ومن الائمة الكبار المعروفين لدى المشتغلين بعلوم القراءات الشمس الثانية من شموس القراء السبعة وهو مامو عبدالله بن كثير امام مكة المكرمة في القراءة. الامام ابن كثير مات سنة عشرين ومئة هجرية مات في السنة العشرين بعد المئة الاولى للهجرة النبوية الشريفة. يقول عنه الامام ابن مجاهد صاحب كتاب السبعة لم يزل عبد الله بن كثير هو الامام عليه في القراءة بمكة حتى مات يعني اجمع عليه اهل بلده وان قراءة ابن كثير هي قراءة اهل مكة حتى مات رحمه الله تعالى. ويقول عنه ابن وهبان في كتابه في احسن الاخبار كان ابن كثير رحمه الله كثير الاحتقار لنفسه. الاحتقار هنا بمعنى عدم النظر الى النفس وعدم اه اه يعني اه رفع الانف هكذا والشموخ والاستعلاء على عباد الله. كثير الاحتقار لنفسه متواضعا مع ابناء جنسه يكرم الفقراء ويعرض عن ابناء الدنيا. وهذا ان شاء الله تعالى من علامات آآ التواضع وقصد الله عز وجل وقصد الدار في الاعمال. وكان ابن كثير ايضا لا يقرئ احدا الا بسبقه. بسبقه يعني من جاء اسبق فهو الذي يقرأ يقرأ فلان لانه ابن فلان او فلان لانه اخو فلان الى اخره من الامور الدنيوية. ولكن العبرة بمن سبق. ما القصد من ذلك؟ الذي سبق هذا دليل الاهتمام. فالذي يسبق هذا دليل على انه مهتم اكثر من غيره. لذلك يبدأ الامام به. ويعني هذه سنة لنا اخواننا الذين يشتغلون باقراء القرآن وتعليمه ان نستن جميعا بهذه السنة التي التي سنها لنا ائمتنا القراء ان نقدئ بحسب الاول فالاول ايضا يذكر ابن وهبان في احسن الاخبار عن شيخ ابن كثير واسمه مجاهد ابن جبر. يقول مجاهد ابن جبر يقول عن تلميذه عبدالله بن كثير لم ارى فيمن قرأ علي كابن كثير ما شاء الله! دي شهادة من الشيخ الى تلميذه. لم ارى فيمن قرأ علي كابن كثير. وقد قدمه في زمانه يعني مجاهد ابن جبر قدم ابن كثير في زمانه وفي حياته. يعني في بعض المشايخ طالما هم موجودون لا يقرئ طلابهم. انا لا ارى ذلك ابدا. انا ارى ان الشيخ اذا كان بعيد النظر عليه ان ينتقي من طلابه البارزين والذين فيهم فطانة وفهم يشم منهم رائحة فيقدمهم ويجعلهم يقرؤون في حياته. حتى اذا جد لهم جديد او استفسار او سؤال فشيخهم موجود يرجعون اليه ويسألونه. هذا انا افضله للشيوخ المعاصرين الذين تصدوا لتعليم القرآن ان يقرؤوا ان يجعلوا طلابهم بارزين يقرؤون في حياتهم حتى يطمئن الشيخ الى ان هناك جيلا من بعده يصلح لاقراء القرآن فينتقل لما يأتي الاجل الى الدار الاخيرة وهو مطمئن انه ترك القرآن العظيم بايد امينة. اذا قال مجاهد بن جبر عن تلميذه ابن كثير لم ارى فيمن قرأ علي كابن كثير وقد قدمه للاقراء في زمانه وجعله خليفته هذا امر مهم جعله خليفته. يعني كمان يفضل لشيخ القراءة في بلدة من البلاد او او امام مقدم في بلدة من بلاد في اقراء القرآن ان يعين خليفة له قبل ان ينتقل وان يتقي الله عز وجل في هذا الخليفة. ان يكون فعلا هو افضل من قرأ عليه واتخن من قرأ عليه وان يكون ذا تواضع وان يكون يشم منه رائحة الاخلاص عندئذ يقول فان فلان اذا مت ففلان خليفتي. فعندئذ ينتقل ذلك العالم ولم يترك في مكانه فراغا. هذا اولى من ان تترك الاماكن فارغة فيمد رقبته كل متطلع الى هذا الامر لانه ليس كل الناس عندهم اخلاص نسأل الله العافية