ننهل من وصايا فعشت ننهل من وصايا ثم ختم بانوار السماء للورى مثل الهدايا باثواب البهائم بها الشذر يبين للبرايا وينصح الحمد لله رب العالمين نحمده على نعمه الوفيرة العظيمة من تلك النعم ان انزل علينا الكتاب بيانا للحق وهداية تكون سببا من اسباب السعادة في الدنيا والاخرة هذا الكتاب الذي احتوى على المعجزات العظيمة سواء في احكامه او في معانيه او في دلالاته او في الفاظه و مما يتعلق بهذا الكتاب ان الله جل وعلا قد يورد فيه الفاظا متقاربة في النطق لكنها متباعدة او متقابلة في المعنى وسأريد لكم نماذج في هذا اللقاء من الكلمات التي تقاربت الفاظها وتباعدت معانيها كلمة جنة وجنة وجنه فهي كلمات ثلاث لها نفس الحروف اختلفت حركة الحرف الاول منها فاختلفت معاني هذه الكلمات بسبب ذلك فاول هذا ما يتعلق بالجنة وهي الوقاية التي يقي الانسان بها نفسه من اي امر قد يطرأ عليه ومن ذلك قوله تعالى اتخذوا ايمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله فلهم عذاب مهين في سورة المجادلة ومثله في سورة المنافقون في قوله اتخذوا ايمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله انهم ساء ما كانوا يعملون وذلك ان اصل هذه الكلمة يعني التغطية. فكأنهم جعلوا ايمانهم سبيلا يغطون به عن انفسهم من اجل الا تعرف حقيقتهم فيتخذون ذلك سبيلا ابعاد الناس تعني الاستجابة للحق والهدى واما الجنة بفتح الجيم فالمراد بها ذلكم المنزل العظيم الذي اعده الله لاولياءه جزاء لهم بما عملوا في الدنيا فالجنة قد ذكر الله جل وعلا اوصافها وما فيها من الخيرات والنعم في ايات متعددة في كتاب الله عز وجل. وقد كان ابونا ادم ام فيها لكن الله جل وعلا قدر عليه ان يكون منه مخالفة لامر الله فكان ذلك من اسباب خروجه من الجنة. كما قال تعالى وقلنا يا ادم اسكن انت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين. وآآ لا يقتصر ذلك على الجنة التي كان فيها ادم وكانت في الزمان الماضي بل هي الجنة التي يؤول اليها عباد الله الصالحون في آآ ما بعد البعث. كما قال تعالى الذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون. وكما قال جل وعلا فروح وريحان وجنة نعيم ولا يقتصر اسم الجنة على الجنة التي آآ يدخلها المؤمنون يوم القيامة. بل كل بستان فيه زروع كثيرة فانه يسمى بهذا الاسم. ولذا قال تعالى ايود احد ان تكون له جنة من نخيل واعناب تجري من تحتها الانهار له فيها من كل الثمرات واصابه والكبر وله ذرية ضعفاء فاصابها اعصار فيه نار فاحترقت. كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تتفكرون. وانظر لقوله جل وعلا في سورة الكهف كلتا الجنتين اتت اكلها ولم تظلم منه شيئا وفجرنا خلالهما نهرا واما الجنة فالمراد بها الجن. فالجنة ها هي دار الاخرة سميت بذلك الاسم لما فيها من زروع كثيفة واشجار كثيرة تغطي بعضها بعضا واما الجن فالمراد به الواحد من الجن كما في قوله تعالى ان هو الا رجل به جنة فتربصوا به حتى حين. وقول او لم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة ان والا نذير مبينا. وقوله جل وعلا الا من رحم ربك ولذلك خلقهم. وتمت كلمة في كلام لان جهنم من الجنة والناس اجمعين. وقال تعالى من الجنة والناس في سورة الناس قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس. ومثله فيما رموا به النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الفريا حينما قال ام يقولون به جنة بل جاهم بالحق واكثرهم للحق كارهون ومن الكلمات التي وجد فيها مشابهة في الاسم وفي اللفظ ولكنها متباعدة في كلمة جرح واجترح فان جرح تطلق على الجرح الذي يكون في البدن وتطلق ايضا على كل عمل يؤديه الانسان سواء كان صالحا او كان سيئا. ومن ذلك قوله تعالى وهو الذي يتوفاكم بالليل. ويعلم ما جرحتم بالنهار ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى اجل مسمى ثم اليه مرجعكم ثم ننبئكم بما كنتم تعملون. اما اجترح فانها تطلق على اقدام الانسان على والسيئات. ولذا قال تعالى ام حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون. جعل الاجتراح لما لا يرضى من الافعال بينما جعل قوله ما جرحتم يشمل جميع افعال ثاني ليكون ذلك على سبيل العموم فتبين لنا الفرق بين هذين بين هاتين جرحا واجترح. بارك الله فيكم جميعا. ووقاكم الله كل سوء. وجعلكم اهلا وجعلكم من اهل الجنان كما نسأله جل وعلا ان يبعد عنكم آآ سيء الاسقام وتطفلات الجان بفضله ورحمته. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ترى مثل الهدايا موشحة باثواب البهاء بها الشثر للبرايا وينصح للاحبة فيه خريب. قضايا او هموم بها تبيان داء او دواء