فامظيت ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الاخر ايكم ماله احب اليه من مال وارثه. قالوا يا رسول لله كلنا مالنا احب الينا من مال وارثنا فقال ان ما لك ما انفقت ننهل من وصايا فعشث ننهل من وصايا ثم اختم بانوار السماء للورى مثل الهدايا باثواب البهائم بها الشذر يبين للبرايا وينصح الاحبة فيه الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبيه الامين اما بعد فان الله جل وعلا يجعل لبعض عباده من الاسباب الدنيوية ما لا يجعله لاخرين كما قال تعالى واصفا نفسه يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له ولئن تكفل الله جل وعلا برزق جميع المخلوقات الا انه قد فظل بعضهم على بعض في الرزق قال تعالى وما من دابة في الارض الا على الله رزقها كون بعض الناس قد فظل على غيره في امور الرزق لا يعني ان ذلك من التفظيل المطلق وقد ذكر الله جل وعلا عن بعض المعرضين ان من اسباب اعراضهم عن الحق ما قدر الله جل وعلا لهم من الخيرات ومن امور الرزق ومع ذلك لم يكن ذلك دليلا على رفع درجاتهم عند الله سبحانه وتعالى انظر لقول الله جل وعلا فلا تعجبك اموالهم ولا اولادهم انما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق انفسهم ووجود هذا المال عند بعض الناس قد يكون نقمة تعود عليه بالسوء وبالشر والظرر ومن هنا فينبغي بالانسان ان يتفكر في هذا المال الذي يفد اليه من جهتين. الجهة الاولى كيف حصل على ذلك المال وهل هو طريق مشروع بحيث لا يعاقب الانسان على تحصيله ويجتنب انواع المحرمات المتعلقة بتحصيل ذلك المال ومن ذلك مثلا ان يجتنب الربا وكيف يقدم على الربا وهو يسمع الله جل وعلا يقول يا الذين امنوا اتقوا الله وزروا ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنين ويسمعوا قوله جل وعلا يمحق الله الربا ويربي الصدقات بنصوص كثيرة تحرم هذا النوع من انواع التعامل كذلك كيف يقدم الانسان على اكتساب الاموال بطرق الاحتيال واللعب على الاخرين هو يسمع الله جل وعلا يقول يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل الا ان تكون تجارة انت راض منكم ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما. ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما. فسوف نصليه وكان ذلك على الله يسيرا وهكذا كيف يقبل الانسان على نفسه ان يكون اخذا لرشوة او دافعا لها وهو يسمع قول الله جل وعلا ولا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها الى الحكام لتأكلوا فريقا من اموال الناس بالاثم وانتم تعلمون وكيف يقدم الانسان على معاملات محرمة في البيع والشراء وهو يسمع تلك التهديدات الالهية كيف يقدم على اكل مال اليتيم وهو يسمع الله جل وعلا يقول ان الذين يأكلون اموال اليتامى الظلم انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا. في نصوص كثيرة تنظم طريقة اكتساب المال بحيث تجعل هناك خطوطا لابد من التزامها ولابد من الاعتناء بها بحيث لا يتجاوزها الانسان في تعاملاته المالية وهكذا فيما يتعلق بانفاق المال. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تزول قدما عبد دين يوم القيامة حتى يسأل عن اربع وذكرا من تلك الاربع عن ما له من اين اكتسبه وفيما انفق قه نعم ان الانسان يلتزم بالظوابط الشرعية فيما يتعلق بانفاق الاموال. ومن ذلك ان يسير مسيرة وسط فيما يتعلق بانفاقه. فلا اسراف ولا تقدير. كما قال الله تعالى فوالذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما هكذا لا يؤتي ماله لاولئك الذين يظيعون ذلك المال فيما لا ينتفع به. فلا يؤتيه لضعاف العقول الذين يبذلون المال في امور توافه. كما قال تعالى ولا تؤتوا السفهاء اموالكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا كذلك ليس من شأن صاحب المال ان يقوم بوظع ماله في مجالات تعود بالظرر والسوء على الاخرين فالتجارة في الامور المحرمة يجتنبها المرء المسلم لا يتاجر فيما يعود على الناس بالظرر ايا كانت تلك التجارة حتى ولو كان بريق الطمع فيها يحرك النفوس المريظة. فان فتى الله مقدمة والرزق بيد الله يعطيه من يشاء من عباده ان البحث فيما يتعلق بامور المال تجعل الانسان يفكر في حقيقة هذه الاموال ما هو مؤداها ومتى ينتفع بها ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول ابن ادم مالي مالي وهل لك يا ابن ادم من مالك الا ما لبست فابليت وما اكلت فافنيت وما تصدقت ومال وارثك ما ابقيت. فانظر لهذه القاعدة الشرعية التي تصحح المفاهيم فيما يتعلق بامور الاموال ومن هنا فهنيئا لاولئك الذين ينفقون من اموالهم في المنافع العامة وفي بانواعها بين العبد متى قدم ذلك المال وهو محبوب له في طرق الخيرات كان ذلك من اسباب رضا رب العزة والجلال عنه انظر لقول الله تعالى لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فان الله به عليم فلم يعيب على المؤمنين انهم يحبون المال ولكنه اثنى على اولئك الذين يقدمون استجلاب محبة لا هي بالنفقة على محبتهم للمال. وانظر لقول الله جل وعلا ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب واقاموا الصلاة واتى الزكاة انظر كيف اثنى الله جل وعلا على هؤلاء الذين يؤتون المال بهذه الاصناف مع انهم يحبون المال محبة عظيمة انك عندما تبذل من مالك الذي تحبه في سبيل يحبه الله تكون بذلك قد حزت الاجور العظيمة انظر لفضل اطعام المسكين وفضل اطعام ذلك اليتيم. انظر لقوله جل وعلا في كتابه العزيز ارأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين فاطعام اولئك المحتاجين بالطعام الذي يعود على ابدانهم قوة هذه الابدان لا شك انه من شأن اهل الايمان الذين يعلمون ان امامهم يوم اخر. يوم الحساب التعب والجزاء يوم القيامة. واذا نظر الانسان الى سبل الخير وجدها كثيرة ومن اعظم سبل الخير اعانة الناس على العمل بدينهم. ومن ذلك ان يعانى من تقوم بتعليم الناس احكاما شرع رب العزة والجلال. فان التعليم يخرج الرجال الذين يكون لهم الاثر في مجتمعاتهم تصحيحا لتلك المجتمعات. ودعوة لله جل وعلا ومن هنا جاءت النصوص بفضل اولئك المتعلمين وبفظل من يعينهم. يقول النبي صلى الله عليه وسلم ان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم رظا بما يصنع. فليكن من شأنكم ان تقدموا صدقة دائمة حتى تدخلوا في قول النبي صلى الله عليه وسلم اذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له. بارك الله فيكم ايها الاخوة الاعزاء بارك الله لكم في اموالكم واخلف الله عليكم الخلف الحسن فانكم متى انفقتم في سبل الخير فان الله سيعوضكم وما انفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين بارك الله لكم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ننهل من وصايا مع الشثر سناهل من وصايا ثم اختم بانوار السماء للورى مثل الهدايا باثواب البهائم بها الشذر يبين للبرايا وينصح الاحبة في خريف