ننهل من وصايا فعشت ننهل من وصايا ثم ختم بانوار السماء للورى مثل الهدايا باثواب البهائم بها الشذر يبين للبرايا وينصح الحمد لله رب العالمين نحمده على نعمه الوفيرة العظيمة من تلك النعم ان انزل علينا الكتاب بيانا للحق وهداية تكون سببا من اسباب السعادة في الدنيا والاخرة هذا الكتاب الذي احتوى على المعجزات العظيمة سواء في احكامه او في معانيه او في دلالاته او في الفاظه و مما يتعلق بهذا الكتاب ان الله جل وعلا قد يورد فيه الفاظا متقاربة في النطق لكنها متباعدة او متقابلة في المعنى وسأريد لكم نماذج في هذا اللقاء من الكلمات التي حصل فيها تقارب في اللفظ وتباعد في المعنى جاء واجاء فان هاتين الكلمتين وان تقاربتا في اللفظ الا انهما بعيدتان في المعنى فجاء يراد بها اتيان الشخص بمحض ارادته بينما اجاء انما يراد بها ما فاجئ الانسان بدون ان يكون له اختيار له ولذا قال الله جل وعلا في قصة مريم عليها السلام فاجاها المخاض الى جذع النخلة بحيث كان بغير اه توقع منها ولا ارادة منها. بينما لفظة وجاء قد تكررت في كتاب الله عز وجل ويراد بها اتيان المرء لما يقصد آآ الذهاب اليه رغبته وقصده. ولذا قال تعالى ولما جاءهم كتاب من عند الله افكلما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم. ولقد جاءكم موسى بالبينات. ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم. وقال تعالى ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فان الله شديد نقاب وقال فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وامره الى الله. وقال تعالى او ان كنتم مرضى او على سفر او جاء احد منكم من الغائط او لامستم النساء فلم تجدوا ماء صعيدا طيبا. وهكذا في قوله جل وعلا فاذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وان تصبهم سيئة يتطيروا بموسى ومن معه. الا انما طائرهم عند الله ولكن اكثرهم لا يعلمون وقال تعالى ان اجر الله ان اجل الله اذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون قال سبحانه فاذا جاءت الطامة الكبرى. وفي الاية الاخرى فاذا جاءت الصاخة وقال تعالى وجاء ربك والملك صفا صفا فهذه الايات فيما يتعلق بالفعل جاء تخالف المعنى الذي يدل عليه قوله اجاء من الكلمات التي فيها تقارب في اللفظ واختلاف في المعنى. كلمات حب واحب واستحب فان لفظة احب بمعنى انه رغب في الشيء وآآ جعله محبوبا عنده آآ ولذا قال جل وعلا والذين امنوا اشد حبا لله. وقال سبحانه واتى المال على حبه لذوي القربى واليتامى والمساكين وبنى السبيل والسائلين وفي الرقاب وفي المقابل جعل الله جل وعلا من آآ بعض الصفات سببا من اسباب محبته لبعض العباد كما في قوله تعالى ان الله يحب المحسنين وكما في قوله جل وعلا ان الله يحب المقسطين اي العادلين. وفي نفس الوقت ذكر الله جل وعلا عددا من الصفات التي تكون سببا من اسباب عدم محبة الله للعبد. فمن ذلك في قوله ان الله لا يحب المعتدين. وقوله والله لا يحب كل كفار اثيم وآآ حينئذ نعلم ان هذه المحبة هي ميل ورغبة في آآ شخص من الاشخاص او آآ فعل من الافعال بينما استحب تعني رغبة الانسان وارادته في اداء عمل من الاعمال. كما في قوله على ذلك بانه مستحب الحياة الدنيا على الاخرة. فاستحب فيها دلالة على المقارنة بين في معنى المحبة مما يقتضي اداء عمل من الاعمال. ولذا قال ذلك بانهم حب الحياة الدنيا على الاخرة وان الله لا يهدي القوم الكافرين. وقال سبحانه يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اباءكم واخوانكم واولياء ان استحبوا الكفر على الايمان ومن يتولهم منكم فاولئك هم الظالمون. ومن هنا فاننا انفرق بين هاتين الكلمتين حب واستحب. وهكذا من الكلمات كلمة بمعنى اه المصدر للمحبة من ذلك قوله تعالى زين للناس حب الشهوات ومن ذلك قوله جل وعلا اه انك لا تهدي من احببت وقال وانه لحب الخير لشديد. وآآ من الالفاظ التي تتعلق بهذه الكلمة لفظ احباء. يعني الاشخاص المحبوبين ومن ذلك قوله تعالى وقالت اليهود والنصارى نحن ابناء الله واحباؤه قل فلما يعذبكم بذنوبكم بل انتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السماوات والارض وما بينهما واليه المصير. ومن هنا نعرف الفرق بين هذه الكلمات ومدلول كل واحد منها. ومن الايات التي وردت في هذا قوله جل وعلا لموسى والقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني اي جعلت في بالناس محبة لك وتقديرا ورغبة في الخير لك. بارك الله فيكم. ووفقكم الله لكل خير وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين كما اسأله سبحانه ان يصلح الاحوال وان يكفينا شر الاشرار. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ترى مثل الهدايا موشحة باثواب البهاء. بها الشذر قضايا او هموم او حكايا بها تبيان داء او دواء