مع الشتريس ننهل من وصايا فعشث ننهل من وصايا ثم اختم بانوار السماء شهادة للورى مثل الهدايا باثواب البهائم بها الشذر يبين للبرايا وينصح الاحبة فيه الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فان من الفئات العزيزة علينا جميعا يأتي الشباب ذكورا واناثا وهذه الفئة لها مكانتها ومنزلتها وهم الاخ العزيز والابن الكريم ومن ثم فلهم من المكانة والمنزلة في القلوب الشيء الكثير ومن الامور التي ينبغي بنا ان نتباحث فيها ما يتعلق بامور الشباب فان الشباب قم من من الفئات التي لها التأثير الجميل في حياة الناس. يدخلون السرور والبهجة على والديهم يعاونونهم ويعاضدونهم ويكونون معهم والناظر في سيرة الامم جميعا يجد ان للشباب من الاثر الجميل ما عاد على تلك الامم بالنفع والخير الكثير واذا اردنا ان نشاهد هذا في دعوات الانبياء عليهم السلام وجدنا ان اكثر من يتبع انبياء يا الله هم الشباب ولذا قال الله جل وعلا عن اصحاب الكهف انهم فتية امنوا بربهم وذكر الله جل وعلا عن بعض الاقوام انهم قالوا لانبيائهم في وصف اتباعهم بانهم بادي الرأي اي لا زالوا صغارا ابتدأوا بالذهن والتفكير آآ قريبا واذا نظرت ايضا في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وجدت ان اتباعه من هذه الفئة من فئة الشباب وبالتالي اعلم فضل الشباب على هذه الامة وانظر الى المهام والمسؤوليات التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يوكلها الى الشباب فانظر مثلا الى مصعب ابن عمير فتى شاب يدخل في دين الله فيرسله النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة الى اهل المدينة ليعلمهم وليدعوهم الى دين الاسلام ونتج عن رحلته فوائد كثيرة اسلم اغلب اهل المدينة وتعلموا دين الله جل وعلا وانظر ما ورد ان النبي صلى الله عليه وسلم ارسل عددا من اصحابه كعلي ابن ابي طالب قضاة مع انهم لا زالوا في مقتبل اعمارهم بل في المعارك العسكرية كان صلى الله عليه وسلم يرسل الشباب قادة فارسل اخر ما ارسل اسامة ابن ابن زيد رضي الله عنه ومعه جماعة من كبار الصحابة حتى ان المنافقين بدأوا يطعنون في ذلك القرار الذي اصدره النبي صلى الله عليه وسلم كانت اخر خطبة من النبي صلى الله عليه وسلم في بيان صلاحية اسامة بان يكون قائدا للجيش. فقال صلى الله عليه وسلم ان كنتم تطعنون في امرة اسامة فقد كنتم تطعنون في امرة ابيه من قبل. ووالله انه لحقيق بالامرة الى اخر ما قال صلى الله عليه وسلم ثم الناظر في حياة النبي صلى الله عليه وسلم يجد انه كان يعطي الشباب من الفرصة في التعلم وفي المناقشة والحوار ما يجعل الانسان يعلم ان مخاطبة الشباب ومناقشة تهم من الامور المستحسنة انظر ما ورد في حديث ما لك بن الحويرث قال قدمنا الى النبي صلى الله عليه وسلم ونحن شببة متقاربون قدموا من اجل ان يتعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم قال فلبثنا بضعة عشر ليلة. فلما ظن اننا اشتقنا الى اهلنا قال ارجعوا الى اهليكم فعلموهم كذا وكذا واخبرهم كيف يفعلون في صلواتهم وقال صلوا كما رأيتموني اصلي لي وانظري الى ما ورد من تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لعدد من اصحابه الشباب يقول النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس يا غلام احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك ويقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر ابن ابي سلمة يا غلام سم الله وكل مما يليك مما يدلك على اعتناء النبي صلى الله عليه وسلم في تعليم هؤلاء الشباب وتعريفهم الاحكام الشرعية المتعلقة باعمالهم حضرني في هذا الموقف موقف اولئك الشباب من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. حينما طلبوا منه ان يشاركوا معه في القتال في الغزوات التي غزاها. قال ابن عمر عرضت نفسي على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم احد فرد وعرضت عليه نفسي في يوم الخندق اه اذن لي قال وكان عمره انذاك خمسة عشر سنة. وانظر الى الصحابي الجليل ابن عباس رضي الله عنهما حيث كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم في فيما يحتاجه لاداء صلاة الليل باحضار الماء وتجهيزات الصلاة. فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم بان يعلم آآ التأويل كتاب فكان ذلك من اسباب كون هذا الصحابي من علماء الامة الذين لا تزال الامة تنقل العلم عنهم وانظر الى الصحابي الجليل انس بن مالك لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كان عمره عشر سنوات فقامت امه ام سليم باعطائه للنبي صلى الله عليه وسلم ليخدمه وليقوم معه وانظر الى تلطف النبي صلى الله عليه وسلم بالصبيان. مر على صبيان فسلم عليهم. وفي الحديث الاخر ان النبي صلى الله عليه وسلم مر على صبي يقال له ابو عمير فقد مات طائر عند له فقال النبي صلى الله عليه وسلم له يا ابا عمير ما فعل النغير؟ يعني الطائر اه الصغير وانظر لما ورد في الحديث ان الجارية صغيرة السن كانت تأتي الى النبي صلى الله عليه وسلم فتأخذ فتمضي به في سكك المدينة بل ان الموضوعات التي كانت تختلج في نفوس الشباب تجد ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يناقشها معهم فذلك الشاب الذي قدم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الزنا تناقشه النبي صلى الله عليه وسلم وقال له هل ترضاه لامك؟ قال لا. قال فكذلك الناس لا يرضونه قال هل ترضاه لاختك؟ قال لا. قال فهكذا الناس لا يرظونه لاخواتهم وفي في حوادث كثيرة لهؤلاء الشباب. كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتني بهم لاحظوا حوائجهم انظر لما رواه ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له وقال لاصحابه يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه اغض للبصر واحصن اولي الفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يراعي احوال الفتيات من النساء حتى فيما يتعلق بامر تأخر الزواج. فامر الاولياء بان يزوجوا مولياتهم من يقدم عليهم. وقد وجدت فيه الصفات المناسبة فقال من اتاكم ترضون دينه وخلقه فزوجوه الا تفعل تكن فتنة في الارض وفساد عريظ وهكذا كان من شأن النبي صلى الله عليه وسلم ان يراعي الشباب وان يتفقد حوائجهم وان يقوم بما يصلح امورهم. كان النبي صلى الله عليه وسلم يشارك هؤلاء الشباب في عدد من الاعمال التي يقدمون عليها وينجزونها. فكان ذلك من اسباب تمسك الشباب بدينهم ومن اسباب بقائهم حول نبيهم صلى الله عليه وسلم. ومن هنا نعرف قيمة هؤلاء الشباب وما لهم من المنزلة والمكانة وما يحسن ان نوليهم به من العناية. بارك الله فيكم. احبتي الشباب وجعلكم الله موفقين واسبغ عليكم الخيرات والنعم واذكر هنا بان قيمة الشاب ليست بترك تعاليم دينه. وانما قيمة الشاب في ان يخالف هواه الذي يأمره بمخالفة دينه بارك الله فيكم. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ننهل من وصايا مع الشثر سناهل من وصايا ثم اختم بانوار السماء للورى مثل الهدايا باثواب البهائم بها الشذر يبين للبرايا وينصح الاحبة في خريف