ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا يحزنون الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد اسعدنا بلقائكم في هذه الحلقات المتتابعة التي عنوانها لا تخف وكيف يخاف الانسان وهو يعلم ان الامور كلها بقدر وان كل ما يحدث في الكون فهو مقدر من عند رب العزة والجلال. كما قال سبحانه ان كل شيء خلقناه بقدر وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم اول ما خلق الله القلم قال له اكتب فكتب ما هو كائن الى يوم القيامة واذا علم العبد ان كل ما يحصل في الكون مقدر بقدر من الله قبل ان تخلق السماوات والارض حينئذ يطمئن قلبه ويهدأ باله ولا يجد الخوف طريقا اليه ثمان العبد المؤمن متى كان من يقينه ان الله جل وعلا لا يقدر قدرا الا فيه الخير والمصلحة العامة. فانه حينئذ يرضى بقضاء الله ويسلم له فلا يجد الخوف طريقا الى قلبه ثمان العبد متى علم ان الله قد انعم عليه بصنوف النعم وانه قد والاه بالخيرات الكثيرة المتتابعة كما قال تعالى الم تروا ان الله سخر لكم ما في السماوات وما في الارض واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة. كان هذا من اسباب زوال الخوف من قلبه وعدم استسلامه لشعور الخوف وهكذا اذا نظر الانسان في من حوله وقارن حاله بحال غيره وجد ان حاله احسن من حال غيره. وبالتالي كان هذا من اسباب قناعته التي تزيل الخوف من قلبك به يقول النبي صلى الله عليه وسلم انظروا الى من هو اسفل منكم ولا تنظروا الى من هو اعلى منكم فانه اجدر الا تزدروا نعمة الله عليكم وهكذا من الاسباب التي تجعل الانسان فرحا بنعم الله غير خائف ان يكون شاكرا لنعم الله مسند بها على الله جل وعلا. ومن شكر الله سبحانه وتعالى رضي الله عنه وازال عنه العقوبات. كما قال تعالى ما يفعل الله بعذابكم ان شكرتم وامنتم. وكان الله شاكرا عليم. وكما قال وان تشكروا يرضه لكم. وكما قال واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم قم ومن الاسباب التي تجعل الانسان يكون من اهل الرضا ومن اهل الطمأنينة بحيث لا يجد الخوف مجالا ولا طريقا الى قلبه ان يكون موقنا بان رب العزة والجلال يبتلي العباد بما شاء تكون تلك الابتلاءات لمصلحة العبد. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير وليس ذلك الا للمؤمن. ان اصابته ظراء صبر فكان خيرا له وان اصابته سراء شكر فكان خيرا له. وليس ذلك الا للمؤمن ان المؤمن برظاه بقظاء الله وقدره لا يجد الخوف طريقا الى قلبه. فهو يعلم ان الله جل وعلا قد شرع له من العبادات ما يتناسب مع حاله ومن ثم فانه يستعمل جميع الاقدار التي تقدر عليه في طاعة الله جل وعلا ويختار من العبادات ما يتناسب مع تلك الاقدار المقدرة عليه بارك الله فيكم واوصيكم بالوصية لا تخافوا ولا تحزنوا وكونوا مؤمنين بالله جل وعلا. وكونوا راضين بالله ممن يحسن الظن في الله جل وعلا. وقد قال الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي انا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء بارك الله لكم واسعدكم في دنياكم واخراكم وتقبل الله صالح اعمالكم ووفقكم لما يسعدكم دنيا واخرة. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا يحزنون