كتاب الله. كتاب الله كتاب الله الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اما بعد فنواصل في هذا اللقاء ما يتعلق بدراسة مناهج المفسرين في التفسير الفقهي حيث تدارسنا فيما مضى ابرز قواعد التفسير الفقهي في لقاءنا في هذا اليوم باذن الله عز وجل سنتدارس في موظوع مهم للغاية الا وهو استخراج العلل والمعاني التي اه بنيت الاحكام الشرعية عليها في الادلة وذلك ان الله عز وجل قد بين ان هذه الشريعة شريعة كاملة كما قال جل وعلا ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وقال جل وعلا اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ولا يمكن ان تكون الشريعة قد نصت على حكم كل جزئية على سبيل الانفراد. بل الوقائع التي تقع في الدنيا كثيرة متعددة. ولذلك فان النصوص قد ذكرت العلل التي تعود اليها ومن ثم متى وجدت هذه العلة؟ فاننا نثبت وجود الحكم حينئذ وهذا يسمى عند الاصوليين تحقيق المناط. فالمراد بالمناطة العلة او المعنى الذي يرتبط الحكم به وتحقيق المناط اي التأكد من وجود اه العلة في اه التأكد من وجود العلة في الفروع والجزئيات آآ التي آآ ترد علينا وقبل هذا النظر متى او كيف نستخرج هذه العلة؟ وبالتالي نقوم بالتحقق ومن وجودها في آآ مفرداتها واجزائها. ومن هنا فان الشريعة محيطة باحكام جميع الحوادث والجزئيات ليس احاطة نصية بذكرها باسمائها ولكنها احاطة معنوية او دلالية ولذلك جاءت الشريعة بالنص على او بذكر علل الاحكام وعلل الاحكام اما ان تكون بواسطة تؤخذ بواسطة النص واما ان تؤخذ بواسطة آآ الاجماع واما ان يؤخذ بواسطة الاستنباط وآآ النص اما ان يكون صريحا بان يكون بادوات معينة مخصصة من تلك آآ الادوات لفظة لاجل كما قال تعالى من اجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس فكانما ما قتل الناس جميعا ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا. فهذا من اعلى درجات الدلالة العلة هذه العلة آآ جعلتنا فان هذه الايات نزلت في قصة قتل ابن ادم لاخيه آآ حينما جعله الله جل على من المتقين ولذلك لما وقع هذا هذه الحادثة وكانت ظلمة حرم الله عز وجل القتل وجعله بهذه آآ المثابة ايضا في قول النبي صلى الله عليه وسلم انما نهيتكم من اجل الدافة وكذلك ايظا قال اه النبي صلى الله عليه وسلم انما جعل الاستئذان من اجل اه بصر الاداة الثانية من اه ادوات التعليل لعل فعندما يقول الشارع آآ لعلة كذا اذا الاداة الثانية لعلة كذا او لسبب كذا فان هذه علة صريحة تدل على ان الحكم بذلك الوصف كذلك من الادوات الدالة على آآ التعليل اداة كي وعندما يأتي ويقول كي كذا فان هذا من آآ النصوص الصريحة ومن امثلة ذلك قول الله جل وعلا كي لا يكون دولة بين الاغنياء منكم ومن امثلته ايضا قول الله جل وعلا اه لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولان لا يكون للناس عليكم حجة كذلك من ادوات التعليل اذا من ادوات التعليل كي فانها اداة صريحة. هكذا من ادوات التعليل التي تدل على ان الوصف الذي اه بعدها علة اه الحكم اذا فان لفظة اذا لفظة صريحة اه تدل على التعليل ومن امثلة في ذلك ما ورد في قول الله عز وجل ومن امثلة ذلك قول الله جل قول النبي صلى الله عليه وسلم اذا يكفيك الله ما اهمك اذا عندنا صيغ صريحة دالة على التعليل ومنها لفظة لعلة كذا او سبب كذا وكذلك منها لفظة من اجل كذا او لاجل كذا اه من اه من اه اه منها ايضا لفظة كي فانها لفظة صريحة اه اه في الدلالة على التعليل. وقد يأتي معها لا وقد يأتي معها لفظة ماء كيما كذلك هناك حروف اخرى تدل على التعليل من تلك اه الالفاظ يعني اه اذا ومنها قوله جل وعلا وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك اذا لارتاب المبطلون. اي لكان ذلك علة ان يصل الريب والشك الى قلوب اه المبطلين كذلك من الى ذواتنا كادوات اخرى بعضهم يجعلها ادوات ظاهرة وبعضهم يجعلها آآ من النوع الاول ومن امثلتها اللام آآ آآ ان لفظة اللام من ادوات التعليل ومن امثلته قوله جل وعلا وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين اي العلة من نفرة هؤلاء انهم يتفقهون في الدين. ومنه قوله تعالى فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله ما علتهم؟ قال ليشتروا به ثمنا قليلا فما بعد اللام في قوله ليشتروا هو الحامل لاولئك على ارتكاب ما ارتكبوه من الكذب على الله جل وعلى من امثلة آآ اللام ايضا قوله جل وعلا الا لنعلم وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه كذلك من اه ادوات التعليل ان ومرات ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم انما قول النبي صلى الله عليه وسلم اه ان الاستئذان للبصر ومنه قوله تعالى ان المخففة ايضا ومنه قوله تعالى ولا يجرمنكم شنآن قوم ان صدوكم عن الحرام ان تعتدوه. ومن امثلته ايظا قول الله جل وعلا ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد اثيم عتل بعد ذلك زنيم ان كان مال وبنين فقوله ان كان ذا مال وبنين اي العلة التي جعلتك تتبع هذا المعتدي ان له مالا وان له بنينا. فعاب الله عز وجل على اولئك الذين يتبعون من كان بهذه الصفات لاجل وجود المال والبنين عنده من آآ امثلته ايضا قد يكون هناك لام التعليل مقدرة بدون ان تكون منصوصة ومن امثلة هذا قوله جل وعلا استشهدوا شهيدين من رجالكم فان لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء ان تضل احداهما فتذكر احداهما الاخرى فهنا قوله ان تظل هذه هي العلة التي من اجلها قبلت شهادة المرأتين او الشهادة شهادة امرأتين فيكون التقدير خوفا او لاجل اه ان يحصل ظلال من احداهما فينتج عن ذلك ان تذكر اه احداهما الاخرى من انواعه ايضا ما يتعلق آآ ايظا من انواعه لقوله تعالى وان هذه امتكم امة واحدة. وانا ربكم فاتقون كانه قال لان هذه الامة امة واحدة وانا ربكم يلزمكم ان تتقوا الله جل وعلا كأنه قال ولان هذه امتكم امة واحدة فحينئذ اللام هنا مقدرة اه ايظا قد اه آآ جاء في قوله آآ ايظا آآ ان المشددة من صيغ آآ الالفاظ الدالة على التعليل ومن امثلة ذلك قوله تعالى وما ابرئ نفسي ان النفس لامارة بالسوء فان هنا من ادوات التعليل. كذلك من ادوات التعليل الفاء جمهور اهل الاصول على ان الفاء تدل على العلة وانها من طرق استخراج التعليل وما يقولون استدلون بقوله تعالى لاكلون من شجر من زقوم فمالئون منها البطون فشاربون عليه من الحميم ومنه قوله تعالى فوكزه موسى فقضى عليه. يعني ان اه وكز موسى هو السبب والعلة في كونه قد قضي عليه. فاستخدمت الفاء هنا للتعليل. ومنها قوله تعالى فتلقى ادم ومن ربه كلمات فتاب عليه. حيث رتب الحكم وهو قوله تاب عليه على العلة. وهي في قوله تلقى ادم كذلك من اه ادوات التعليل من هذا النوع ايضا قولها الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة من ادوات التعليل ايضا اجتماع الفاء ان في قوله في مثل قوله تعالى قل اجد فيما اوحي الي محرما على طاعم يطعمه الا ان يكون ميتة او دما مسفوحا او لحم خنزير فانه رجس او فسقا اهل لغير الله به. فقوله فانه رجس يفيد ان علة التحريم لهذه الامور انها رجس اه يحتمل ان يعود الظمير في قوله فانه على لحم الخنزير ويحتمل ان يكون الى المذكورات جميعا قبله هكذا ايظا من اه الفاظ التعليل لفظة الباء فهذا حرف يدخل على الكلمة اه يبين انها علة آآ الباء بمعونة القرائن تدل على التعليل. ومن ذلك قوله تعالى الرجال قوامون على النساء بما فظل الله بعظهم على بعظ وبما انفقوا من اموالهم في مثل قول الله جل وعلا ايضا حرف الجر في فانه وان كان في الاصل يدل على الظرفية الا انه في بعض المواطن قد يدل على التعليل كما في قوله تعالى انما يريد وان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر. اي بسبب الخمر والميسر كذلك ايضا من الفاظ الدالة على التعليل من الموضوعة لابتداء الغاية فانها تجعل من آآ الطرق الدالة على التعليل. ومن ذلك قوله تعالى مما خطيئاتهم اغرقوا فادخلوا نارا فقوله مما خطيئاتهم اي من ما خطيئاتهم فجعل الخطيئات علة الاغراق وفي مثل هذا ايضا لفظة على فانها اذا وضعت للاستعلاء الحسي والمعنوي فانها قد تجعل وجها من وجوه التعليل. كما في قوله تعالى ولتكبروا الله على ما هداكم. اي تكبروا الله من اجل انه هداكم كذلك لفظة لعل التي تستعمل على انها حرف جر فانها تكون من ادوات التعليل. وقد اه اه قيل في قوله تعالى لعله يتذكر او يخشى ان المراد به ان ما فعلوه من التذكير بالحسنى يكون علة للتذكر والخشية ومن امثلة ذلك ان ايظا بعظ اهل العلم قال لعل في القرآن كلها من على جهة التعليل هناك اذا هذا هو الطريق الاول الطريق النصي هناك سبيل الايماء. سبيل ايضا كذلك من الانواع المفعول المطلق. فانه يدل على آآ آآ اذا كان مفعولا لاجله فانه يدل على العلة كما في قوله تعالى حذر الموت رضا في قوله ان انها رجس آآ ننتقل بعد هذا الى القسم الثاني من اقسام الدلالة النصية على كون الوصف علة وهو سبيل الايمان اه بان يكون اه الكلام المذكور فيه الحكم قد وجد فيه اه لفظ بصياغة معينة اتدل على ان آآ الوصف على ان الوصف المذكور علة للحكم بدلالة الايماء والتنبيه ومن امثلة ذلك في قوله تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا. فقوله كانت لهم جنات الفردوس نزلا هذا هو الحكم والعلة التي من اجلها حكم عليه بهذا الحكم ان الذين امنوا وعملوا الصالحات فدل هذا على ان كل مؤمن عامل للصالحات فانه حينئذ يكون ممن يرجى ان يكون من اهله الفردوس. كذلك من طرق استخراج العلة ما كان بطريق الايماء بان يوجد مع الحكم وصف لو لم نجعل ذلك الوصف علة لكان بعيدا عن فصاحته الكلام ومن امثلته قوله جل وعلا اولئك الذي اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون فهذه الاحكام هدى من ربهم ومفلحون هذه احكام هي العلل التي من اجلها استحقوا اه ما سبق وآآ بالتالي آآ اولئك على هدى من ربهم هذا آآ هو العلة واولئك هم المفلحون هذا الحكم قد يقال بان الاوصاف المذكورة قبل هذا هي المعنى الذي من اجله ثبت الحكم آآ هكذا ايضا لابد ان نعرف ان طريق الايماء والتنبيه يكون على صور متعددة الصورة الاولى ان يرتب الحكم على الوصف المناسب على آآ الوصف بصيغة الفاء كما في قوله والسارق والسارقة فاقطعوا وكما قول في قوله قل هو اذى فاعتزلوا. فدل على ان كون الحيض اذى هو العلة في الامر الاعتزال وآآ الصورة الثانية ان اه يكون الوصف مقرونا اه الحكم وآآ بصيغة الجزاء بصيغة الجزاء كقوله تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب اه يجعل له مخرجا هذا هو الحكم. العلة من يتق الله. ومثله قوله ومن يتوكل على الله فهي فهو اسمه اي انه كان الله كافيا له بسبب كونه متوكلا عليه سبحانه وتعالى كذلك من اه اه انواع او من صور دلالة الايماء على التعليل ان يذكر الحكم جوابا لسؤال يفيد ان السؤال او ومضمونه يكون هو العلة لذلك الحكم ومن امثلة ذلك الرجل الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال اه واقعة اهلي فقال النبي صلى الله عليه وسلم اعتق رقبة والنوع الرابع ان يذكر مع الحكم وصف لو لم يعلل به لكان ذكر ذلك الوصف لغوا لا فائدة منه الطريق الخامس من طرق التعليل اه سبيل التنبيه ان يعقب الكلام او يضم من ما لو لم يعلل به لم ينتظر لم ينتظم الكلام. كقوله فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع فحينئذ نقول البيع لا يمنع مطلقا. فحين فلا بد ان يكون لمنعه في هذه الصورة مانع ومن ثم نقول صلاة الجمعة مانع او هي العلة في المنع من البيع كذلك من طرقه ان يقترن الحكم بوصف مناسب لو لم يعلل به فلا ادى ذلك الى القول بان الشريعة لم تراعي العلل ومناسباتها في الاحكام الشرعية فهذه ستة طرق ستة طرق تكون لاخذ العلة بطريق التنبيه والايماء وهناك طرائق اخرى يذكرها بعض الاصوليين آآ لكنها موطن خلاف بينهم هذا لابد آآ من طرق اثبات العلة الاجماع فاذا اجمع العلماء على ان ذلك الوصف هو العلة كان علة وبهذه المناسبة اذكر ان الاجماع على الحكم لا يعني الاجماع على التفسير. فقد نجمع انا وانت على مشروعية نحر اه او وضع اليد على مشروعية النحر. فتأتينا مثل قوله عز وجل قل ان صلاتي ونسكي فيقع الخلاف بيني وبينك في تفسير قوله نسكي. فانا اقول نسكي اي عبادتي مطلقة. وانت تقول بان المراد به ذبح الهدي او او الاضاحي او نحو اه ذلك وعلى كل فهذه طرق من طرق استخراج العلة آآ بواسطة النص. وقد آآ يمكن ان نستخرج العلة بواسطة الاستنباط من خلال الصبر والتقسيم او المناسبة او الدوران ولكل واحد منها شروط معتبرة عند اهل العلم لابد آآ من مراعاتها ولعلنا باذن الله عز وجل بهذا نكون قد تكلمنا عن تعليل الاحكام الفقهية الواردة في آآ النصوص من ان نتمكن من معرفة معانيها وحكمها. ومن اجل ان نعرف اه حدود اه القياس في هذه المسائل هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين كتاب الله كتاب