ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون الحمد لله رب العالمين نحمده على نعمه ان هدانا لدين الاسلام وجعلنا من اتباع سيد الانام صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم اتم السلام وبعد اخوتي الاعزاء ان من اشنع اموري الخوف ان يخاف الانسان من الناس بتبليغ شرع الله عز وجل او في العمل بما يرضي رب العزة والجلال فان الانسان متى علم ان القلوب بيد الله وان من التمس رضا الله بسخط الناس فان الله يرضى عنه ويرظي عنه الناس وان من التمس رظا الناس بسخط الله فان الله يسخط عليه ويسخط عليه الناس وهذه سنة كونية ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذا جاءت النصوص بالترغيب في ان يكون الانسان ممن يخشى رب العزة والجلال ولا يخشى احدا سواه قال تعالى الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون احدا الا الله وانظر لهذه الاية التي تتعلق بتحويل القبلة فان القبلة كانت في اول الامر الى بيت المقدس وبعد الهجرة بسبعة عشر شهرا حول الله جل وعلا القبلة الى الكعبة كما في قوله تعالى قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها. فولي وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطرا ثم بين ان بعض الناس قد يعترظ كما في قوله سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها فرد الله عليهم قل لله المشرق والمغرب وقال تعالى ومن حيث خرجت فولي وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطرة لان لا يكون للناس عليكم حجة الا الذين ظلموا منهم. وليتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون وهكذا لما ذكر الله جل وعلا المحرمات من الاطعمة وبين ان الدين قد كمل بعد وقوف رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرفة قال تعالى حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل لغير الله به. والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما اكل السبع الا ما زكيتم وما ذبح على النصب وان تستقسموا بالازلام ذلكم فسق. اليوم يأس الذين كفروا من دينكم يعني لتكن خشيتكم من الله جل وعلا. ثم قال اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دين وحينئذ فلا مجال لان تقدم خشية الناس على خشية الله جل وعلا وهذا الخطاب بتقديم خشية الله على خشية الناس كما جاء الى هذه الامة جاء الى الامم السابقة. قال تعالى انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا والربانيون والاحبار بما استحفظوا من كتاب بالله وكانوا عليه شهداء يعني لتكن خشيتكم من الله جل وعلا. ثم قال ولا تشتروا باياتي ثمنا قليلا وهكذا في قوله سبحانه في ذكر الجهاد اتخشونهم؟ فالله احق ان تخشوه ان انتم مؤمنين وكما في قوله تعالى قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن وترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بامره والله لا يهدي القوم الفاسقين والخشية ينبغي ان تكون من الله لا ان يخشى الانسان على دنياه عند تنفيذه لامر الله بارك الله فيكم ووفقكم الله لكل خير وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون