كتاب الله كتاب الله كتاب الله الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اما بعد فنتكلم باذن الله عز وجل في لقاءنا هذا عن اهم كتب التفاسير آآ كتب التفسير الفقهي وجد في الزمان الاول من سعى الى تفسير ايات الاحكام بايراد شيء من الاخبار سواء كانت من الاحاديث او من اثار صحابة التي تفسر ايات الاحكام ومن ابرز من الف في ذلك الامام الشافعي فقد كان له كتاب احكام القرآن ومن المعلوم ان الامام اه الشافعي كان من علماء الزمان الاول والامام الشافعي رحمه الله قد ولد سنة مائة وخمسين للهجرة وكان رحمه الله ممن رحل رحلات كثيرة واخذ من كثير من اهل العلم في زمانه والف مؤلفات آآ كثيرة وانتقل في اخر عمره لمصر وآآ من اعظم مؤلفاته كتاب الام. وقد توفي الامام آآ آآ الشافعي في سنة مئتين واربع وقد نقل عنه الاخلاق الفاضلة والكرم والسخاء وقد شهد الائمة للامام الشافعي بالفضل والمكانة كتابه هذا احكام القرآن اه ليس موجودا بين ايدي الناس اليوم ولكن اه قام العلامة البيهقي فالف اه كتابا سماه هو احكام القرآن ونسبه للامام الشافعي بان نقل مرويات الامام الشافعي التي يروي فيها اخبار في تفسير آآ الايات آآ القرآنية المتعلقة بالاحكام الفقهية كذلك ممن الف على هذه الطريقة ابو اسحاق اه القاضي ابو اسحاق اسماعيل ابن اسحاق المالكي المتوفى سنة مئتين واثنين وثمانين. حيث اورد عددا من الايات القاضي هو اسماعيل ابن اسحاق البغدادي و اه هو من علماء المالكية المشهورين. وقد نشأ في اسرة اه علم واه اه دين فضل ومكانة وقد تلقى العلم على العديد من علماء زمانه وولد رحمه الله سنة مئة وسبعة وتسعين وآآ ذلك في البصرة وتوفي سنة مئتين وآآ اثنين وثمانين و له العديد من اه المؤلفات التي كانت محل عناية العلماء اه نقلهم اه مؤلفه وهو من ائمة اهل السنة وله مكانة عند اهل العلم ومنزلة عالية ولا زال الناس يثنون عليه ومن اهم كتبه كتاب فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. ومن كتبه احكام اه القرآن اه هذا الكتاب احكام القرآن اه نقل فيه المؤلف الايات التي فيها احكام فقهية ولم يستوعبها ثم بعد ذلك قام بايراد بعض الادلة الدالة على آآ الدالة على آآ تفسيرها هذه الايات سواء من كلام النبي صلى الله عليه وسلم او من كلام اصحابه والموجود المطبوع جزء من هذا الكتاب وقد آآ اعتنى آآ المؤلف فيه بذكر آآ النصوص الواردة عن الصحابة وعن النبي صلى الله عليه وسلم وان كان في آآ وحرص المؤلف الكتاب الذي وجد بين ايدينا آآ ليس كتابا تاما وانما هو اجزاء من هذا الكتاب اه فهذه من الكتب التي اعتنت اه تفسير اه القرآن بالاسناد كذلك لكن بعد ذلك اعتنى اهل العلم تفسير كلام النبي صلى الله عليه وسلم لاستخراج الاحكام الفقهية منه وقد وجدت عدد من اه كتابات اهل العلم في هذا الباب. نريد لذلك امثلة. المثال اول كتاب احكام القرآن من تأليف ابي بكر الرازي الجصاص الحنفي قد ولد سنة ثلاثمائة وخمسة للهجرة وكان له مكانة عند علماء الحنفية لكن كان ينهج طريقة المعتزلة في كثير من ارائه معتقداته كان معروفا بالزهد وقد الف مؤلفات كثيرة في الفقه حنفي اه له كتاب الفصول من علم الاصول وهو كتاب عظيم وقد اه اه فالف كتابه احكام القرآن وهذا الكتاب قد عني المؤلف فيه او اهتم مؤلفه تفسير ايات الاحكام وحرص على تقرير مذهب الحنفية بل دافع عنه بتعصب قوي ولكنه يقتصر على تفسير الايات التي فيها احكام فقهية وقد رتب آآ آآ الايات على حسب ترتيب آآ السور. وفي مرات عديدة يحرص على ان ان يفسر الايات ذكر رأي الحنفية في المسائل الفقهية وان لم يكن لها علاقة بالاية التي آآ يفسرها كما ان المؤلف قد حرص على ان يقرر مذهب الحنفية في آآ المسائل الفقهية التي وردت في الكتاب بل آآ انطلق الى تعصب شديد لترجيح رأي الحنفية في جميع المسائل التي اوردها في آآ كتابه كذلك قام الهجوم على المخالفين له في عدد من آآ المواطن ومثال ذلك مثلا في آآ ايات اه اه المحرمات في النكاح قال فقد بان ان ما قاله الشافعي وما سلمه له السائل كلام فارغ لا معنى تحته في حكم ما سئل عنه وقال في موطن اخر بعدها ما ظننت ان احدا ممن ينتدب لمناظرة خصم يبلغ به الافلاس من الحجاج ان يلجأ الى فمثل هذا مع سخافة عقل السائل وغباوته ثم يقول بعد ذلك ولو كلم بذلك المبتدأ ومن واحداث اصحابنا لما خفي عليهم عوار هذا الحجاج وضعف السائل والمسئول فيه وفي مسائل آآ الوضوء قال وهذا القول مما خرج به الشافعي عن اجماع السلف وآآ الفقهاء هكذا ايظا كان يعني بتقرير مذهب آآ المعتزلة في كثير من المواطن ولذلك نجده تكلم في بعظ الصحابة تكلم لما في حقيقة آآ تكلم في نفي الصفات تكلم في حقيقة السحر آآ النموذج الثاني كتاب احكام القرآن من تأليف الكياء الهراسي والشافعي وهو عماد الدين ابو الحسن علي ابن محمد الطبري الكياه الراسي الكياء بكسر الكاف وفتح الياء المخففة ومعناه الكبير القدر الذي يقدمه الناس ولد سنة اربعمئة وخمسين للهجرة. وقد رحل عددا من الرحلات وتولى التدريس في المدرسة النظامية ببغداد الى ان توفي سنة خمسمائة واربع للهجرة. وكان معروفا بقوة الحجة في المناظرة وفصاحة العبارة حسن استخدام اللفظ وكتاب احكام القرآن هذا من اهم المؤلفات في التفسير الفقهي عند آآ الشافعية وقد حرص المؤلف على تقرير مذهب الامام الشافعي في جميع ما يورده من المسائل وحرص على ترجيح ذلك المذهب و آآ حرص على ابطال ادلة ابطال استدلالات المخالفين للامام الشافعي ولا يخلو الكتاب من آآ نوع ميل الى مذهب هذا الامام بل قد قرر في مقدمة آآ هذا الكتاب المذهب الشافعي على مذهب غيره مطلقا فقال ان مذهب الشافعي رضي الله عنه اشد المذاهب واقومها وارشدها واحكمها وان نظر الشافعي في اكثر ارائه ومعظم ابحاثه يترقى عن حد الظن والتخمين الى درجة الحق واليقين. والسبب في ذلك انه يعني الشافعي بنى مذهبه وعلى كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. وانه اتيح له درك غوامض والغوص على تيار بحره لاستخراج ما فيه. وان الله تعالى فتح له من ابوابه ويسر عليه من اسبابه ورفع له من حجابه ما لم يسهل لمن سواه ولم يتأتى لمن عاداه اه كذلك كان اه الكيا الهراسي يتأدب مع الائمة من اصحاب المذاهب الاخرى فكان حريصا على ان يثني عليهم والا يتكلم فيهم بما لم بما يقدح آآ فيهم فبالتالي لكنه في نفس الوقت رد على الرازي الجصاص ردود قوية بل في بعضها قسوة في اه العبارة واذا عرظ لاهم مواظع الخلاف التي ذكرها الجصاص وعاب فيها مذهب الشافعي حرص على ابطال شبهاته ودفع كل ما وجه الى مذهب الشافعي بحجج قوية يسلم له الكثير منها وفي اثناء ذلك قام آآ الكيل هراسي بالقاء عبارات قوية والفاظ مقظعة عن اه الجصاص من امثلة ذلك اه في تفسير قوله حرمت عليكم امهاتكم رد على الجصاص في مسألة الزنا بامرأة هل يحرم على الزاني اصول المرأة وفروعها؟ فقال عن الجصاص انه لم يفهم معنى كلام الشافعي رضي الله عنه ولم يميز بين محل ومحل ولكل مقام مقال ولتفهم معاني ولتفهم معاني كتاب الله رجال ليس هو منهم وقال في موطن وقال بعدها وقد ذكر الشافعي مناظرة بينه وبين مسترشد طلب الحق في هذه المسألة فاوردها متعجبا منها ومنبها على ضعف كلام الشافعي فيها. ولا شيء ادل على جهل الرازي وقلة معرفته بمعاني من سياقه لهذه المناظرة واعتراضاته عليها. ثم يقول ولم يعلم هذا الجاهل معنى كلام الشافعي اعترض عليه بما قاله وعجب وعجب الناس من ذلك. فقال في هذه المناظرة اعجوبة لمن تأمل. فكان كما قال القائل وكم من عائب قولا صحيحا وافته من الفهم آآ السقيط السقيم بل في موطن اخر يقول قل وكيف يتصدى للتصنيف في الدين؟ من هذا مبلغ علمه ومقدار فهمه فيرسل الكلام من غير ان يتحقق ما يقول ثم تعرضوا للطعن فيما لو عمر عمر نوح ما اهتدى الى مبادئ نظره في الحقائق وآآ بين المؤلف منهجه في التفسير في المقدمة فقالوا لما رأيت الامر كذلك يريد الاجحام مذهب الشافعي اردت ان اصنف كتابا في كامل قرآن اشرح ما ابتدعه الشافعي من اخذ الدلائل في غوامض المسائل وضممت اليه ما نسجته على منواله واحتديت فيه على مثال على قدر طاقتي وجهدي ومبلغ وسعي ووجدي وجدي ولا يعرف قدر هذا الكتاب وفيه وما فيه من العجب العجاب ولباب الالباب الا من وفر حظه من علوم المعقول والمنقول وتبحر في الفروع والاصول ثم انكب على مطالعة هذه الفصول بمسكة صحيحة وقريحة همة غير قريحة الكتاب الثالث الذي نورده هذا اليوم كتاب احكام القرآن لابن العربي. ابن العربي غير ابن الابن عربي المتصوف هذا من فقهاء المالكية وهو القاضي ابو بكر محمد ابن عبد الله الاشبيلي آآ اه اه المالكي وهو ولد سنة اربع مئة وثمانية وستين واتقن علوما اه كثيرة وحرص على ان يجمع اخلاقا فاضلة مع علم اه طيب والف مؤلفات كثيرة منها المساجد لك في شرح الموطأ والقبس على الموطأ والعواصم والقواصم والمحصول في اصول الفقه ونحو ذلك هذا التفسير احكام القرآن لا يعرظ لتفسير جميع سور القرآن واياته. ولكنه يتعرض لايات الاحكام فقط فيذكر السورة ثم يذكر عدد ما فيها من ايات الاحكام ثم يأخذ في شرحها اية اية وهذا الكتاب احكام القرآن لابن العربي من المراجع المهمة للتفسير الفقهي خصوصا عند المالكية وذلك لان المؤلف حرص على تقرير المذهب المالكية وترجيحه ولكنه اه وان كان فيه ميل لهذا المذهب الا انه لم يشتط في تعصبه لدرجة اه لدرجة ان او يتكلم عن غيره من اهل العلم والذي يتصفح اه تفسير اه احكام القرآن يلمس منه الانصاف ويلمس منه وان كان في بعظ فاضه نوع تقوية لمذهب المالكية وقد يتكلم بكلمات مقذعة لاذعة اه في مواطن اه قليلة واظرب لذلك امثلة المؤلف حرص على آآ ان يكون منصفا. ولذلك مثلا في قوله تعالى ولا تباشروهن وانتم عاكفون في المساجد فسر آآ الاعتكاف ثم قال وهو غير مقدر عند الشافعي اختلف اهل العلم في الاعتكاف هل لابد ان يكون يوما وليلة او لابد ان يكون يوما او يجزئ اي لحظة. فعند الشافعي واحمد انه غير مقدر واقله لحظة ولا حد لاكثره. وقال مالك وابو حنيفة هو مقدر بيوم وليلة. لان الصوم عندهما من شرط الاعتكاف وقال لان الصوم عندهما من شرط الاعتكاف قال علماؤنا لان الله تعالى خاطب الصائمين وهذا لا يلزم في الوجهين. اما اشتراط الصوم فيه بخطابه تعالى لمن صام فلا يلزم بظاهره ولا باطنه. لانها حال واقعة ولا لا مشترطة. واما التقدير بيوم وليلة فلا يصح لان الصوم من شرطه فضعيف فان العبادة لا تكون مقدرة بشرطها. الا ترى ان الطهارة شرط في الصلاة وتنقضي الصلاة وتبقى الطهارة فالمؤلف اه رد هذا الاستدلال مع ان القائل به من اصحابه ولم يستسلم اه لهذا الاستدلال ولكنه في مواطن قد يتعصب لمذهب المالكية كما في قوله واذا حييتم بتحية فحييوا باحسن منها قال اذا كان الرد فرضا بلا خلاف فقد استدل علماؤنا على ان هذه الاية دليل على وجوب الثواب في الهبة للعين وكما يلزمه ان يرد مثل التحية يلزمه ان يرد مثل الهبة الى اخره وفي موطن اخر ثم قال بعد ذلك قال الشافعي ليس في هبة الاجنبي ثواب. قال وهذا فاسد. لان المرء ما اعطى الا ليعطى. وهذا هو الاصل فيها وانا لا نعمل عملا لمولانا الا ليعطينا. فكيف بعضنا لبعض لكن يلاحظ انه يحكم على القول الاخر بعدم الصحة او بالفساد ثم بعد ذلك يبين العلة التي جعلته يقول اه بمثل ذلك انظر مثلا في قوله فان خفتم الا تعدلوا فواحدة وما ملكت ايمانكم ذلك ادنى الا تعولوا. قال ابن العربي اختلف فالناس في تأويل قوله ذلك ادنى الا تعولوا على ثلاثة اقوال. الاول الا تكثر عيالكم. والثاني الا اتضلوا والثالث الا تملوا قلنا اعجب اصحاب الشافعي بكلامه هذا وهو حجة لمنزلة الشافعي في اللغة وشهرته في العربية والاعتراف له بالفصاحة حتى لقد قال الجويني هو افصح من نطق بالظاد مع غوصه على المعاني ومعرفته بالاصول واعتقدوا ان معنى الاية فانكحوا واحدة ان خفتم ان يكثر عيالكم. فذلك اقرب الى ان تنتفي عنكم كثرة العيال قال ابن العربي كل ما قاله الشافعي وقيل عنه او وصف به فهو كله جزء من مالك من بحره ومالك اوعى سمعا واثقب فهما واصح لسانا واورع بيانا وابدع وصفا يدل على ذلك مقابلة قول بقول في كل مسألة وفصل وهكذا ساق وكان يحرص آآ على ان آآ يستدل باللغة وان يستعملها كما كان ينفر من الاسرائيليات ولا يخوضه فيها. ولذلك قال في موطن كثر استرسال العلماء في الحديث عنهم في كل موطن يريد وما انزل بباب الى ما هاروت وماروت. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال حدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج ومعنى هذا الخبر الحديث عنهم بما يخبرون به عن انفسهم وقصصهم لا اما يخبرون به عن غيرهم لان اخبارهم عن غيرهم مفتقرة الى العدالة والى الثبوت وما يخبرون به عن انفسهم يكون من باب اقرار المرء على نفسه او قومه فهو اعلم بذلك. واذا اخبروا عن شرع لم يلزم قبوله في رواية مالك عن عمر انه قال رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا امسك مصحفا قد تشرمت حواشيه فقلت فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما هذا يا عمر؟ قال جزء من التوراة فغضب وقال والله لو كان موسى حيا ما وسعه الا اتباعي. وكان رحمه الله ينفر من الاحاديث الظعيفة المثال الرابع كتاب الجامع لابي عبدالله القرطبي المالكي وكان رحمه الله من عباد العباد الصالحين والعلماء العارفين وحرص على التأليف في مواطن عديدة هذا التفسير والف كتاب التذكار في افضل الاذكار وهو كتاب عظيم وكتاب التذكرة وغير ذلك من اه الكتب التي تكون طالب العلم والقرطبي آآ له مشاركات كبيرة توفي رحمه الله سنة ستمية وواحد وسبعين للهجرة وتفسيره من اجل التفاسير واعظمها نفعا آآ وقد حرص على ابعاد الاسرائيليات منه. وحرص على ابعاد والتواريخ وحرص على ادخال احكام القرآن واستنباط الاحكام من الادلة وذكر القراءات والاعراب يقول عن نفسه لعلنا نرجع الحديث عن كلام القرطبي عن هذا التفسير للقاء القادم ونتكلم عن ابرز مفسرين المحدثين لايات الاحكام هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين كتاب الله كتاب الله كتاب الله