ننهل من وصايا فعشث ننهل من وصايا ثم اختم بانوار السماء شهادة للورى مثل الهدايا باثواب البهائم بها الشذر يبين للبرايا وينصح الاحبة فيه الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فاذا كان هذا البرنامج نتحدث فيه عن فئات نوجه اليهم وصايا ونذكر ما لديهم من الصفات الجميلة والافعال المحمودة فانني في هذا اللقاء ساتكلم عن القرابة اذ لهم من الحق ما يجعلنا نخصصهم بحديث مستقل ولقاء مستقل لقد جاءت النصوص القرآنية بالترغيب بالاحسان الى ذوي القربى انظر لقول الله جل وعلا واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وبذي القربى رغب الله جل وعلا بالاحسان الى القرابة. وقرن حق القرابة بحق الوالدين وبحق رب العزة والجلال ان حق القرابة يعظم عندما يكون هناك سبب اخر من مثل ما لو كان هؤلاء القرابة من الجيران لهم حق زائد عن حق القرابة الذين ليسوا كذلك لقد جاءت الايات القرآنية بالثناء على اولئك الذين يصلون ما امر الله به ان يوصل. وتبين ان الله جل وعلا يرحمهم وفي المقابل ذمت اولئك الذين يقطعون الرحم ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ومن ذلك قطع القرابة بل جعلت اللعنة لهم ان النصوص القرآنية والنبوية التي وردت في الترغيب في القرابة كثيرة متعددة. انظر قول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله لما خلق الخلق قامت الرحم فقالت يا ربي هذا مقام العائذ بك من القطيعة فقال الله عز وجل اما ترضين ان اصل من وصلك وان اقطع من قطعك انك عندما تلاحظ احوال الواصلين لقرابتهم تجد ان الله جل وعلا يوالي عليهم الخيرات في الدنيا مع ما ينتظرهم من الثواب الجزيل في الاخرة وفي مقابل هؤلاء من يسيء الى قرابته فان الله جل وعلا لا يقسم لهم من الخير كما كان للصنف الاول وانظر لقول النبي صلى الله عليه وسلم من احب ان يبسط له في رزقه وان ينسأ له في اثره فليصل رحمه ان صلة الرحم والقرابة من افضل الاعمال اجرا وثوابا عند رب العزة والجلال ويقابلها في السوء قطيعة الرحم. ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة قاطع هناك من يحاول ان يجد تبريرات قطيعة الرحم. فمرة يقول اقاربي ليسوا من اهل الطاعة وانما هم من اهل المعاصي. فكيف تأمرني بصلتي من كان من اهل المعصية؟ فيقال قالوا له بان القرابة الذين يحتاجون اليك اولى ببرك واحسانك وهؤلاء الذين لديهم معاصي عليك من واجب الرحمة تجاههم ما يجعلك تبذل الاسباب في جعلك ينتشلون واقعهم من المعصية الى الطاعة. وينتقلون من حال الى حال. فتكون بذلك احسنت اليهم فاحسن الى هؤلاء الاقارب الذين وجد في مجتمعهم هذه المعاصي بجعلهم هم يخافون من الله جل وعلا ويرجون ما عنده من الثواب بينما نجد طائفة اخرى يتذرعون يتذرعون في ترك مواصلة القرابة بان هؤلاء القرابة يؤذونهم ويلحقون بهم انواع الظرر والاذية فنقول هنا تبرز معادن الرجال فان من قابل السوء بالاحسان فذلكم الرجل الذي آآ فيه من الصفات الجميلة له ما ليس عند غيره ولذا قال الله تعالى ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه هو ولي حميم وقد ورد في الحديث الصحيح ان رجلا جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان لي قرابة اصلهم ويقطعونني واحلم عليهم ويجهلون علي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لان كان كما تقول فانما تسفهم مل والمراد بالمل اما الرماد الحار واما التربة التي احترت بسبب وجود الجمر حولها وتسفهم اي تلقيه عليهم وانظر لقول النبي صلى الله عليه وسلم ليس الواصل بالمكافئ انما الواصل الذي اذا قطعت رحمه هو وصلها وانظر ايضا للحديث الاخر حينما قال النبي صلى الله عليه وسلم افضل الصدقة افضل الصدقة ما كان على ذي الرحم الكاشح والمراد بالكاشح المبغظ. فمع كونه يبغظك ويتمنى لك السوء الا ان ذلك تحسن اليه حتى انك انفع مما لك ما يكون في حاجته اذكركم هنا بما ورد في قصة ابي بكر الصديق فان قريبا من قرابته كان ابو بكر الصديق ينفق عليه ويعطيه ما يحتاج اليه من النفقات فلما جاءت حادثة الافك وتكل ما بالسوء والشر والكذب والبهتان على ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها تكلم ذلك القريب فيها وقدح فيها وقذفها كاتباعا لطريقة المنافقين في ذلك وجلده النبي صلى الله عليه وسلم لكونه قد قذفها فما كان من ابي بكر الصديق الا ان قال والله لن انفق عليه بعد اليوم. لم يقل ساضربه لم يقل سافعل به وانما قال احساني السابق ساوقفه عنه. فنزلت الايات في ذلك ولا يأتي لاولو الفضل منكم والسعة ان يؤتوا للقربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم لا يأت لي اي لا يقسم احد منكم. وخاطب اصحاب الفضل والسعة ومنهم ابو بكر الصديق بان يترك مقتضى ايمانهم وامرهم بان يعفو ويتجاوزوا عن القرابة من اجل ان يكون ذلك من اسباب عفو رب العزة والجلال. ومن هنا فاذا تجاوز بعض قرابتك في حقك فعليك ان تعفو وان تتجاوز لعل الله جل وعلا ان يتجاوز عنك ومن هذا المنطلق على الانسان الا يستجيب لوساوس الشيطان التي تدعوه الى قطيعة رحمه ان القرابة ليسوا على مرتبة واحدة وهم على مراتب متعددة بحسب منزلة قربهم منك. ومن ثم يكون لكل واحد منهم من الحقوق ما يتناسب مع درجة قرابته فبعض القرابة عليك ان تزورهم. وبعض القرابة عليك ان تواصلهم ولو بالاتصال. وبعض القرابة عليك ان ثني عليهم وان تذكرهم بالخير. وبعض القرابة عليك ان تقف معهم في مناسباتهم وتحضر وما يكون عندهم من اجتماعات وبعض القرابة عليك ان تقوم معهم اعطاء نفقة قات آآ يحتاجون اليها او صدقة مالك. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم الصدقة على بقرابة ثنتان صدقة وصلة ومن الامور التي اذكر بها في هذا الجانب ان بعض الناس يحاول ان يتبرأ من قرابته متى كانوا فقراء او محاويج فلا يلتفت اليهم بل قد قد ينكر صلته بهم وينكر ان يكون بينه وبينهم شيء من القرابة. ولا شك ان هذا من انواع المعاصي ومن مخالفة ما امر الله جل وعلا به المؤمنين من ان يكونوا مع قرابتهم ولذا قال الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على انفسكم او الوالدين والاقربين ان يكن غنيا او فقيرا فالله اولى بهما. فالله اولى بهما اعاننا الله جميعا على القيام بحق القرابة. واسأل الله جل وعلا لقراباتنا التوفيق لكل خير. كما اسأله جل وعلا ان يكون معهم وان يجعلهم مكتفين بامورهم وان يرفع درجاتهم وان يجزيهم عنا خير الجزاء هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين مع الشتريس ننهل من وصايا مع الشذر سننهل من وصايا ثم اختم بانوار السماء عادت للورى مثل الهدايا باثواب البهائم بها الشذر يبين للبرايا وينصح الاحبة في خريف