مع الشتريس ننهل من وصايا فعشث ننهل من وصايا ثم اختم بانوار السماء للورى مثل الهدايا باثواب البهائم بها الشذر يبين للبرايا وينصح الاحبة فيه الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فان الله جل وعلا يقدر المقادير على الخلق منها ما يكون محبوبا لنفوسهم ومنها ما يكون مضادا لذلك وحينئذ فقد يقدر الله جل وعلا على العبد اقدارا مؤلمة لكنها تكون في مصلحته وتعود عليه بالخير في دنياه واخرته ولذا قال الله تعالى وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون وقال جل وعلا في موطن اخر من كتابه وعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ومن هذا المنطلق على الانسان ان يعلم ان تلك المقادير التي اه يصاب بها انما هي ابتلاء من الله جل وعلا واختبار له ورفعة درجة له وسبب من اسباب زوال آآ اثار غفلته عن نفسه اراد الله جل وعلا ان يعيدك اليه بهذه المصائب التي تصيبك فيكون ذلك من اسباب صلاح احوالك ان الناظر فيما يقدره الله جل وعلا على العباد يجد ان هذه المقادير غير المرغوبة للنفس تصل جميع العباد فما من عبد من عباد الله ايا كان سواء كان مؤمنا او كان كافرا الا ويأتيه من الاقدار ما لا فيكون محبوبا لنفسه كما قال تعالى ان كنتم تألمون فانهم يألمون كما تعلمون. وترجون من الله ما لا يرجون ولذا فان من الامور التي ينبغي بالانسان ان يوطد نفسه عليها ان يوطدها على انه لن اسلم له الدنيا وانه سيأتيه من الاقدار ما لا يكون محبوبا لنفسه واذا تقرر ذلك فعلى الانسان ان يتعامل مع هذه الاقدار غير المحبوبة للنفس بما يرفع ودرجته ويعز مكانته ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير وليس ذلك الا للمؤمن ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له. وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له واذا كان العبد يجزم بان جميع الاقدار في الدنيا انما هي بامر من عند الله جل وعلا. كما في سبحانه انا كل شيء خلقناه بقدر. فانه حينئذ يجزم بصدق الله جل وعلا حينما فاخبر بان هذه المقادير لمصلحة المؤمن وتعود عليه بالنفع في الدارين دنيا واخرة ومن ثم لا تجزع لهذه المقادير التي تصيبك. وليكن من شأنك ان تعلم ان الله قد فتح لك من الابواب الخيرة الشيء الكثير يقول الله عز وجل ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة اولئك هم المهتدون ومن هنا فليكن من شأننا ان نرظى بقظاء الله وقدره. فان من رظي عن الله رظي الله جل وعلا عنه ولو كان احد سيسلم في الدنيا من هذه الاقدار المؤلمة لسلم منها انبياء الله عليهم سلام. وانظر الى حال النبي صلى الله عليه وسلم. مع علو مكانته عند الله ورفيع منزلته. الا انه لم يسلم في الدنيا من مثل هذه الاقدار الم يمت اولاده صلى الله عليه وسلم في حياته حتى قال من قال ان محمدا اذا مات ينتهي ذكره لموت عقبه. فانزل الله تعالى ان شانئك هو الابتر الم يؤزه قومه بانواع الاذى مرة يخنقونه حتى يكاد يموت ومرة يلقون عليه انواع المزابل ومرة يلقون عليه سلل جزور. ومرة يحاولون قتله ويدبرون المؤامرات في ذلك ومرة يحصرونه مع قومه في الشعب حتى بقي فيه ثلاث سنين لا يجدون الطعام الذي يملأ بطونهم. ثم قاتلوه بانواع المقاتلة شجوا رأسه وكسروا رباعيته واصابوه في بدنه ومع ذلك كان صلى الله عليه وسلم صابرا محتسبا. وهكذا قدر الله على هذا النبي الكريم انواعا من الامراض التي كان صلى الله عليه وسلم يقاسيها. بل انه قال اني لاوعك كما يوعك الرجلان منكم واذا كان الانسان يطالع حالة النبي صلى الله عليه وسلم وما مر به فليعلم بان هذه حال الدنيا لا تخلو من مقادير غير مرغوبة للنفس. ومن ثم ليكن شأننا ان كون من اهل الصبر لنحظى ببشارة الله في قوله وبشر الصابرين. الم يقل الله تعالى انما فالصابرون اجرهم بغير حساب الم يقل الله جل وعلا والذين صبروا لنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون الم يذكر الله جل وعلا انه يحب الصابرين وانه مع الصابرين يعينهم ويؤيدهم ينصرهم ولذا كان من شأن انبياء الله الصبر واصبر كما صبر اولو العزم من الرسل ان الانسان يعلم ان هذه المقادير التي تأتيه انما هي ابتلاء واختبار من الله وعلا للعبد متى صبر تجاهها ارتفعت درجته وعلت منزلته وهذه المقادير المؤلمة قد تختلف وقد تتنوع فمرة قد يصاب الانسان في بدنه به فيكون ذلك من اسباب تكفير ذنوبه. ومن اسباب رفعة درجته. ومرة قد تكون بموت قريب من الاولاد وغيرهم. وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان من اصيب بحبيبه في الدنيا فصبر واحتسب امر الله جل وعلا ان يبنى له في الجنة بنا. يقال له بناء الحمد وهكذا من اصيب في ما له باي خسارة فعليه ان يتذكر انه ولد لم يكن معه شيء من المال وهذه عطية من الله قد اخذ الله بعضها ليكن شعارنا عند ورود هذه المصائب انا لله وانا اليه راجعون فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من اصيب بمصيبة فقال انا لله وانا اليه راجعون. اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها الا خالف الله له ما هو خير منها فليكن من شأننا ان نقول هذه الكلمة العظيمة انا لله وانا اليه راجعون وعلى الانسان عند اصابته بشيء من المصائب الا يجزع والا يتسخط والا يشتكي والا يشكي الله جل وعلا لاحد من الناس فان الله انما يريد به الخير وما يعود عليه بالنفع في دنياه اه واخرته وليكن من شأننا ايضا ان نقوم بتعزية المصابين. وبمحاولة اذهاب ما قد يكون في نفوسهم من الالم والحزن بسبب ما اصيبوا به وكما تحتاج الى من يقف معك عند ورود هذه المصائب والاخرون ايضا الذين يصابون بها يحتاجون الى من يقف معهم فيواسيهم في مصابهم ان الانسان عندما يقف مع اخوانه في مصابهم يكون بذلك ابعد الحزن عنهم. ومن ثم يكونون من الراضين عن الله جل وعلا ان ورود المصائب على الناس لا تعني ان يتركوا بذل الاسباب التي ترفع هذه المصائب منهم المريظ مثلا يستحب له ان يبذل من اسباب التداوي والعلاج ما يزول به المرظ الذي اصابه ومن وقع في خسارة عليه ان يبذل الاسباب المؤدية الى تعويض الخسارة التي حصلت عليه. وهكذا ببقية المصائب فان بذل الاسباب في رفع هذه المصائب ورفع اثارها قربة يتقرب وبها لله جل وعلا. هنيئا لكم ايها الصابرون. ما تحظون به من اجر عظيم ومن رضا رب العزة والجلال هنيئا لكم بان ترتفع درجاتكم وان تنالوا الاجر والثواب الجزيل. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين مع الشتريس ننهل من وصايا فعشت ننهل من وصايا ثم ختم بانوار السماء للورى مثل الهدايا باثواب البهائم بها الشذر يبين للبرايا وينصح الاحبة فيه خريف