ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد وولدوا في هذا اليوم قصة من قصص الخوف التي ذكرها الله جل وعلا في قصة موسى عليه السلام وذلك ان موسى لما نشأ وترعرع في بيت فرعون واصبح له قوة كبيرة في بدنه بسبب ما قدر الله له من مقادير دنيوية من جهة غذاءه وتدريبه ايجاد مكانة له فدخل المدينة على حين غفلة من اهلها حينئذ وجد رجلين يقتتلان احدهما من قوم فرعون والاخر من بني اسرائيل فانتصر للاسرائيلي وضد الرجل الذي من قوم فرعون حينئذ تاب موسى عليه السلام وخشي ان يكون هذا من اسباب حدوث فتن او من رغبة ذويه وقومه في الثأر منه ولذا ذكر الله جل وعلا انه قد دخله الخوف فقال جل وعلا فاصبح في المدينة طائفا يترقب يعني انه يستشعر الاخبار ويبحث عنها ولان لا يصيبه اذى بسبب ذلك فكان يخرج خائفا يخاف من ان يعلم بقصته في قتله لذلكم الرجل. ويخاف ان يرغب اهله في الانتقام والثأر فخرج على قومه بخائفا يترقب فاذا الذي استنصره بالامس اي الذي طلب من موسى ان ينصره على الرجل الذي من قوم فرعون يستصرخه اي يطلب منه بالصوت العالي ان ينجده وان ينصره على من يقابله في حين ذلك الحين قال موسى عليه السلام انك لغوي مبين. يعني في كل يوم خصومة وفي كل يوم مع رجل وكان موسى قويا لدرجة انه لكز الرجل الاول بلكسة واحدة فكان حتفه بسببها فخشي الاسرائيلي ان يفعل به كما فعل بالرجل الذي رآه بالامس فقال اتريد ان تقتلني كما قتلت نفسا بالامس ان تريدوا الا ان تكون جبارا في الارض. وما تريد ان تكون من المصلحين حينئذ علم الرجل الاخر الذي من قوم فرعون ان موسى عليه السلام هو الذي قتل الرجل الميت بالامس وبالتالي عاد الى قومه يخبرهم بان موسى عليه السلام هو الذي قتل ذلكم رجل وحينئذ كان للخوف ان يأخذ مجاله وكان الخوف قد سيطر على قلبه فاذا كان في صباحه اصبح في المدينة خائفا يترقب فكيف به بعد ان انتشر الخبر وعلم بنو اسرائيل ان موسى عليه السلام هو الذي قتل ذلك الرجل كما علم قوم فرعون بذلك. فكان هذا من اسباب بتآمر قوم فرعون على موسى عليه السلام تستشعر ذلك الخوف الذي حل بقلب موسى عليه السلام. واستشعر كيف يكون سببا من اسباب اضطرابه ائتلاف احواله وتخوفه من هؤلاء الاقوام الذين لهم القوة ولهم السطوة ولهم الامر والنهي ولهم من الامكانات الشيء الكثير فكان لخوفه سببا لكن من ارتبط بالله وخشي من الله وعلم ان الكون بتدبير الله لم يكن خوفه الا من الله جل وعلا. بارك الله فيكم وفقكم الله لكل خير. هذا والله واعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون