ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فان شعور الخوف من الناس شعور فظيع يجعل الانسان ممزع القلب وبالتالي يفوت عليه كثيرا من الافعال الجميلة التي قد تعود على حياته بالنفع الكثير من ذلكم شعور نبي الله موسى عليه السلام حينما قتل الرجل الذي من قومي فرعون فانتشر الخبر وعلم الناس بان ذلكم المقتول انما قتله موسى عليه السلام وبالتالي تآمر القوم على موسى وتآمر قوم فرعون ليقتلوا موسى ثأرا بقتيلهم الذي قتله موسى عليه السلام فجاء رجل يسعى من اقصى المدينة يخوف موسى عليه السلام من هؤلاء الغاضبين المتآمرين عليه يا موسى ان الملأ يأتمرون بك ليقتلوك تخرج اني لك من الناصحين. نعم انه من الناصحين فهؤلاء القوم انما ارادوا قتل موسى عليه السلام فما كان من موسى الا ان خرج خائفا يترقب قال ربي نجني من القوم الظالمين نعم خرج يخاف من ان يدركه هؤلاء القوم وبالتالي يقتلونه شر قتلة ثأرا تهم الذي مات على يد موسى عليه السلام فما اشنع شعور الخوف خصوصا ذلكم الخائف الذي يخاف من ان يقتل ويعلم بان التدابير قد جاءت حوله من اجل قتله فخرج موسى خائفا يترقب. نعم خرج من قومه وخرج من بلده. متوجها الى مدين قطع في سبيل ذلك المسافات البعيدة. وما ذاك الا لحكم يراها رب العزة والجلال. دافعه الى هذا انتقال هو خوفه من ان يتسلط عليه قوم فرعون فيقتلونه نظيرا ميت الذي مات على يده حينئذ من زيادة خوفه ومن زيادة اضطرابه لم يسعى الى ان يسلك الطرق الجانبية بل سار على اعظم طريق واكبر طريق لانه لا يعرف الا ذلكم الطريق. ولم يخطط التخطيط الباهر له ولكن قوم الرجل ظنوا ان موسى عليه السلام سيسلك الطرق الجانبية. وبالتالي اصبحوا يبحثون عنه في طرق الجانبية يريدون بذلك قتله عليه السلام بينما كان يسير في جادة الطريق طريق المعروف حتى وصل الى مدين. فهذا الشعور الذي كان ينتابه من الخوف من قومه الذين يريدون قتله من قوم فرعون وكونه يخشى الا آآ يهتدي للطريق والا يعرف ما يوصله الى مدينة من المدن يقضي بها وطره ويبحث عن الامن في ذلك البلد ويجد ما كانوا به من سد جوعته فما اعظم هذا الشعور الذي كان من موسى عليه السلام وكيف هيأ الله جل وعلا له ان ينتقل الى بلاد مدين من اجل ان يزول عنه بعض الخوف الذي انتابه بسبب قتل قريبهم الذي قتله موسى عليه السلام بارك الله فيكم وفقكم الله لكل خير. وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون