اي انما تعتبر الاعمال وتصح ويؤجر عليها بحسب ما ينويه الانسان فمن كانت اعماله ينوي بها ان يرضي الله وان يحصل على الاجر الاخروي والثواب الذي يناله في الجنة. فحينئذ اعماله في رحلة تطوي الدروب من خير بكر يحتفى ازكى البشائر للقلوب مع الحبيب المصطفى تضفي لنا ازكى بيان مهما يدور بنا الزمان والروح في بالعناوته فوق الى ارض الجنان الى رحب الحبيب فالوعد للبشرى عن يحيى بن سعيد الانصاري يقال اخبرني محمد بن ابراهيم التيمي انه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا ايها الناس انما الاعمال بالنيات. وانما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فارحب بكم ايها الاخوة الاعزاء في تناول احاديث نبوية وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم صح اسنادها ورويت في مسندي الامة صحيح الامام البخاري اولها هذا الحديث الذي استمعنا اليه قبل قليل يوجه النبي صلى الله عليه وسلم فيه النداء الى الناس مخاطبا اياهم بما ينفعهم فيقول انما الاعمال بالنيات اعمال صحيحة يؤجر عليها ويثاب واما من كانت مقاصده دنيوية لا يريد بعمله الا الدنيا فحينئذ لن يكون له اجر في الاخرة. ومن هنا اكد النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك بقوله وانما لكل امرئ ما نوى ثم فصل النبي صلى الله عليه وسلم على جهة التمثيل فقال الناس ينقسمون الى قسمين الاول من كان ينوي ان يرظي الله. وان يتبع نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم فحينئذ يكون له الاجر العظيم. فمن كانت هجرته الى الله والى رسوله. فهجرته الى الله ورسوله اما القسم الثاني فمن كانت هجرته لدنيا يصيبها ويشمل هذا ما يراد من امور الدنيا من اموال وتجارات او ما يراد من علاقات او نحوها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه وحينئذ الوصية لك اخي العزيز بان تصحح نيتك في اعمالك كلها. فتريد بها وجه الله. واول ذلك العبادات التي تؤديها ينبغي بل يجب ان تكون مقاصدك فيها اخروية تصلي لله ترضي ربك وتقصد بذلك ان ترتفع درجتك وتسلم من نار جهنم. هكذا اذا اديت زكاة مالك لا تقصد ان يثني الناس عليك وانما ليكن مقصدك ان ترضي ربك. في صيام رمضان وفي حج بيت الله الحرام وفي بقية الاعمال الصالحات تنوي بذلك ارظاء رب العزة والجلال بل يتجاوز الامر هذا الى التعاملات التي تتعامل بها مع الاخرين. اقصد بها ان ترضي الله جل وعلا وان تسير على وفق شريعته لتكن صادقا في معاملاتك ناويا بهذا الصدق ارضاء رب العزة والجلال. ليكن من شأنك ان تتخلق بالاخلاق العالية وجه بشوش ونفس منشرحة وكلام حسن والفاظ جميلة تهديها الى الناس وحينئذ تكون مأجورا مثابا على اعمالك بل من امك وطعامك وسائر شأنك. بل جلبك لحوائج ابنائك اقصد به رضا رب العزة والجلال. بارك الله فيكم جميعا ووفقكم الله لكل خير. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين في رحلة تطوي الدروب من يحتفى ازكى البشائر للقلوب مع الحبيب المصطفى تضفي لنا ازكى بيان مهما يدور بنا الزمان والروح في فالوعد ويمضي ومع الحبيب المصطفى. اي السعادة لا يليق