في رحلة تطوي الدروب من خير يحتفى ازكى البشائر للقلوب مع الحبيب المصطفى تضفي لنا ازكى بيان مهما يدور بنا الزمان والروح في تهفو الى ارض الجنان الى رحب الحبيب فالوعد للبشرى عن سليمان ابن بسرد رضي الله عنه قال كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان فغضب احدهما فاشتد غضبه واحدهما يسب صاحبه مغضبا حتى احمر وجهه وتغير. وانتفخت اوداجه فقال النبي صلى الله عليه وسلم اني لاعلم كلمة لو قالها ذهب عنه الذي يجد. لو قال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب عنه ما يجد فانطلق اليه الرجل فاخبره بقول النبي صلى الله عليه وسلم. فقالوا له الا تسمع بقول النبي صلى الله عليه وسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تعوذ بالله من الشيطان الرجيم فقال وهل ترى بي بأس امجنون انا؟ اني لست بمجنون. اذهب الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فاسعد بلقائكم اخواني الاعزاء واتقرب الى الله جل وعلا بالتواصل معكم واعدوا مثل هذه اللقاءات من اسباب انات النفس وسعادتها لابد ان يقع بين الناس اختلاف في وجهات النظر وقد يقع بينهم بسبب ذلك خصومات وقد تتطور الى ان تكون عداوات وبالتالي يحدث من الامور المخالفة للشرع ما يحدث ومن هنا جاءت الشريعة بترغيب الناس في احسان العلاقة بينهم ومن احسان العلاقة ان يغض الانسان طرفه عن اخطائي اقاربه ومن له بهم صلة وان يتقرب الى الله جل وعلا بالاحسان اليهم ولو اساوي اليه ومن اعظم ما يكون له اثار سيئة في العلاقة بين الناس صفة الغضب التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحذر منها والغضب يستغله عدونا الشيطان بان يجعله مركبا الى ايقاع العداوة والبغضاء فيما بين الناس. كما انه يسعى الى التفريق بين الناس بانواع الاسباب من سحر وغيره. والى ايقاع العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويلى جعل الناس يتعادون بسبب ما يوقع بينهم من التحريش ومن تفسير الالفاظ بالمعاني السيئة التي توقع العداوات بينهم ولذا قال تعالى وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن ان الشيطان ينزغ بينهم ان الشيطان كان للانسان عدوا مبينا وهذه الحادثة التي ذكرت في هذا الخبر ان رجلين وقعا بينهم خصومة فسب كل واحد منهم الاخر فغضب احدهما حتى اشتد غضبه واحمر وجهه وتغير وانتفخت اوداجه رآه النبي صلى الله عليه وسلم فقال مشفقا عليه اني لاعلم كلمة لو قالها ذهب عنه الذي يجد لو قال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم لذهب عنه ما يجد تنظر لهذه الكلمة التي يستعيذ فيها الانسان بربه جل وعلا المتصرف في الكون من هذا العدو الذي يريد السوء ويريد عدوانيوكع العداوة والبغضاء فيما بين الناس. هذه الكلمة اعوذ بالله من الشيطان الرجيم سهل التلفظ بها وهي سبب من اسباب اذهاب الغضب عن الانسان. لكن انظر كيف تطور بهذا الانسان بحيث لما جاءه من جاء فاخبره بقول النبي صلى الله عليه وسلم وبين له ان هذه كلمة اعوذ بالله من الشيطان الرجيم تذهب ما لديه من الغضب فقال انفا من هذه الكلمة مترفعا عن ان يسمع النصيحة وان يستجيب لها اما جنون انا؟ انا لست بمجنون فلم يقبل بتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسعى الى ان يتخلص من هذا العدو الشيطان الرجيم الذي يسعى الى ان يوجد العداوة بين الناس. ان هذا العدو الشيطان الرجيم ينبغي بنا ان نعتصم منه بالله جل وعلا ومن ذلك ان نسأله سبحانه ان يعيذنا من هذا العدو ومن ذلك ان نكثر من قراءة الاوراد صباحا ومساء هكذا نتقرب الى الله جل وعلا بتغيير احوالنا عند وجود الغضب مرة بالوضوء ومرة بالجلوس من قيام او الاضطجاع من جلوس ومرة نكثر من ذكر الله جل وعلا وقراءة القرآن العظيم التي تجعل هذا العدو لا يتمكن منا. اعاذكم الله من عدوكم الشيطان وجعلكم الله من اولياءه الرحمن كما اسأله جل وعلا ان يكون الخلق الفاضل والكلام الطيب صفات ملازمة لكم في كل حياتكم. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اتنين في رحلة تطوي الدروب من خير بكر يحتفى ازكى البشائر للقلوب مع الحبيب المصطفى تضفي لنا ازكى بيان مهما يدور بنا الزمان والروح في فوق الى ارض الجنان الى رحب الحبيب فالوعد للبشرى