صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه فسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد في شرف الانسان بان يكون من اهل القرآن ويزداد شرفه بان يكون ممن يفهم هذا القرآن ونشكره ونثني عليه ان جعل هذا الكتاب قد احكمت اياته وفصلت من لدن حكيم خبير واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له احكم الحاكمين واشهد ان محمدا عبده ورسوله مع الشتريس ننهل من وصايا مع الشثر سنانهل من وصايا ثم اختم بانوار السماء هدت للورى مثل الهدايا باثواب البهائم بها الشذر يبين للبرايا. الحمد لله رب العالمين نحمده ان انزل علينا كتابه الحكيم وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم للصحابي الجليل ابن عباس بان يفقه في كتاب الله جل وعلا وما ذاك الا لعظم هذه الدعوة ومن افضل الطرائق لفهم كتاب الله ان يكون لدينا معرفة بمعاني الفاظه ومن طرائق معرفة معاني الالفاظ المقارنة بين هذه الالفاظ تمييز الفروقات بين الالفاظ المتقاربة ولذلك كانت فكرة هذه اللقاءات من اجل ان نعرف الفرق من الالفاظ المتقاربة في حروفها والمتباعدة في معانيها من الكلمات التي تقاربت الفاظها وتباعدت معانيها كلمة دل وتدري وتدلى فهذه ثلاث كلمات قرآنية متقاربة في اللفظ فهي تصدر من اصل واحد ولكن بينها تفاوت في المعنى فدل بمعنى ارشد وبين الطريق ومن ذلك قوله تعالى فوسوس اليه الشيطان قال يا ادم هل ادلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى فاطمعه في الخلود في الجنة وهكذا نهايات الهلاك تنشأ من بدايات الطمع ومثله في قوله جل وعلا المتر الى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا؟ ثم جعلنا الشمس عليه دليلا وقال تعالى وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم اذا مزقتم كل ممزق انكم لفي خلق جديد وقوله جل وعلا فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته الا دابة الارض تأكل كل منسأة فلما خر تبينت الجن ان لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ومثله في قوله تعالى اذ تمشي اختك فتقول هل ادلكم على من يكفله واما الكلمة الثانية فهي كلمة تدل والمراد بها توصل تعطوا ومنها قوله تعالى ولا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل ولا تأكلوا اموالكم بينكم الباطل وتدلوا بها الى الحكام اي توصلوها الى القضاة على سبيل الرشوة لتأكلوا من اموال الناس بالاثم وانتم تعلمون واما الكلمة الثالثة فتدلى فقد وردت في قوله تعالى ثم دنى فتدلى ان قاب قوسين او ادنى من الكلمات المتقاربة في اللفظ المتباعدة في المعنى كلمة يدنو ويدني فان الكلمة الاولى يدنو بمعنى قرب. ومنها قوله تعالى ثم دنا فتدلى. وقوله جل وعلى ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا وقوله قطوفها دانية وقوله متكين على فرش بطائنها من استبرق وجنى الجنتين دان اما الكلمة الثانية فهي يدني بمعنى ان آآ الله جل وعلا امر المؤمنات بان يضعن الجلابيب على جميع ابدانهن والمراد بالجلباب الغطاء الذي يغطي جميع البدن ونحن هنا نستعمل فيه كلمة فارسية وهي البشت وقد قال الله تعالى يا ايها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من من جلابيبهن ذلك ادنى ان يعرفن فلا يؤذين. وكان الله غفورا رحيما. فا هذا هو المقصود بقوله آآ يدنين عليهن من جلابيبهن ومن الكلمات التي تقرب من هذا كلمة ادنى. كما في قوله تعالى قال اتستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير. فالمراد هنا بالادنى الاقل آآ منزلة ومكانة وكذلك تستعمل ادنى بمعنى اقرب كما في قوله جل وعلا ولا يأبى الشهداء اذا ما دعوا ولا تسأموا ان تكتبوه صغيرا او كبيرا الى اجله. ذلكم اقسط عند الله واقوم شهادة وادنى الا ترتابوا ومن هذا قوله تعالى فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الادنى اي الاقل فهم يأخذون آآ ويستعيظون عن مقالة الحق بشيء من الدنيا. ويقولون يغفر لنا الاية ومن هذا استعمال لفظة الدنيا على حياتنا التي نعيش فيها كما في قول به تعالى اولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالاخرة. فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون بعد من قال تعالى افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب. وما الله بغافل عما اتعملون ومثله فيما ذكره الله جل وعلا من الثناء على مقام ابراهيم عليه السلام حينما قال ومن وابو عم التي ابراهيم الا من سفي نفسه. ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين. فهذه كلمات متقاربة في اللفظ الا ان بينها تفاوتا في المعنى. اسأل الله جل وعلا ان يرزقني واياكم نعمة فهم الكتاب ومعرفة المعاني التي اشتمل عليها كما اسأله جل وعلا ان يرفع درجاتنا في جنان الخلد. وان يجعلنا من عباده الصالحين. ومن حزبه المتقين واولياءه المتقين الخائفين كما اسأله جل وعلا ان يجعلني واياكم صالحين مصلحين هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين الى الهدايا موشحة باثواب البهائم بها الشذر يبين وينصح للاحبة في قضايا او هموم او بهاتبيان داء او دواء