ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فالوصية للجميع وصية الخير لا تخف وكيف يخاف الانسان وهو يستمع لوعد رب العزة والجلال بانزال الخيرات والنصر والتمكين لاهل الايمان والتقوى فمن كان من اهل التقوى فان الله جل وعلا قد وعده بخيري الدنيا والاخرة ومن ثم فكيف يخاف؟ والله قد وعده بالخيرات انظر لقول الله جل وعلا ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب فاذا كان الناس يخشون على انفسهم من المضائق فان الله قد وعد اهل التقوى بان يخرجهم منها. فمن كان من اهل التقوى كيف به يخاف من ان تضيق به الحال ومن كان من اهل التقوى فكيف يخاف ان يضيق عليه في رزقه. والله تعالى يقول ويرزقه من حيث لا يحتسب ونحن نعلم ان الارزاق بيد رب العزة والجلال. وانه سبحانه يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر وانه جل وعلا ما من دابة في الارض الا على الله رزقها. ويعلم مستقرها ومستودعها. كل في كتابه مبينا ومن ثم فان المؤمن لا يخاف على امر رزقه لانه يعلم ان الرزق مكفول من عند رب العزة والجلال ويقول جل وعلا ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا كيف يخاف الانسان من ان تضيق به المضائق او ان يكون هناك عسر عليه في حياته وهو هذه المواعيد من الله جل وعلا الصادق في وعده القادر على تنفيذه. فان مع العسر ترى ان مع العسر يسرا. يريد يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر وقال جل وعلا والله يريد ان يخفف عنكم. وبالتالي كيف نخاف من سوء في حياتنا او من عسر فيها وكيف نخاف ونحن نسمع وعد الله؟ قل هي للذين امنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة ثم كيف نخاف ونحن نسمع وعد الله جل وعلا لاهل الايمان بان يكون ناصرا لهم. كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا ان تنصروا الله ينصركم وكما قال تعالى ولينصرن الله من ينصره. ان الله لقوي عزيز. الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر. ولله عاقبة الامور وكما قال تعالى انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد. وكما قال ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين انهم لهم المنصورون وان جندنا لهم الغالبون وكيف نخاف ونحن نعلم ان الله غفور رحيم. وانه قد بسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل يده بالليل ليتوب مسيء النهار. قال تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا ومن رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم. وقال تعالى واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى وقال جل وعلا والذين لا يدعون مع الله الها ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون. ومن يفعل ذلك يلقى اثاما يضاعف له العذاب يوم قيامة ويخلد فيه مهانا الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما. بارك الله فيكم وجعلكم الله موفقين. معانين. هذا والله اعلم صلى الله على نبيه محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون