ننهل من وصايا فعشت هل من وصايا اما ختم بانوار السماء شهادة للورى مثل الهدايا باثواب البهائم بها الشذر يبين للبرايا وينصح الحمد لله رب العالمين نحمده على نعمه الوفيرة العظيمة من تلك النعم ان انزل علينا الكتاب بيانا للحق وهداية تكون سببا من اسباب السعادة في الدنيا والاخرة هذا الكتاب الذي احتوى على المعجزات العظيمة سواء في احكامه او في معانيه او في دلالاته او في الفاظه و مما يتعلق بهذا الكتاب ان الله جل وعلا قد يورد فيه الفاظا متقاربة في النطق لكنها متباعدة او متقابلة في المعنى وسأريد لكم نماذج في هذا اللقاء من الكلمات المتقاربة في الفاظها بينها فروقات في معانيها كلمة بغى وابتغى بغي وبغي فهذه كلمات وردت في الايات القرآنية ولكل واحد منها معنى مغاير لمعنى الكلمة الاخرى ولعلي اورد عددا من الايات الواردة التي اشتملت على هذه الكلمات لابين معنى كل واحد منها فاول ذلك لفظة بغى فانها تطلق مرة ويراد بها الارادة والرغبة في الشيء ومرة تطلق يراد بها تجاوز الحد المأذون به ولذا قال تعالى افغير دين الله يبغون اي يرغبون ويفضلون ومثله قوله تعالى اه قل يا اهل الكتاب لما تصدون عن سبيل الله من امن تبغونها عوجا وانتم شهداء ده ومثله في قوله ولا غير الله ابغي ربا وهو رب كل شيء. وقوله الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالاخرة كافرون وقال تعالى لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا ولاوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين. ومن هذا ما ذكره الله جل وعلا في قصة بموسى والخضر قال ذلك ما كنا نبغي فارتدا على اثارهما قصصا فهذه اللفظة بغى اراد بها اراد وقصد. ومثله في قوله خالدين فيها لا يبغون عنها حولا وقوله ولا تبغي الفساد في الارظ بينما كلمة بغي فيراد بها تجاوز الحد المأذون به شرعا. ولذلك قال تعالى بئس ما اشتروا به انفسهم ان يكفروا بما انزل الله بغيا ان ينزل الله من فضله على من يشاء من عبادة فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين وقوله جل وعلا وما اختلف الذين اوتوه الا من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم الله الذين امنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه. والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم ويقول جل وعلا اه فان اطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا. ويقول جل وعلا وعلى الذين هادوا حرمنا كل ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما الا ما حملت ظهورهما والحوايا او ما اختلط بعظم جزيناهم ببغيهم وانا لصادقون. وهكذا في قوله فلما انجاهم اذا هم يبغون في الارض بغير الحق. يا ايها الناس انما بغيكم على انفسكم متاع الحياة الدنيا. ثم الينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون وانظر لما ذكره الله جل وعلا عن فرعون في قوله وجوزنا ببني اسرائيل البحر فاتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا. حتى اذا ادركه الغرق قال امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين ومن هذا قوله سبحانه ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وقال جل وعلا ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله ان الله وفور اما البغي فالمراد بها المرأة الزانية كما في قوله تعالى ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء وكما في قوله تعالى قالت انى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم اك بغيا. وقوله جل وعلا عندما قال قوم مريم يا اخت هارون ما كان ابوك امرأ سوء وما كانت امك بغيا واما ابتغى فان المراد بها رغبة الانسان في الشيء وطلبه لتحصيل امر من الامور. ومن ذلك قوله تعالى فالان باشروا وهن وابتغوا ما كتب الله لكم هذه الاية نزلت فيما يتعلق الجماع في رمضان. فانه في اول الاسلام كان ناس يمنعون من الجماع بمجرد نومهم بالليل الى مغرب الغد لو نام الانسان بعد العشاء وجب عليه الامساك عن المفطرات فنزل نسخ ذلك واصبحت بداية الصوم بدل ان تكون من النوم اصبحت بداية الصوم من من الفجر. ولذا قال تعالى احل لكم ليلة الصيام الى نسائكم هن لباس لكم وانتم لباس لهن. علم الله انكم كنتم تختانون انفسكم. لان بعض الازواج دخلوا على زوجاتهم في الليل. فاراد الزوج من زوجته بما يريد الرجل من اهله فقالت اني قد نمت فاصبح بعض الازواج يكذب زوجته ويصفها بانها تخفي عنه حقيقة الامر. فقال تعالى علم الله انكم كنتم تختانون انفسكم. اي يصف بعضكم بعضا بهذا الوصف. فتاب عليكم وعفا عنكم فالان عاشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم يعني من الولد وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من من الفجر ثم اتموا الصيام الى الليل ومما ورد فيه استعمال لفظة اه ابتغاء قوله تعالى ومثل الذين ينفقون اموالهم وابتغاء مرضات الله وتثبيتا من انفسهم كمثل جنة بربوة اصابها وابل فاتت اكلها ضعفين. ومثله في قوله ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله. وقوله وما تنفقون الا ابتغاء وجه الله وقوله ومن يبتغي خيرا للاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. وقوله ولا تهنوا في ابتغاء ان تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون. وترجون من الله ما لا يرجون. ومثل قوله قل الله وابتغوا اليه الوسيلة. بارك الله فيكم ووفقكم الله لكل خير. وجعلكم ممن يبتغي الجنان العالية ورضى الرحمن الكريم. ومتابعة المصطفى صلى الله عليه وسلم الهدايا موشحة باثواب البهائم بها الشثر يبين قضايا وينصح للاحبة في قضايا او هموم او بها تبيان او دواء