فقد جعل الله جل وعلا نبيه صلى الله عليه وسلم من بيت شرف وسؤدد من قبيلة قريش القبيلة العربية التي كانت تتولى شأن الكعبة المشرفة واذا عرف الناس جد النبي صلى الله عليه وسلم عبدالمطلب كما وردت الاشارة اليه فيما مضى عند ذكر قصة اصحاب الفيل فان من اجداده الذين كان لهم مكانة قصي ابن كلاب وذلك ان شأن البيت اخذته قبيلة خزاعة واستأثرت به فاراد الله جل وعلا ان يعود الى قبيلة قريش مجدها ومكانتها وولايتها على البيت فكان من شأن ذلك ان قام قصي بن كلاب بهذا الامر الذي اعاد الى الحرم مكانته وزرع فيه الامن بعد ان تفرقت العرب رب وتفرقت قبيلة قريش في البلاد وتمزقت في عدد من الجبال قصي بن كلاب مات ابوه فتزوجت امه برجل فخرج به الى بلاد بعيدة ثم قدم الى مكة فتزوج بقائد قبيلة ساعة ثمان هذا القائد اوصى الى قصي بولاية البيت لما رأى من كثرة نسله من ابنته وقال رئيس هذه القبيلة لقصي انت احق بولاية البيت مني ثم ان قصي بن كلاب جمع قومه جعل لهم من المكانة والمنزلة وكان من شأن العرب ان يواطئوا عدة الاشهر في غير حرمة بعض الاشهر قصي بن كلاب كان سيدا مطاعا في قومه جمع قبيلة قريش من مواضع متفرقة من بلاد العرب واجلى قبيلة قزاعة عن البيت وتسلم قصي البيت بعد قتال كثير جعلهم يتحاكمون بين قبيلة قريش وقبيلة خزاعة فحكانا من التحكيم ان يترك البيت لقسي بن كلاب وقومه فولي قصي البيت وامر مكة وجمع قومه مرت العرب لقبيلة قريش امور البيت من الحجابة والسقاية والرفادة والندوة واللواء قام بتقسيم مكة على قبائل قريش ووظع كل طائفة من هذه الى في جزء من اجزاء المدينة مدينة مكة وجعل دار الندوة من اجل الفصل بين الخصومات التي قد تحدث بينهم بل كانوا يجتمعون في دار الندوة فلا يعقدون لواء ولا يعقدون نكاحا الا في تلك الدار التي كان بابها الى كعبة المشرفة واستمر شأن العرب على ذلك حتى بقيت هذه الدار دار الندوة عندهم مشورة وللتشاور فيما بينهم المقصود ان قصي بن كلاب كان له من المنزلة والمكانة التي توارثها ابناؤه فاقتسموا الاعمال التي كانوا كانوا آآ يتولونها فكان اه في كل قبيلة من قبائل قريش جزء من هذه الاعمال. فمن تلك الاعمال سقاية الحجيج التي ذكرها الله جل وعلا في اوائل سورة التوبة. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يشاهد قومه من بني هاشم يتولونها فقال لولا ان يزاحمكم الناس فيها لشاركتكم ثم كان من شأنهم ايضا ان يبدلوا الاشهر بعد ان كانت الاشهر الحرم هي شهر ذي القعدة وذي الحجة والمحرم ورجب الا انهم اصبحوا يغيرون هذه الاشهر وقد ذكر الله جل وعلا شأنه في قوله ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض من منها اربعة حرم ثم انه سبحانه عاب على العرب ما يفعلونه من تأخير تحريم بعض الاشهر فقال سبحانه ان من نسيء زيادة في الكفر يظل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئ عدة ما حرم الله فيحل ما حرم الله زين لهم سوء اعمالهم. والله لا يهدي القوم الكافرين. النسي اذا هو ما كان يستعمله اهل الجاهلية في الاشهر الحرم وكان ذلك من باطلهم اذا رأوا انهم قد احتاجوا للقتال في بعض اوقات الاشهر الحرم قاموا بتأخير التحريم الى اشهر اخرى من اجل ان يقتتلوا فيها فاخبر الله جل وعلا ان ذلك من زيادة كفرهم وظلالهم ابتداعا للدين لشعائره وتمويها على عباده واختيارا لعادة مخالفة لشرع رب العزة والجلال