ننهل من وصايا فعشت ننهل من وصايا ثم اختم بانوار السماء شهادة للورى مثل الهدايا باثواب البهائم بها الشذر يبين للبرايا وينصح الاحبة فيه الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فان الحياة قائمة على مشاركة بين افرادها بما يحقق لهم الخير والنفع دنيا واخرة ومن انواع تلك المشاركات المشاركات التي يترتب عليها ترتيب المنازل والبيوت باقامة بيت الزوجية ومن هذا المنطلق جاءت النصوص باحترام الزواج وتقديره وبيان الفوائد والثمرات الحاصلة منه ومن هنا قال رب العزة والجلال ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل مودة ورحمة ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون ومن هذا المنطلق جاءت الايات القرآنية بتنظيم اطر الحياة الزوجية اه مثلا نهت الازواج عن ان يأخذوا من اموال زوجاتهم شيئا وان اردتم استبدال زوج مكان زوج واتيتم احداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا اتاخذونه بهتانا واثما من مبينا وكيف تأخذونه وقد افضى بعضكم الى بعض واخذنا منكم ميثاقا غليظا. فانظر كيف طفى عقد الزوجية بانه ميثاق غليظ ومن هذا المنطلق جاءت الايات القرآنية في معالجة المشاكل الزوجية وفي تنظيم العلاقة التي تكون بين الزوجين في مواطن كثيرة متعددة من كتاب الله عز وجل. فمرة تأمر باليص ومرة تنهى الزوجين عن عن ترك مراقبة الله جل وعلا في امر الزوجية وان امرأة خافت من بعلها نشوزا او اعراضا فلا جناح عليهما ان يصلحا بينهما صلحا والصلح خير احظرت الانفس الشح ومن ثم نعلم ان الشريعة عندما جاءت بتنظيم هذا الباب جاءت به باحسن المناهج وافضل الطرائق ولذا امر الله جل وعلا الازواج بحسن عشرة زوجاتهم. انظر لقول الله عز وجل وعاشروهن بالمعروف. فان كرهتموهن ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا. وانظر لقوله جل وعلا ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة. وانظر كيف امر الله جل وعلا الازواج بالنفقة على زوجاتهم كما ورد في الحديث ان هندا جاءت الى النبي صلى الله عليه وسلم تذكر عن زوجها بانه لا يعطيها لها ما يكفيها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم خذي قالت لا يعطيني الا ما اخذته من ما له من غير علمه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف ومن هنا اوجب الله جل وعلا على الوالدين ان يقوموا بالنفقة على زوجاتهم وعلى ابنائهم وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف. لا تكلف نفس الا وسعها ومما جاءت به الشريعة ان يصبر كل واحد من الزوجين على الاخر يحتسب الاجر والثواب في ذلك ومتى كان الناس يتعاملون التعامل الحسن فانه ستستقيم امورهم ولذا اثنى الله جل وعلا على الازواج الذين يحسنون الى زوجاتهم فخياركم خياركم لنسائهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك اثنى على النساء اللاتي يحسنن الى ازواجهن بل اخبر ان المرأة اذا مات زوجها وهو راض عنها فانها تكون من اهل الجنة باذن الله جل وعلا ومن هنا نعلم ان الشريعة قد جاءت وضع حالة تكامل بين الزوجة والزوج اه نعلم بطلان طريقة اولئك الذين يسعون الى جعل مضادة بين الرجل والمرأة في المجتمع فان الرجل والمرأة كل منهما يكمل الاخر ومسكين رجل بلا امرأة ومسكينة امرأة بلا رجل واذا تقرر الامر على ذلك فان من الامور التي ينبغي بالازواج ان يلاحظوها الا يكون منهم تقصير فيما يتعلق ببيت الزوجية ايا كان ذلك التقصير وعلى الزوج ان يتقي الله جل وعلا بان يحسن التعامل مع اهل بيته. لا يجعل للغظب مجالا في اخراجه عن طوره ليعامل اهل بيته بالمعاملة غير المستحسنة وهكذا على الرجل الا يجعل الطلاق لفظا ممتهنا في كل قضية يتكلم فيها. فان رب العزة والجلال قد جعل اه ووصف اولئك الذين يبذلون الطلاق في كل قضية اه تعرض عليهم بانهم مما ان يتخذون ايات الله هزوا. ولذلك يحذر الانسان من ان يجعل الطلاق يمينا بها نفسه او يلزم غيره بها. وقد جاءت النصوص بتحريم آآ القسم واليمين بغير الله جل وعلا. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من كان حالفا فليحلف بالله او ليصمت ومن هنا فمن نقص العقل ونقص تقدير عواقب الامور ان يقسم الانسان على زوجته من اجل ان حسها ويمنعها عن فعل تريد الاقدام عليه. لانه بذلك قد يجعل الامر امر الطلاق عندها لا عنده وبناء على ما سبق فان من الامور التي ينبغي بالزوج ان يلاحظها الا يكون منه شأن عندما يرى خروج المرأة عن طورها في بعض احوالها. قد تغضب المرأة وقد يكون منها آآ شيء من آآ الاخلاق غير المستحسنة. وبالتالي عليه ان يتفادى اه الدخول في ذلك الموقف لانه حينئذ قد يؤدي الحال بهم الى الفرقة والطلاق وهكذا على كل واحد من الزوجين ان يتقرب الى الله جل وعلا باحسان التعامل مع الطرف الاخر لانه حينئذ يرضي رب العزة والجلال بحسن التعامل ان من الامور التي يتقرب بها الى الله جل وعلا المحافظة على بيت الزوجية. فان من حافظوا على بيت الزوجية يكون بذلك مأجورا مثابا وقد ورد في الاثار بل ورد في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان الشيطان يجلس على عرشه ثم يأتيه الواحد من اتباعه فيقول لم ازل بفلان حتى عصى المعصية الفلانية فيقول ما يبرح قليلا حتى يرجع ما فعلت شيئا. ويأتي الثاني فيقول له مثل ذلك. حتى يأتيك الثالث فيقول لم ازل بفلان حتى فرقت بينه وبين اهله فيقول ابليس انت انت ويدنيه ويجلسه معه على عرشه وما ذاك الا ان استقرار بيت الزوجية يترتب عليه من المصالح والفوائد الشيء كتير ان العاقل يعلم انه لا يوجد احد من الناس يكمل في صفاته فلا الرجل يكمل ولا المرأة تكمل. ولذا على الانسان ان يتغاظى عن بعظ الصفات غير المرضية ملاحظة للصفات الاخرى. ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يفرك مؤمن مؤمن ان سخط ان سخط منها خلقا رضي منها اخر وعلى الانسان ان يعود نفسه ان من يقابله لابد ان يكون عنده شيء من النقص وشيء من الصفات غير المحمودة وبالتالي ليكن من شأنه ان يتقرب لله جل وعلا بالعفو للاخطاء وبالتجاوز عن الصفات غير المرغوبة ليكون ذلك ادعى لعبودية الله جل وعلا اه ببقاء بيت الزوجية وعدم انفصام عراها ان الانسان ليعجب من حال اولئك الذين تستمر معهم الحياة الزوجية سنين طويلة يتراضون فيها ويتحابون ويتوادون فاذا بهم في اواخر اعمارهم يحدث بينهم النزاع والشقاق في الوقت الاخير الذي ينبغي بهم ان يعطف بعضهم على بعض وان يرحم بعظهم بعظهم الاخر. ايها المتزوجون هنيئا لكم بهذه الطاعة طاعة الزواج. فان عبادة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ولذا كان انبياء الله عليهم السلام يتزوجون. هنأكم الله في حياتكم. واسعد الله ازواج بزوجاتهم والزوجات بازواجهم. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين مع الشتريس ننهل من وصايا مع شثر سننهل من وصايا ثم اختم بانوار السماء. هدت للورى مثل الهدايا باثواب البهائم بها الشذر يبين للبرايا وينصح الاحبة في خريف