وقد جاء في الحديث الشريف ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة الا بنى الله له بيتا في الجنة وقد فصلت هذه الثنتى عشرة ركعة رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعائك الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الامين وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد اول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة صلاته فان كان في فرائضه نقص نظر في نوافله فان وجد لها نوافل كملت بها فرائضه وكذلك يفعل في جميع اعماله المفروظة. كما قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم اول ما يحاسب به العبد المسلم يوم القيامة صلاته المكتوبة. فان اتم او الا قيل انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فان كان له تطوع اكملت الفريضة من تطوعه ثم فعل بسائر اعماله المفروضة مثل ذلك وكون المسلم في الحرمين الشريفين فرصة عظيمة لفعل العبادات والتزود من الحسنات يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا. وما عملت من سوء تود لو ان بينها وبينه امدا بعيدا اهم النوافل في الصلوات الرواتب التابعة للصلوات الخمس وهن اثنتا عشرة ركعة بانها اربع قبل الظهر وركعتان بعدها وركعتان بعد المغرب. وركعتان بعد العشاء وركعتان قبل صلاة الفجر واهم الرواتب على الاطلاق ركعتا الفجر وفي الحديث الشريف ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها. والمراد في هذا الحديث بركعتي الفجر اي راتبة الفجر التي تكون قبل فريضة الفجر وعن عائشة رضي الله تعالى عنها انها قالت لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل اشد منه تعاهدا على ركعتي الفجر رواه البخاري وفي راتبتي الفجر والمغرب يستحب له ان يقرأ بسورة الكافرون في الركعة الاولى والاخلاص في الركعة الثانية. لما رواه عبدالله بن مسعود انه قال ما احصي ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين بعد المغرب وفي الركعتين قبل صلاة الفجر بسورة الكافرون وقل هو الله احد واما الاربع التي قبل الظهر فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مواظبا عليها لا يدعها. وفي الحديث من حافظ على اربع ركعات قبل ظهر واربع بعدها حرم على النار وصلاة النافلة تستحب في البيت سواء كانت راتبة او غيرها. لما جاء في الحديث الصحيح في الصحيح المتفق عليه ان افضل صلاة المرء في بيته الا المكتوبة. وفي الحديث اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم اي صلوا النوافل في بيوتكم ولا تجعلوا بيوتكم قبورا اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبورا متفق عليه واما صلاة الجمعة فانه ليس لها راتبة قبلية وانما يشرع لمن دخل المسجد قبل دخول الخطيب ان يشتغل بما يقربه الى الله من نوافل الصلاة والقراءة ونحو ذلك. يستحب له تحية المسجد ركعتان. فان شاء ان يتنفل بعدها قوافل فانها من النوافل المرسلة المطلقة وليست من قبيل السنن الراتبة واما بعد الجمعة فانه يستحب له ان يصلي بعدها اربعا لما جاء في الحديث اذا صلى احدكم الجمعة فليصلي بعدها اربعا. وان صلى في بيته صلى ركعتين لما جاء في حديث عبد الله ابن عمر ان رسول الله اي صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين في بيته متفق عليه اخواني الكرام ان مما يشرع في السنن الرواتب ان تقضى اذا فاتت وهذا تربية للعبد المسلم على عدم ترك العبادة التي واظب عليها وقد كان هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قضاء الرواتب اذا فاتته وعن عائشة رضي الله تعالى عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا فاتته الاربع قبل الظهر صلاهن بعد الظهر وقضاء الرواتب يجوز حتى في وقت النهي فعن ام سلمة رضي الله تعالى عنها انها قالت شغل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الركعتين بعد الظهر فصلاهما بعد العصر. وهذا والله تعالى اعلم حصل لما شغله وفد عبد القيس لما جاءوه بعد صلاة الظهر فشغلوه عن الركعتين فقضاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد العصر ان في قضاء النوافل تربية للعبد المسلم على المواظبة على الخير والمداومة عليه والاستمرار فان العبد اذا ترك النافلة يوما ولم يقضها يوشك ان تتغير نفسه شيئا فشيئا حتى يترك النوافل بالكلية. والله جل جلاله قد امرنا بالمسارعة الى الخيرات. والمحافظة عليها وقال رسوله الكريم خير العمل ادومه وان قل. اخواني الكرام اسأل الله جل جلاله ان يجعلني ممن ان يجعلنا واياكم ممن يحافظ على نوافله وعلى رواتبه في الحرمين الشريفين وفي غيرهما وصلى الله وسلم على نبينا الكريم وعلى اله وصحبه اجمعين. ربي اجعلني مقيما الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء. ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين ثم يقوم الحساب