بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد سيد الاولين والاخرين وعلى اله وصحبه اجمعين. السادة المشاهدون والسيدات المشاهدات السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ما زلنا نتابع الحديث عن ساداتنا اعلام القرآن اه في جيل التابعين وتابعي التابعين ومن بعدهم من الطبقات. ونتكلم اليوم عن علم عظيم من اعلام القرآن الذين صرفوا شطرا كبيرا من عمرهم في تعلم القرآن وتعليمه وهو الامام سليمان بن مهران الاعمش سليمان بن مهران الاعمش المتوفى سنة ثمان واربعين ومئة هجرية رحمه الله تعالى يذكر عنه الامام الذهبي نقلا عن وكيع ابن الجراح الامام العظيم المعروف يقول بقي الاعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الاولى. ما شاء الله الله يتوب علينا بغفر الله. اين نحن من هذا الكلام؟ بقي الاعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الاولى بهذا صاروا ائمة. وبهذا بارك الله في علمهم. وبهذا استحقوا ان يكون ان يكونوا سادة هذه الامة. وان ان يرفع الله ذكرهم عبر القرون وان تكون اسانيد القرآن في عصرنا ترجع الى هؤلاء الائمة الاعلام. رضوان الله تعالى عليهم. نسأل الله ان يخلقنا بهذه الاخلاق. سبعين سنة لم تفته التكبيرة الاولى. ما شاء الله. وقال الامام الخريبي ما خلف فالاعمش اعبد منه وكان صاحب سنة يعني لما توفي الامش لم يترك بعده من هو اكثر عبادة منه وكان متحريا لتطبيق السنة رحمه الله وهنيئا له بهذه ويعلق الامام الذهبي في كتابه معرفة القراء الكبار فيقول وللاعمش ملح ونوادر وللان القراء لا يعني انا لاحظت من خلال قراءتي عن القراء في العصور الماضية بل ومن خلال ما عاشرت السادة القراء في عصرنا ان شتى البلاد وعربا وعجما. لاحظت فيهم آآ الروح الخفيفة القراء. وفيهم روح الدعابة. والنكتة البريئة انا سبحان الله يعني قد يكون بعض الاختصاصات الاخرى الشرعية لا تجد في آآ رجالاتها هذا النوع لا ادري ما ما سر هذا الامر لكن آآ ما يذكر ما يذكره الامام الذهبي عن الاعمش ان للاعمش ملح ونوادر ايضا آآ معروفة عنه وعن غيره من القراء على مر العصور فانظروا اذا سبعين سنة لم تفته تكبيرة التكبيرة الاولى ومع ذلك كان صاحب ملح ونوادر. يعني الانسان ساعة هكذا ساعة هكذا ليس كله يعني بالجدي التركيز والجلال لا بد من ساعة جلال وساعة جمال اما ان يكون الانسان جلال جلال جلال فهذا يصل الى مرحلة لا يستطيع ان يعاشر الناس. وبالمقابل لا يصح ان يكون الانسان آآ دائما يعني كثير الضحك وكثير المزاح. وانما ساعة وساعة كما ورد في بعض الاحاديث الشريفة لو كنتم تدومون على ما انتم عليه وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فروشكم وفي الطرقات. ولكن ساعة وساعة. فمن هذا الباب يروى عن الاعمش ان كأنه كان له ملح ونوادر. ايضا يقول الامام عيسى ابن يونس لم نرى نحن مثل الاعمش يتكلم عن نفسه عيسى ابن يونس يقول لم نرى نحن مثل الاعمش. يعني رأينا علماء كثر طبعا كلهم خيرون وكلهم فضلاء ولكن منازل كمنازل الانبياء. قال تعالى تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض. فمن باب اولى ان يكون افراد الامة كذلك بينهم درجات يقول عيسى ابن يونس ايضا وما رأيت الاغنياء عند احد احقر منهم عند الاعمش. هون ليس الحقارة بمعنى وانما بمعنى ما يكترث بهم. الاعمش ما كان يكترث بهم لانه ليس له طمع فيما عندهم. ليس له طمع فيما عندهم. فمن قطع الطمع يعني عزت نفسه وصار كل الناس عنده سواء. ما رأيت الاغنياء عند احد احقر منهم عند الاعمش مع فقره وحاجته. يعني قد يقول للانسان يعني هو ليس بحاجة الى الاغنياء لانه هو غني. لا هو من حيث الدنيا ليس يعني ما عنده زوائد يعني دنيوية. لكنه عفيف النفس آآ نفسه فيها القناعة والرضا بما قسمه الله. لذلك لا ينظر الى الاغنياء ولا يكترث بهم ان اقبلوا او ادبروا. ما شاء الله ويذكر عنه تلميذه حمزة وسنأتي على ذكر الامام حمزة بن حبيبنا الزيات انه جاء مرة اي جاء حمزة الى شيخه الاعمش وفيه شيء من الحزن لان حمزة قرأ على الاعمش فقال له ما لك؟ فقال له خطأني الناس. قالوا قال له لماذا؟ قال خطأوني في قراءتي والارحام في سورة النساء. واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام بالجر عطفا على الهاء في كلمتي به قبلها. هذه مسألة نحوية ليس هذا مجال شرحها. ويقول حمزة لشيخه الاعمش وخطئوني فيه السيء ولا يحيق المكر السيء الا باهله. باسكان الهمزة منه ومكر السيء وصلا ومكر السيء ولا يحيق المكر السيء. كيف يسكنها وصلا؟ ايضا الناس الذين ليس لهم تعمق ولا مكنة في اللغة وكم من عائب قولا صحيحا وافته من الفهم السقيم ومن قل علمه كثر انتقاده دائما اخواني قليل العلم كثير الانتقاد. الذي يتعلم من علم من العلوم مسائله الرئيسة هو تجده كثيرا الانتقاد. لا يصح ولا يجوز وهذا لا تجيزه العربية وهذا كذا. لكنه لو تعمق لذلك يقول كبار العلماء عجبت لنحوي يخطئ وليس يخطئ قد يقرأها بعض الناس ان لم يكن الكتاب مضبوطا يخطئ. ليست كذلك وانما هي جبت لنحويا يخطئ يعني يخطئ غيره. لم؟ لان اهل النحو يعني كثيرون ما يقولون هذا مرفوع بكذا. وهذا منصوف منصوب على محذوف هو كذا فلذلك كل شيء يجدون له مخرجا في اللغة. لذلك عاب بعض الناس الذين لم يتعمقوا في اللغة على حمزة ومكر السيء ولا يحيق المكر السيء الا باهله بتسكين الهمزة وعابوا عليه ايضا وما انتم بمصرخي بكسر ياء كلمني وما انتم بمصرخي بالياء المشددة المكسورة في اخرها وهي في سورة ابراهيم. الشاهد من الكلام فقال له شيخه يعني لحمزة الزيات يا حمزة اذا خطأك الناس فقل لهم قرأت على الاعماش وقرأ الاعمش على ابراهيم النخعي وقرأ ابراهيم على علقمة ابن قيس وقرأ علقمة على عبد الله ابن ابن مسعود وقرأ ابن مسعود على رسول الله صلى الله عليه وسلم هل عندهم اسناد مثل هذا الاسناد هو يسأل الاعمى ايش يقول؟ هل عندهم اسناد مثل هذا الاسناد؟ ثم يعقب قائلا غلب الزياتون غلب الزياتون غلب الزياتون يعيدها ثلاث مرات والمقصود بالزياتين حمزة رحمه الله لان اسمه حمزة بن حبيب الزيات كان يشتغل ببيع الزيت ونقله من بلد الى اخر فنسب الى تلك المهنة. فاذا طيب الاعمش خاطر تلميذه حمزة بهذه اللطافة وبهذه الحجة. اننا لما نقرأ هذه الحروف ما اتينا بها من عند انفسنا. ولا اخترعناها ولا قسناها. وانما ذكرناها عن رواية فهل المنتقدون لقراءتنا عندهم سند ينتقدوننا من خلاله ما شاء الله. هذه من ابرز اللطائف في ترجمة الامام الاعمش