ننهل من وصايا فعشت ننهل من وصايا اما ختم بانوار السماء شهادة للورى مثل الهدايا باثواب البهائم بها الشذر يبين للبرايا وينصح الحمد لله رب العالمين نحمده على نعمه الوفيرة العظيمة من تلك النعم ان انزل علينا الكتاب بيانا للحق وهداية تكون سببا من اسباب السعادة في الدنيا والاخرة هذا الكتاب الذي احتوى على المعجزات العظيمة سواء في احكامه او في معانيه او في دلالاته او في الفاظه و مما يتعلق بهذا الكتاب ان الله جل وعلا قد يورد فيه الفاظا متقاربة في النطق لكنها متباعدة او متقابلة في المعنى وسأريد لكم نماذج في هذا اللقاء من الكلمات التي تقاربت الفاظها وتغيرت معانيها كلمة بشر واستبشر قد وردت هاتان الكلمتان في كتاب الله عز وجل في مواطن اما بشر فان المراد بها نقل الخبر فلا غلبان يكون نقل الخبر السار المفرح بينما استبشر معناها فرح وسعد بما لكيه من نتائج وسأورد عددا من النماذج القرآنية لاستعمال هاتين الكلمتين ففي سورة البقرة قال تعالى وبشر الذين امنوا وعملوا الصالحات ان لهم جنات تجري من تحتها الانهار وقوله جل وعلا وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون ولذا ذكر الله جل وعلا ان الانبياء عليهم السلام يبشرون وينذرون. اي يبشرون من تبعهم واستجاب لهم بسعادة الدنيا والاخرة وينذرون الخلق انه عند مخالفتهم للرسل ستنزل بهم العقوبات كما في قوله جل وعلا كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين. وقال تعالى وما نرسل المرسلين الا مبشرين ومنذرين. فمن امن واصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون وهذا هو الغالب في بشرى ان تكون نقلا للخبر السار المفرح ولكنها في مرات قد تكون لنقل آآ الخبر والتذكير بالنتيجة غير المرغوب فيها ومن امثلة ذلك في قوله تعالى ان الذين يكفرون بايات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب اليم. لكن الغالب ان تكون البشارة في الخير قال تعالى وبشر المؤمنين. قال تعالى آآ عن يحيى عليه السلام عن زكريا عليه السلام آآ فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين. وهكذا بشرت مريم عليها السلام بالمسيح فقال وتعالى اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والاخرة ومن المقربين ومن هنا على الانسان ان يستشعر ان البشارة قد تكون الخبر السار لكنها فيما قد تكون بمقدمات الخير. كما في قوله تعالى وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته وكما قال جل وعلا اه في صفات اهل الايمان فيبشرهم ربهم رحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم. اذا البشرى لا تختص الدنيوية بل قد تكون في الدنيا وقد تكون في الاخرة. اما في الاخرة فبمثل قوله وبشر الذين امنوا ان لهم قدم صدق عند ربهم واما في الدنيا فانظر لقوله تعالى لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم. وكم من اية فيها بشارة بقدوم الولد كما في قوله تعالى عن ابراهيم وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب. وهكذا في قوله تعالى في آآ البشارة التي نزلت عليه بالولد فلما ذهب عن ابراهيم معوجاته البشرى يجادلنا في قومه لوطا. وانظر لما ذكره الله عز وجل عنه في قوله قال لا توجل انا نبشرك بغلام عليم. قال ابشرتموني على ان مسني الكبر فبم تبشرون وقالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين. واما استبشر فانه يراد افرح بما قدره الله عز وجل عليه. وما يسره له. كما في قوله جل وعلا عن الشهداء فرحين بما اتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم الا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشروا بنعمة من الله وفضل وان الله لا يضيع اجر المؤمنين. وهكذا في قوله تعالى فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هم وذلك هو الفوز العظيم. وانظر لقوله تعالى عندما قسم الناس في تلقيهم للايات القرآنية واذا ما انزلت سورة منهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون وانظر لما يتعلق باستبشار الناس وفرحهم بنزول الامطار. كما في قوله تعالى الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فاذا اصاب به من يشاء من عباده اذا هم يستبشرون و قد يكون هذا الاستبشار والفرح بامر يستحق ذلك وقد يكون بظده فانظر مثلا في قوله في صفة اهل الايمان يوم القيامة عن وجوههم ضاحكة مستبشرة. بينما قال تعالى واذا ذكر الذين واذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالاخرة. واذا ذكر الذين من دونه اذا هم استبشرون بارك الله فيكم. اسأل الله ان يبشركم بالخيرات. وان تكونوا ممن استبشر بقدوم المسرات في الدنيا والاخرة كما اسأله جل وعلا لجميع المسلمين بشرى تسعدهم واستبشارا يفرحهم واسأله جل وعلا ان يوفق الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله وعلى نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. موشحة باثواب البهائم بيهش فريو بينه للبرايا وينصح للاحبة فيه خابر قضايا او هموم او حكايا بها تبيان داء او دواء