها انها اه قارن فامر النبي صلى الله عليه وسلم اخاها عبدالرحمن ابن ابي بكر وقال له اخرج باختك يعني عائشة من الحرم وحينئذ تهل بعمرة خارج حدود الحرم ثم افرغا ثم ائتياني هنا فاني انتظركما يعني لن اعود الى محلي وبلدي حتى تأتياني فركبت مع اخيها عبدالرحمن ابن ابي بكر على ناقة له وكان عبدالرحمن رضي الله عنه قد ذهب بها بامر النبي صلى الله عليه وسلم وكانت عائشة قد قالت للنبي صلى الله عليه وسلم يعود اصحابي بحج وعمرة ولا اعود الا بحج فقط فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان احرامك يسعك عن حجك وعمرتك ثم قال لها هذه مكان عمرتك يعني التي اعتمرتها بعد يوم بعد ايام اه الحج هذه مكان عمرتك واجرك على قدر نصبك قالت عائشة فخرجنا و اتينا الى التنعيم فاحرمت ثم عادت حتى اذا فرغت من الطواف ولم يكن في ذلك هدي من صدقة ولا صوم ولا شيء وذلك ان القارن يماثل يماثل المتمتع فيما عليه قالت عائشة ثم جئته بسحر يعني في اواخر الليل وكان مدلجا وانا مسعدة. يعني كان نازلا صلى الله عليه وسلم من مكة وانا مسعده ومنهبط وهي مسعدة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن هل فرغتما؟ فقالت عائشة نعم وحينئذ اذن النبي صلى الله عليه وسلم في اصحابه فارتحلوا وارتحل معهم من طاف بالبيت طواف الوداع قبل اه الصبح ومر الى المدينة فكان الذين حجوا معه صلى الله عليه وسلم على انواع منهم من حج افراد طاف طواف القدوم وطاف طواف الافاضة وقد يكون طاف طواف الوداع واما بالنسبة من حج متمتعا فانه طاف طواف العمرة مع السعي ثم انه في يوم العيد طاف طواف الزيارة مع السعي ثم انه في يوم رحيله انما يطوف في يوم رحيله يطوف طواف الوداع وهكذا سياق حجة النبي صلى الله عليه وسلم. بارك الله فيكم ووفقكم لكل خير. صلى الله على نبينا محمد محمد