ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فأرحب بكم ايها الاخوة الاعزاء بلقاءات نتدارس فيها المنهج الشرعي بالتعامل مع الخوف واسبابه لقد قدر الله جل وعلا في الكون حوادث قد تثير مكامن الخوف في القلوب وبالتالي على الانسان ان يتعامل معها بوفق شرع رب العزة والجلال يقول الله جل وعلا واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم. ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا وقد ذكر الله جل وعلا ان الوقائع العامة التي قد تثير مخاوف في قلوب الناس ينبغي الرجوع فيها الى علماء الشريعة الذين يبينون للناس الحكم الشرعي في تلك المخاوف بناء على ما يأخذونه من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن هذا المنطلق على الانسان ان يراجع علماء الشريعة فيما يشكل عليه وفيما يرد اليه من المسائل خصوصا تلك المسائل العامة التي قد يكون فيها اثارة المخاوف في قلوب الناس ولقد فظل الله جل وعلا علماء الشريعة ورفع مكانتهم وامر بالرجوع اليهم. كما قال سبحانه يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات وكما قال جل وعلا فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. وكما قال جل وعلا قل هل يستوي الذين يعلمون والذي لا يعلمون ويقول النبي صلى الله عليه وسلم فضل العالم على العابد كفظلي على ادناكم وفضل العالم على العابد يا فاضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان العالم يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في بطن البحر واخبر صلى الله عليه وسلم ان العلماء هم ورثة الانبياء فان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما. وانما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بنصيب ابن وافر وكم من اية جاءت في كتاب الله عز وجل ترغب في ان يكون الانسان ممن يرجع الى الشريعة وفي هذه الايات اشارة الى انه ينبغي بالامة ان تسعى لان يكون فيها علماء يعيدون الى شرع رب العزة والجلال ويجعلونهم يلتزمون بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم ومن هذا المنطلق علينا جميعا ان نكثر من وجود العلماء. وان نحاول ان نشجع كثرة العلماء في مجتمعاتنا وانظر لقوله تعالى ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا وفي هذه الاية دلالة على ان الناس متى تركوا الاخذ باقوال علمائهم كان هذا من اسباب اتباع لعدوهم الشيطان الرجيم الذي يخشى من اتباعه خسارة الدنيا والاخرة ان الرجوع الى علماء الشريعة يزرع في قلوب الناس الخوف من الله والخشية له سبحانه كما قال الا انما يخشى الله من عباده العلماء. ومن هذا المنطلق على الانسان ان يتقرب الى الله جل وعلا اه بالرجوع الى العلماء والصدور عن اقوالهم واحتساب الاجر في اعزازهم واكرامهم بارك الله فيكم وفقكم الله لكل خير وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون