بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد سيد الاولين والاخرين وعلى اله وصحبه اجمعين. السادة المشاهدون السيدات المشاهدات السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته واهلا وسهلا بكم في الحلقة الثالثة من برنامج شموس القراء كنا قد وقفنا في الحلقة الماضية عند آآ علم كبير من اعلام ساداتنا صحابة القراء وهو سيدنا زيد ابن ثابت رضي الله تعالى عنه. وتكلمنا عن انه كتب القرآن العظيم ثلاث مرات تكلمنا عن مرتين منهما وهو انه كتبه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم كتبه مرة ثانية في عهد سيدنا ابي بكر وجمع القطع المكتوبة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم قطعا نبوية جمعها في الصحف في عهد سيدنا ابي بكر وبقيت تلك الصحف كما اسلفنا عند سيدنا ابي بكر وتسلسل بنا الحديث الى عهد عثمان حيث ان الصحف عند امنا حفصة بنت عمر بن الخطاب وقلنا بان هناك جيشين من جيوش المسلمين التقيا في ارمينيا واذربيجان جيش قادم من العراق وهم يقرأون كما يقرأ سيدنا عبدالله بن مسعود وجيش ات من الشام وهم يقرأون كما يقرأ سيدنا ابو الدرداء صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي تلك المنطقة من العالم منطقة ارمينيا واذربيجان ايضا كان معهم صاحب من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هو سيدنا حذيفة ابن اليمان. سيدنا حذيفة ابن اليمان اه صاحب رسول الله كان يسمى صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يقال بان النبي صلى الله عليه وسلم اعلمه اسماء المنافقين. كان رضي الله عنه يقول عن نفسه كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة الوقوع فيه. اذا سيدنا حذيفة رجل ذو نظرة مستقبلية. ينظر دائما الى عواقب الامور ومآلها. فكان معهم في تلك الفتوحات الاسلامية فسمع رجلا ينتقد قراءة رجل في ذلك الجيش الخضم من جيوش المسلمين الاول واتموا الحج والعمرة للبيت. فقال الثاني لا واتموا الحج والعمرة لله فاصر الاول على قراءته واصر الثاني كاد ان آآ يعني ان يقتتلا وكل منهما يقول قراءتي اصح من فهال هذا الامر هذا الامر هالة سيدنا حذيفة ابن اليمان فترك المعركة وعاد الى المدينة انظروا رضي الله عنه وجد بان هذا اوجب عليه عاد الى المدينة ولكم ان تتصوروا المسافات التي قطعها سيدنا حذيفة رضوان الله تعالى عليه. كل هذا من حبهم وخوفهم على القرآن العظيم. عاد الى المدينة وقال لسيدنا عثمان بن عفان خليفة مين؟ ادرك هذه الامة قبل ان يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى. طبعا اكيد سيدنا عثمان سأله ما الخبر؟ فقص عليهم ما سمع فعندئذ سيدنا عثمان اراد ان يقطع دابر هذه الفتنة بان يعيد امة الاسلام الى النص الاول الموثق النص الذي كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نقل من الصحف النبوية من القطع النبوية الى الصحف الصديقية البكرية. فارسل الى امنا حفصة بنت عمر رضي الله عنها ارسلي الينا الصحف. ننسخها ثم نعيدها اليك. فارسلت اليه الصحف فشكل لجنة للنسخ من تلك الصحف عدة نسخ امهات وارسالها الى صار المسلمين. تلك اللجنة جعل رئاستها لزيد بن ثابت رضي الله عنه الذين تكلموا عنه. وعمل معه لجنة من بعض قادة الصحابة الذين يجيدون الكتاب وامرهم ان ينسخوا من تلك القطع الصديقية البكرية مصاحف عدة وان يقابلوا ويراجعوها ويدققوها ويحققوها ثم بعد ذلك يرسل الى كل تجمع كبير من البشر من المسلمين وهو ما يسمى عند بالمصر كلمة مصر يعني تجمع بشري كبير. فانصار انصار المسلمين في ذلك العصر تعني الكوفة تعني البصرة تعني مكة والمدينة تعني دمشق تعني اليمن تعني البحرين والبحرين في زمانهم ليست تلك الجزيرة الصغيرة التي نراها يوم على الخريطة وهي دولة اليوم وانما البحرين في زمانهم هي الشريط الشرقي لشبه الجزيرة العربية. الساحل الشرقي قيل الجزيرة العربية يعني منطقة الان الكويت والامارات وقطر وجزيرة البحرين نفسها كل هذه المناطق اسمها في القديم البحرين فهناك ايضا تجمع كبير للمسلمين فارسل الى كل بقعة من تلك البقاع مصحفا مما كتبه زيد وتلك اللجنة هذه المرحلة الثالثة التي اكرم الله عز وجل عبده زيد ابن ثابت رضي الله تعالى عنه ان يكتب فيها المصحف الشريف ما شاء الله هنيئا له على هذا الدور الذي يغبط عليه وهو شيخنا في كتابة المصحف وشيخنا في نطق القرآن العظيم فان زيدا رضي الله عنه ليس دوره محصورا في كتابة المصحف وانما دوره في انه تلقى من رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قدم معنا في الحلقة الماضية لما قلنا يقول زيد آآ اوتي بي النبي صلى الله عليه وسلم مقدمه المدينة فقيل هذا من بني النجار وقد قرأ سبع عشرة سورة فقرأت عليه فاعجبه ذلك. اذا اعجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بقراءة زيد هذه شهادة منه وهو استكمل حفظ القرآن واستكمل خانه وبعد ذلك لم يكتفي بدوره العظيم في جمع القرآن العظيم في العهد البكري وفي تدوينه في العهد عهد سيدنا عثمان وانما اضاف الى ذلك تلقين الامة القرآن العظيم. فان اسانيدنا برواية حفص عن عاصم بل روايات عديدة غيرها تؤول تلك الاسانيد صوتيا الى سيدنا زيد ابن ثابت رضوان الله تعالى عليه. فجزاه والله تعالى عنا خيرا. زيد رضي الله عنه مع تلك المنزلة في القرآن من حيث الكتابة ومن حيث النطق القرآني له منزلة اخرى فقد كان لمن بالفرائض اي الامور التي افترضها الله عز وجل في كتابه من حيث توزيع تركة الميت. كم يأخذ الاب وكم تأخذ الام وكم تأخذ الزوجة وكم ياخذ الاب اي عفوا الابن الاولاد والذكور والاناث الى اخره مما يسمى عند الناس بعلم الفرائض فقال عليه الصلاة والسلام افرضكم زيد. افرضكم طبعا افرط بوزن افعل وافعل اسمه تفضيل. ما معنى اسم التفضيل لما نقول مسلا اطولكم زيد مسلا ليس معناها ان الباقين قصار لا اشتركوا كلهم في الطول ولكن زيد من زاد عليهم في الطول. لان افعل تعني ان صاحب تلك الصفة قد زاد بتلك الصفة على اقرانه. فلما يقول النبي عليه الصلاة والسلام زايد يعني ان الصحابة عارفون بالفرائض ولكن اعلمهم بالفرائض هو زيد ابن ثابت. فهذا وسام نبوي وشهادة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لما يقول افرضكم زيد. وكل الصحابة فرضيون رضي الله تعالى عنهم. مع كل هذا العلم ومع كل هذا الدور المحوري في خدمة القرآن فقد كان سيدنا زيد بن ثابت رضي الله عنه شديد التواضع. يذكر انه كان مرة كيبان على دابة سيدنا مين؟ زيد ابن ثابت. فاتى ابن عباس سيدنا عبد الله ابن عباس اتى واخذ بركابه. يعني اخذ بزمام الدابة يقوده يعني بلغة العصر نقول يسوق به الدابة. يعني شف التواضع. انظروا الى تواضع سيدنا عبد الله بن عباس وهو حبر الامة وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي ضمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بابيه وامه الى صدره الشريف وقال اللهم فقهه في الدين وعلمه ومع ذلك ما نظر الى ما عند نفسه من منزلة من حيث القرابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه من اهل البيت ولا نظر الى ما اتاه الله من علم وانما نظر الى ان زيد ابن ثابت هذا عالم من علمائنا. علي ان اعظمه. علي ان اه اظهر قدره فاخذ زمام الدابة واخذ بركاب زيد يسوقه. سيدنا زيد ما رضي هذا فكما تقول الرواية التي ذكرها ابن حجر في الاصابة عن الشعبي قال ركب زيد بن ثابت. فاخذ ابن عباس بركابه فقال يعني زيد لا تفعل يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال يعني ابن عباس هكذا امرنا ان نفعل علمائنا انظروا الى كلمة امرنا مبني للمجهول. فعل مبني للمجهول. ومن الامر؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم. امرنا ان نعظم علماء الامة. هكذا امرنا ان نفعل بعلمائنا قال زيد اه ابن ثابت ابن عباس ارني يدك. فاراه يده وهو لا يدري لماذا. فاخذها وقبلها وقال ابن وقال زيد هكذا امرنا ان نفعل باهل بيت نبينا. هكذا يعني بمعنى ان نحترمهم وان نعظمهم لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم قل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى. هذه يا اخواني هؤلاء هم ساداتنا هؤلاء هم شيخنا هؤلاء هم قدواتنا كل واحد آآ يعني ينظر الى ما عند الاخر من قدر فيحترمه من اجله وآآ يعني يخمل نفسه ولا يجعل لنفسه منزلة ليس مينو هذا؟ انا اعلم منه اذا هو من بني النجار انا من قريش انا ابن عم رسول الله ما فعل هكذا ابن عباس. فانت لما تسمع هذا الحوار اللطيف الذي دار بين ابن عباس وبين زيد ابن ثابت تحتار والله في من؟ يعني في من آآ تعجب اتعجب بتواضعي هذا ام بتواضعي هذا رضي الله تعالى عنهما اجمعين. ولكن لما نقول ان لما نعلم انهم تربوا في مدرسة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا غرابة لا غرابة فهذا هو سيدنا زيد ابن ثابت رضي الله عنه هو شيخنا وهو استاذنا في السند وشيخنا في بكتابة المصحف جزاه الله تعالى عنا خيرا. توفي رضي الله عنه في سنة خمس واربعين آآ من الهجرة النبوية