اما بعد فان اهل الجاهلية كانوا يشركون بالله حتى في حجهم فيقولون لبيك اللهم لا شريك لك الا شريكا تملكه وما ملك فلما جاء الله بدين الاسلام بدل الاحوال فاصبحوا يلبون على التوحيد روي في صحيح مسلم عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال ركب النبي صلى الله عليه وسلم القصواء بعدما من صلى بذي الحليفة في المسجد حتى استوت به دابته على البيداء فاهل بالتوحيد لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك لبيك. ان حمدا والنعمة لك والملك لا شريك لك. معالي الشيخ الدكتور سعد ابن ناصر الشافعي. يبين لنا معالي معاني الحج. حول الحكم السامية الاحكام الفقهية في الحج لله رب العالمين. لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين. معالي الحي. معاني الحج. اخراج ماجد ابن راشد اشد الدباس. الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين فيقولون لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك افرادا لله وحده بالتلبية وهكذا في مشاعر الحج ومظاهره تظهر بجلا سورة التوحيد فلما ذكر في سورة الحج مناسك الحج قال حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق فالشرك محبط للعمل الشرك قصور في التصور الشرك ابتعاد عن المنهج الصحيح الشرك هو صرف شيء من العبادات لغير الله عز وجل فمن صرف شيئا من العبادة لغير الله فاصبح مشركا ومن ذلك عبادة التلبية فانها مما يتقرب به لله عز وجل ومن ثم لابد ان تكون لله وحده عبادة الدعاء لا بد ان تكون لله وحده فلا تدعو الا ربك جل وعلا اذا دعوت عند المشاعر سواء عند البيت او في عرفة فلا تدعو الا ربك جل وعلا الذي خلقك والذي رزقك والذي يتصرف في الكون وحده فلا تقل الا يا ربي يا الله ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار عندما تأتي الى الصفا والمروة تقول لا لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وحده وحده دليل على مظهر التوحيد عندما تأتي الى الصلوات التي تؤديها في هذه المواطن يؤديها لله وحده لا تؤديها رياء ولا سمعة ولا من اجل نظر الخلق وانما من اجل طاعة الله عز وجل وحده عبادة لربك مبيتك بمنى ومبيتك بمزدلفة تتقرب به لله وحده لا تقصد به احدا سوى الله بهذه المواطن يظهر جانب من جوانب التوحيد الا وهو تعليق القلب برب العزة والجلال فلا تخافوا الا من الله ولا ترجو الا الله وتتوكل على الله وحده سبحانه وتكون ممن امتلأ قلبه من مراقبة ربك استشعروا ان الله يراقبك في كل لحظة وفي كل وقت وفي نفس الوقت يؤدي الحاج عباداته الاخرى لله عز وجل ويتعلم المسلم من مناسك الحج التوحيد لله تعالى ومن ثم يجعل التوحيد شعارا له في كل حياته والمؤمن يستطيع ان يجعل حياته كلها طاعة لله وعبادة لله حتى نومه يجعله طاعة لله بان التقرب به لله ليتقوى على طاعة الله. وهكذا في المأكل والمشرب والملبس ينوي به التقرب لله جل وعلا عندما يشرب الحاج ماء زمزم ينوي بذلك التقرب لله عز وجل لانه بذلك اقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم بتعامله مع الاخرين يكون صادقا ناصحا مخلصا ينوي بذلك التقرب لله جل وعلا فيكون موحدا مأجورا مثابا هكذا منهم موحد لله تعالى في كل اقواله وفي كل افعاله وفي كل تصوراته وافكاره وحدوا الله جل وعلا فان الله عز وجل هو الخالق لكل شيء وهو المدبر للكون وحده ومن الفوارق بين المؤمن وغير المؤمن ان المؤمن موحد لله جل وعلا فيجعل كل عباداته لله عز وجل يقول جل وعلا ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. وما ذاك الا لعظم ذنب الشرك ومن ومن اشرك فقد قلل من فرصة سلك المنهج الحق على نفسه قال تعالى انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما لا الظالمين من انصار ان من مظاهر الشرك ان يدعو الانسان احدا غير الله كما لو قال يا رسول الله اغثني او يا ولي الله كن معي او مدد يا فلان فان هذا من صرف الدعاء لغير الله. والله تعالى يقول وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا وقال ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح ومن انواع الشرك ان نصف بعض الناس بما يختص الله عز وجل به ومن ذلك مثلا ان نصف بعض الناس بانه يطلع على الغيب ويعلم الخفايا ويعلم ما في القلوب من زعم ان احدا من الخلق يفعل زلك فانه قد دخل في باب من ابواب الشرك كذلك عندما يذهب الناس الى العرافين او السحرة ويظنون انهم يتصرفون في الكون وان التصرف في الامور بيد هؤلاء فان ذلك العمل يقدح في توحيده ان العبد المؤمن عندما يستشعر ان الله عز وجل وحده هو المتصرف في الكون. حينئذ لا يلتفت الى تلك التمائم والتعليقات والعقد التي يفعلها بعض الناس ويعلقونها على رقابهم. لانه يعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان ينفعوا وهو بشيء لم ينفعوه الا بشيء قد كتبه الله له ويستشعر المؤمن ان الخلق جميعهم لا يمكن ان ينفعوا احدا الا بامر الله عز وجل وحينئذ فكيف اخاف من الساحر او الكاهن ونحن نعلم انه لا يتصرف في الكون. والله جل وعلا يقول وما هم بضارين به من احد الا باذن الله اذا علم العبد ان العباد كلهم يتصرف فيهم رب العزة والجلال تعلق قلبه بالله وحده من مظاهر التوحيد في هذه المواطن الا نأخذ احكام الشريعة الا من الله او من المبلغ عن رسوله من الاحاديث النبوية او العلماء الذين ينقلون الاحكام الشرعية فالتشريع حق خالص لله عز عز وجل ولا يجوز لاحد ان يدخل في هذا الباب ولذا في خطبة العرفة ذكر النبي صلى الله عليه وسلم احكاما عديدة وتشريحات مختلفة تنظم حياة المسلمين لتبين ان التشريع والحكم هو لله جل وعلا اهل التوحيد قلوبهم معلقة بالله في كل تصرفاتهم. اسأل الله جل وعلا ان يوفقكم توحيد الخالص وان يجعلنا واياكم ممن اخلص اعماله كلها لله جل وعلا هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. معالي الشيخ الدكتور سعد ابن ناصر الشفري. بين لنا معالي الحج. حول الحكم السامية احكام الفقهية في الحج. ومحياي ومماتي لله لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا المسلمين. معالي الحي. اخرجها لكم ماجد ابن راشد الدباس