ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد وقد جعل الله جل وعلا اسبابا يرتفع بها الخوف عن الانسان ومن تلك الاسباب ان يكون من اهل الايمان الذين يؤمنون بالله ربا يؤمنون بان الله هو المتصرف في الكون ويؤمنون بان الله جل وعلا هو المستحق للعبادة فيعبدون الله جل وعلا وحده بالصبر واحتساب الاجر فيزول عنهم الخوف ان رب العزة والجلال يمتن على بعض العباد بان يرفع الخوف من قلوبهم فيكون هذا من اسباب صلاح احوالهم واستقرار امورهم يقول تعالى وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخرفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد وفي مأمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا فمتى كان الانسان عابدا لله عز وجل لا يصرف شيئا من العبادات لغيره سبحانه فانه يرجى له نعمة الامن ويقول تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون فمن رفع نفسه من الاخلاق المنافية لدين الاسلام. ومن الشرك الذي هو اعظم الذنوب. فان الله جل وعلا سيمتن عليه بان يسوق له الامن فيكون من الامنين في الدنيا مع ما ينتظره من الثواب الجزيل في الاخرة وقد امتن الله جل وعلا على اهل البيت بان جعلهم من اهل الامن كما في قوله تعالى فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوفا واذا نظر الانسان الى حال اولئك الذين يصرفون شيئا من العبادات لغير الله يجد ان قلوبهم لما علقت بمعبودات من دون الله كان هذا من اسباب ورود الامراض النفسية اليهم ومنها الخوف وبالتالي فعل الانسان ان يكون من اهل الايمان ومن اهل العمل الصالح حتى يكون بذلك من الامنين في الدنيا والاخرة ان الناظر في احوال انبياء الله عليهم السلام. يجد انهم مع ما طرأ عليهم من الوقائع العظيمة الشديد وما نزل بهم من كيد اعدائهم ومع ذلك لم يكونوا يخافون الا من الله جل وعلا فاورثهم الله سبحانه العاقبة الحميدة ومن هنا فان العبد ينبغي به ان يستشعر ان الخوف الذي يطلب منه هو خوفه من الله اي سبحانه وتعالى وان الخوف من اولئك الذين يعادون شرع الله لا قيمة له ولا ينبغي ان يؤبه له. كما قال تعالى انما ذلكم الشيطان اولياءه يخوف اولياءه قيل في تفسيرها معنيان. الاول ان الشيطان يحرك قلوب اوليائه ليكونوا من الخائفين والمعنى الثاني ان الشيطان يحاول ان يجعل المؤمنين يخافون من اولياء الشيطان وكلا المعنيين تحتمله الاية. وبالتالي لا مانع من تفسير الاية بالمعنيين ان من الامور التي تتكرر في هذا الباب ان الانسان متى كان مراعيا لاحكام الله عز وجل على شرعه فان الله جل وعلا سيجنبه الخوف واسبابه. وبالتالي يكون من المفلحين الفائزين بارك الله فيكم ووفقكم الله لكل خير وجعلكم من المؤمنين الصالحين كما نسأله جل وعلا ان يصلح احوال الامة وان يوفقهم لكل خير هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا يحزنون